البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

حصانة السّلطة الفلسطينيّة

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3073


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يوجد خلاف كبير، حول ما يتوجّب أن تصل إليه السلطة الوطنية إلى الدولة نهاية المطاف، حسب رؤيا الفلسطينيين، والدور الوظيفي الذي يتوجّب أن تقوم به تبعاً للفكر الإسرائيلي، كما يتوضّح كلّما مرّ الوقت، وبرغم ذلك الخلاف، يُوجد حرص فلسطيني – إسرائيلي شديد، يتعلّق بدوامها وضمان استمراريتها، ولذلك فإن العمل لا يزال جارياً - معاً وسويّاً- في مواجهة أيّ اسباب قد تؤدّي إلى انهيارها.

لقد عبّر الرئيس الفلسطيني "أبومازن" منذ السابق عن ذلك الحرص، من خلال تأكيده على ضرورة استمرارها، وإظهاره في نفس الوقت تحدّياً جبّاراً، ضد أي إجراءات إسرائيلية قد تمس بها بهدف الضرر، ومن جهته أيضاً فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" سار على نفس الطريقة، بعد أن كان يُبدي في السابق بأنه لن يكون مُكترثاً في حال زوالها، حيث بدا اليوم على حرصٍ مماثلٍ أو أكثر على استمرارها، لِما لزوالها من تداعيات مؤلمة لإسرائيل، وسواء كانت على المستويات المدنية والأمنية والاقتصادية والمستويات الأخرى بشكلٍ عام.

بدون إثارة لأي عجب أو تساؤل، فإنه يُمكن القبول، بحرص "أبومازن" على نحوٍ خاص، حيث جاء بعد تهديدات مترامية، كان قد أطلقها بخصوص مصير السلطة، والتي تُوحي بإلقاء مفاتيحها أمام "نتانياهو" وقد رتّب حرصه، على أن السلطة هي الإنجاز الكبير للفلسطينيين، وكونها ناتجة عن اتفاقات دوليّة من جهة، ومن جهةٍ أخرى، لاتخاذها مساراً باتجاه المؤسسات الدولية، تأمل خلاله الوصول إلى دولة، قد لا تستطيع إسرائيل بأي حال، تقويضها أو الانتقاص منها مقدار ذرّة.

ربما لأجل إلقاء المزيد من التعقيدات في مواجهة السلطة ورغباتها، فإن الإسرائيليون الرسميّون، وفيهم "نتانياهو" نفسه، لا يزالون يعكفون على الحديث عن احتمالية انهيارها، بل وهناك من تنبأ بأن الانهيار واقع لا محالة وخلال أوقاتٍ عير بعيدة، وكانوا قد رتّبوا حديثهم، على الأوضاع السيئة التي تُحيط بها، ومن كل جانب.

فمن جهة، فهي ترزح تحت أوضاعٍ داخلية مُتراجعة، بناءً على سياستها العامة، وتقع تحت وطأة مشكلات اقتصادية تحول دون انتظامها وقدرتها على إدارة الأمور، ومن جهةٍ أخرى، فإن تمسّكها بوقف العملية السياسية، وتفضيلها اللجوء إلى المؤسسات الدولية باعتبارها لديهم خطوات انفرادية، وتقوم في نفس الوقت بتمويل أعمال عنف ضد إسرائيليين والتشجيع عليها منذ اندلاعها في أكتوبر الماضي، وأخيراً قيامها باتخاذ قرار قطع العلاقات ووقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، فكل ذلك لديهم يُعجل في حدوث الانهيار.

السلطة الفلسطينية، استعملت ذكائها كما في كل مرّة، والذي تمثل في تسجيل تبريرات مُلطِفة لأيّ من خطواتها، واعتماد مخارج للتملص من أي قرارات قد تعود بالضرر يفوق المنفعة منها، فالقرار الأخير وبرغم شدّته بالنسبة إلى إسرائيل، يظل في حكم القرارات تحت السيطرة، خاصة بعد قيامها بنشر نغمات خاصة تهدف إلى ترطيبه والحد من شدّته، ومنها التي تتعلّق بعدم الحاجة إلى تنفيذه إلى أن تحين الظروف المناسبة.

كان "نتانياهو" منذ مدّة، قد عقد اجتماعين بخصوص هذه المسألة، وحثّ وزراء حكومته، بأن من الضروري المحاولة في منع انهيارها أولاً، واضطرّ أكثر من مرّة لوضع ختمه على بياض، لوزراء ومسؤولين باتجاه تنفيذ إجراءات سياسية واقتصادية تتناسب والحالة العامة باتجاه الفلسطينيين، والتي من شأنها الحؤول دون انهيار سُلطتهم، وكان آخرها عندما تم القيام خلال الأيام القليلة الفائتة، بمنح السلطة أموالاً ضخمة، تهدف إلى إنقاذ خزينتها التي أوشكت على الإفلاس، إلى جانب القيام بعقد اتفاقات مُتقدّمة، تتصل بمجالات الطب والبناء والتكنولوجية وغيرها.
إذاُ، فالسلطة والحال هكذا، ليس من السهل الحديث عن انهيارها، باعتبارها ذات حصانة خاصة، تدرأ عنها أي مكروه، وحتى في ظل وجود تصورات لدى الإسرائيليين ككل – يمينيين ويساريين- بتواجد فرصة، لإيجاد إدارة فلسطينية بديلة وأفضل منها، خاصة وأن هذه الحصانة مستمدّة أيضاً من المجتمع الدولي، الذي - برغم تجاهل واشنطن-، لن يسمح بتقويض تلك الحصانة، وقد دفع باتجاهها أثماناً ضخمة وغير مُعتادة، منذ أوسلو 1993 وإلى الآن.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

السلطة الفلسطينية، فلسطين، إسرائيل، حماس، فتح، محمود عباس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 5-03-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حسن الطرابلسي، مصطفي زهران، عمر غازي، حاتم الصولي، محمد شمام ، تونسي، رافع القارصي، محمد عمر غرس الله، خبَّاب بن مروان الحمد، الهادي المثلوثي، عواطف منصور، مراد قميزة، د. طارق عبد الحليم، نادية سعد، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد يحي، سليمان أحمد أبو ستة، الناصر الرقيق، منجي باكير، أحمد ملحم، د. صلاح عودة الله ، رمضان حينوني، صلاح المختار، محمد الطرابلسي، د. عبد الآله المالكي، د - صالح المازقي، رحاب اسعد بيوض التميمي، مصطفى منيغ، أنس الشابي، سعود السبعاني، صفاء العربي، د - شاكر الحوكي ، إيمى الأشقر، رشيد السيد أحمد، د. أحمد محمد سليمان، مجدى داود، رضا الدبّابي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أحمد النعيمي، د- محمود علي عريقات، محمد اسعد بيوض التميمي، صلاح الحريري، صالح النعامي ، خالد الجاف ، أحمد الحباسي، ياسين أحمد، أبو سمية، سامح لطف الله، محرر "بوابتي"، محمد الياسين، سيد السباعي، المولدي الفرجاني، يزيد بن الحسين، علي الكاش، حسن عثمان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - الضاوي خوالدية، عبد الله زيدان، عزيز العرباوي، د. أحمد بشير، العادل السمعلي، سامر أبو رمان ، صفاء العراقي، يحيي البوليني، حسني إبراهيم عبد العظيم، صباح الموسوي ، د- محمد رحال، عبد الرزاق قيراط ، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمود سلطان، الهيثم زعفان، محمد العيادي، سفيان عبد الكافي، عمار غيلوفي، د. خالد الطراولي ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، ضحى عبد الرحمن، حميدة الطيلوش، أشرف إبراهيم حجاج، علي عبد العال، رافد العزاوي، وائل بنجدو، د - المنجي الكعبي، سلام الشماع، د - مصطفى فهمي، أحمد بوادي، د - محمد بنيعيش، كريم السليتي، فتحي الزغل، د - محمد بن موسى الشريف ، عراق المطيري، محمد أحمد عزوز، سلوى المغربي، د- جابر قميحة، طلال قسومي، أ.د. مصطفى رجب، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمود فاروق سيد شعبان، عبد الغني مزوز، فتحـي قاره بيبـان، كريم فارق، ماهر عدنان قنديل، د - عادل رضا، فهمي شراب، إياد محمود حسين ، فوزي مسعود ، عبد الله الفقير، فتحي العابد، د.محمد فتحي عبد العال، جاسم الرصيف، إسراء أبو رمان، د- هاني ابوالفتوح، محمود طرشوبي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة