محمد المختار القلالي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3430 : kallalimokhtar@gmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
صدّق أو لا تصدّق...’أصحاب الكهف و الرّقيم ‘ مازالوا أحياء يرزقون، يعيشون بيننا بلحمهم، و شحمهم، و دمهم. لا عتب عليك، أيها القارئ الكريم، إن بدا لك أنّ في هذا القول غرابة، فأنا الاَخر لم يتهيأ لي العلم بذلك إلاّ أخيرا، أي ساعة أن وجدتني وجها لوجه مع من خلتهم اندرجوا في البائدين . حدث ذلك منذ أيّام قليلة فقط، و بالتحديد يوم الخميس الثاني عشر من ربيع الأوّل الجاري، ذكرى مولد الرسول عليه السّلام.
يومها أطلّ علينا أولئك القادمون إلينا من الزّمن السّحيق ليحدّثونا بالمناسبة عمّا حفّ بمولده صلّى اللّه عليه وسلّم من ضروب العجائب و خوارق العادات .
حدّثونا عن الأشراط التي ظهرت تعلن للسّماء و الأرض قرب ميلاده، حدّثونا عن حمل أمّه به، و عن النّور الذي خرج منها أثناء الحمل ، فرأت به قصور ‘بُصرى’ بأرض الشّام، و عن ملك كان يأتيها في المنام، مرّة كلّ شهر، يُسرّ إليها خبر حملها بسيّد الأمّة، موصيا إيّاها بأن تسمّيه، حين تضعه، محمّدا. قالوا لنا أيضا بأنّه عليه السّلام ولد مختونا مسرورا(مقطوع حبل السرّة)، و أنّه ما إن وقع بالأرض حتّى خرّ ساجدا، و بصره شاخص إلى السّماء، مشيرا بسبابته إلى الأعلى علامة التّوحيد. و جاء، فيما زعموا أيضا، أن أمّه فقدته من بين يديها مرّة، ففزعت، و ظلت تبحث عنه دون طائل إلى حين أعيد به إليها محمولا بين ذراعي ملك من ملائكة الرّحمن، و عزوا ذلك إلى أنّ ‘الصبيّ’ قد حُمل وقتئذ إلى أبيه’ اَدم ‘ الذي سرّ به سرورا عظيما، إلى اَخر ذلك من تلك الخرافات المبثوثة في تلافيف السّيرة، و السيرة الزكيّة منها براء.
يشار إلى أنّ’ القوم’ كانوا يتحدّثون و يحرصون في الأثناء على تذكير النظّارة بأنّ كلّ ما يقولونه ‘ موثّق و علميّ’ ... أن يكون ما جاء على ألسنتهم من الهذيان موثّقا فهذا ما لا ينكره عليهم أحد اطّلع على الصّحف الصّفراء، و إمّا ادّعاؤهم بأنّه ‘علميّ’، فهذا من قبيل الكلام المرسل الذي لا يستحقّ ردّا على الإطلاق .
كيف للمرء أن لا يخرج عن طوره وهو يسمع إلى هذه الترهات، تروّج عبر قناة تلفزيّة عموميّة يفترض أن تسخّر للارتقاء بوعي النّاس؟
متى يا ترى يكتب لهذا الدّين القيّم أن ينقّي ممّا علق به من ضلالات و خزعبلات و أوهام ؟
إلى متى يستمرّ في بلاد العروبة و الإسلام ‘إنتاج الجهل في عصر العلم’ ؟ (مع الإعتذار للأستاذ عبد المجيد الشرفي).
وإلى متى، بالمحصّلة، نظلّ، نحن العرب،ننتمي إلى هذا العصر بقاماتنا دون هاماتنا ؟
إثنان أهل الأرض ذو عقل بلا *** دين، و اَخر دَيِّن لا عقل له
رحمك اللّه يا أبا العلاء، لكأنّك واللّه، يا حكيمنا، قد تحدّثت إذ تحدّثت، بلسان حالنا هذه التي لا تختلف في شيء عن حالك. نعاني، لو ترى، مثلما عانيت، في إنتظار ‘خلاص’ قد يأتي و قد لا يأتي. و كل مولد وأنتم بخير.
---------
محمد المختار القلالي
عضو اتّحاد الكتّاب التّونسيّين
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
2-01-2016 / 14:41:29 فوزي مسعود
نقدنا لتدين الانحطاط لا يجب ان يجعلنا نرتمي في احضان الفلسفة الماركسية المنكره للاسلام
نقد تدين الانحطاط ومظاهره التافهة أمر واجب على المسلم ولا علاقة لذلك بالقرن الواحد والعشرين او غيره، ولكن:
لا ادري ان كنت تعلم انه باعتمادك على أراء عبد المجيد الشرفي، يجعل كلامك ليس مجرد نقد لتدين الانحطاط وانما للتدين والدين ذانه، ربما لا تعلم ان عبد المجيد الشرفي يساري متطرف عمل ويعمل من خلال كتاباته ومنصبه الذي استحوذ عليه ونصب فيه بليل في الجامعة التونسية، للترويج لاطروحاته التي تعبّ من الفلسفة الماركسية التي تنكر الاديان السماوية، وهو في مجمل كتاباته يعمل على الاقناع بان الاسلام ما هو الا ثورة اجتماعية ضد اثرياء مكة وما محمد الا زعيم ثائر، في نقل حرفي للنظرية الماركسية
ليس غريبا ان يكون الشرفي متناسقا مع فلسفته الماركسية، وليس غريبا ان يكون التونسيون ومثقفوهم من مثل كاتب هذا الموضوع غير عارف بخلفية الشرفي، ولكن الغريب ان يواصل جماعة اليسار مشروعهم التخريبي المخاتل حتى بعد الثورة، وأن يواصل التونسيون ومثقفوهم جهلهم لخطر اليساريين لدرجة ان يعتمدوهم كمراجع في كتاباتهم
2-01-2016 / 14:41:29 فوزي مسعود