البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

إسرائيل- حماس، جولة دبلوماسية حذِرة

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3738


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


كما ستكون إسرائيل سعيدة، لحظة موافقة حركة حماس على إبرام هدنة طويلة معها، على ضوء مآلات الحرب الجسيمة، وسواء من حيث تضخّم الغضب الداخلي أو برعب الملاحقة الخارجية المحتملة، فإن حماس ستكون أكثر سعادة، لحظة تطبيق بنودها واحداً بعد الآخر، وبخاصة تلك التي سعت لخطِّها بيدها، باعتبارها شروطاً غير قابلة للتبديل أو التخفيف من حدّتها، كي تكون الهدنة المنتظرة على ما يُرام.

فإسرائيل التي كانت تعتبر نفسها تعيش على القوّة، وتغترّ كل وقتها، بأن وقف الحرب هو ضار بها، فهي الآن تستعمل كافة ما لديها من الوسائل لاجتنابها، والهروب منها وراء كل ركنٍ وزاوية، وإن إلى مرحلة أخرى من الزمن، سعياً منها إلى نسيان صفحة قاتلة من صفحاتها العسكرية والتي ذاقت من خلالها ألم الحروب كما لم تعهدها من قبل.

ومن ناحية أخرى، بسبب اشتهاؤها رؤية طيفاً من الهدوء يسود إلى أطول مدىً، ليس في أطراف الحدود الفاصلة مع القطاع فقط، وإنما في المركز أيضاً، فكما تودّ أن تشاهد علامات الرضا من سكان الجنوب-اليهود- وسماع إطراءتهم، فإنها أشد لهفة لمشاهدتها تزاحماً للطائرات الهابطة على مدرجات (بن غوريون)، وهي تفتح أبوابها لصاعدين يهود جدد إلى (أرض إسرائيل).

وبالمقابل، فإن حماس وبرغم شعورها جيداً بالمخاوف الإسرائيلية، وحرصها الواضح على عدم الانجرار لخوض حربٍ جديدة، على الرغم من وجود تدريبات ومناورات وألسنة عسكرية ضدها، فهي تحاول المحافظة على حكمتها وحذرها، بالاقتراب أكثر من الدبلوماسية، واعتماد الطرق الموصلة إليها، والابتعاد عن الحرب أو حتى محاولة التحدّث عنها.

فعلاوةً على الثمن الباهظ الذي دفعته الحركة من ناحية الخسائر المادية والبشرية الهائلة، على الأقل خلال الحرب الأخيرة (عمود السحاب) أو (العصف المأكول) الصيف الماضي، فإنها أيضاً تجد نفسها أمام استحقاقات يتوجب عليها دفعها ومن غير إبطاء، والتي على رأسها تسهيل السبل أمام إعادة الإعمار، إلى الدرجة التي توافق عندها، بتسليم معابر القطاع (كاملةً)إلى السلطة الفلسطينية.

وفي ضوء ما تقدّم، فإن الدبلوماسية لدى إسرائيل- وإن كانت حذِرة- تبدو هي السائدة في هذه المرحلة، وذلك بعد انقضاء فترة طويلة، امتدت لعدّة سنوات، كانت تعتبر خلالها قطاع غزّة بأنه طرف عدو والمقصود حماس تحديداً، فبالأمس القريب وفي أعقاب توصية النخبة في الجيش الإسرائيلي، بأن حكم حماس لقطاع غزة هو جيّد لإسرائيل، فقد دأبت القيادة السياسية على تبنيّ تلك التوصية، وذلك عن طريق مد الحبل – وساطة أوروبية- لإيجاد تفاهمات حقيقية مع الحركة، على الرغم من قيامها بطمأنة الرئاسة الفلسطينيّة، من أن حبل ودادها لا يزال متصلاً بها، ولا اتصالات مع حماس على حسابها.

زيادةً في الدبلوماسية، فإن حماس أعلنت على المسامع الإسرائيلية- كما أوردت الأنباء- بأن لا نيّة لديها في مواجهة إسرائيل أو إنشاء حرب مفتوحة معها، دون امتلاكها صواريخ مضادة للطيران، وذلك من أجل تحقيق توازن عسكري أعلى عن ذي قبل، وحتى تستطيع مواجهة سلاح الجو الإسرائيلي، أو بتحييده أو الحدِ من طلعاته إلى الحد الأدنى على الأقل.

في إسرائيل يفهمون أن مجرّد الإعلان عن ذلك الشرط، يكفي للدلالة على أن حماس تسعى للدبلوماسية بدل الوقوف المكشوف في الميدان، مع أنها تعلم بأن حماس لديها (نواة) مقبولة لتلك الصواريخ - كما أعلنت هي بنفسها خلال مواقف سابقة- وكانت طائراتها الحربية المغيرة هدفاً لها ذات مرّة، بما يعني أن هناك مساعٍ دؤوبة للحصول عليها، أو القيام بصنعها، وذلك في ضوء تكثيفها عمليات تطوير صواريخ مختلفة على مدار الساعة.

يمكننا القول، بأن تفضيل الحركة للدبلوماسية، يرجع إلى وثوقها الكبير من فكرة (أن تحلب بقرة، أفضل من أن تُمسك ثوراً) بمعنى ابتزاز إسرائيل – باعتبارها فكرة ممكنة وقابلة للتطبيق- وفي هذه المرحلة بالذّات، هي أفضل من مناطحتها، وفي ضوء أن المضي على نورها، لا يُنقص من مبادئها المكتوبة في سجلاتها العتيقة في شيء، بسبب أن حقوق المقاومة لديها محفوظة.

ومن ناحيةٍ أخرى، فإنه لا يمكننا اتهام إسرائيل بأنها كسولة عن مذاكرة أوراق حماس ورقة بورقة وسطراً بسطر، فهي تعي تماماً تلك الفكرة، والشيء الجيّد هو أنها مستعدّة للقبول بها، وسواء في هذه المرحلة، أو حتى على مدار مراحل قادمة، وعزاؤها يكمن في أن التجاوب معها لا يتعارض مع سياستها باتجاه علاقتها الصراعية مع حماس كشيءٍ أساسي، كما وأنه سيكون لديها الوقت الكافي لاستثمارها بالهدوء والنّماء، وبتعويض ما ينشأ عنها لدى الأنظمة العربيّة، خاصة وهي لا تزال تبذل استعدادات مكثفة-إضافية- لصقل علاقات متميزة معها.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

حماس، فلسطين، إسرائيل، المقاومة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 13-08-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
الهيثم زعفان، سلام الشماع، محمد علي العقربي، أحمد ملحم، محرر "بوابتي"، عبد الله زيدان، مصطفى منيغ، فتحي العابد، ضحى عبد الرحمن، المولدي الفرجاني، د- هاني ابوالفتوح، د- جابر قميحة، طارق خفاجي، محمد يحي، إياد محمود حسين ، د - صالح المازقي، صلاح الحريري، العادل السمعلي، علي الكاش، د.محمد فتحي عبد العال، يحيي البوليني، تونسي، د - الضاوي خوالدية، أحمد الحباسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أنس الشابي، فوزي مسعود ، حاتم الصولي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد العيادي، د. عبد الآله المالكي، د. خالد الطراولي ، عبد الغني مزوز، حسن عثمان، أبو سمية، إيمى الأشقر، مجدى داود، عبد العزيز كحيل، عزيز العرباوي، سامر أبو رمان ، سيد السباعي، د. صلاح عودة الله ، رشيد السيد أحمد، د - عادل رضا، صفاء العربي، د. عادل محمد عايش الأسطل، مراد قميزة، كريم فارق، فتحـي قاره بيبـان، د. مصطفى يوسف اللداوي، بيلسان قيصر، سليمان أحمد أبو ستة، محمود فاروق سيد شعبان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد الطرابلسي، نادية سعد، جاسم الرصيف، د. أحمد بشير، ياسين أحمد، د - محمد بن موسى الشريف ، د - شاكر الحوكي ، سعود السبعاني، سامح لطف الله، أشرف إبراهيم حجاج، صفاء العراقي، المولدي اليوسفي، وائل بنجدو، عمار غيلوفي، عبد الرزاق قيراط ، د - مصطفى فهمي، سلوى المغربي، محمد الياسين، يزيد بن الحسين، ماهر عدنان قنديل، د. أحمد محمد سليمان، كريم السليتي، رحاب اسعد بيوض التميمي، سفيان عبد الكافي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، طلال قسومي، أ.د. مصطفى رجب، فهمي شراب، مصطفي زهران، الناصر الرقيق، منجي باكير، محمد اسعد بيوض التميمي، رضا الدبّابي، د - محمد بنيعيش، صالح النعامي ، رافع القارصي، أحمد النعيمي، د- محمد رحال، خبَّاب بن مروان الحمد، حميدة الطيلوش، د- محمود علي عريقات، أحمد بوادي، محمود طرشوبي، حسني إبراهيم عبد العظيم، إسراء أبو رمان، علي عبد العال، د. طارق عبد الحليم، خالد الجاف ، عراق المطيري، رافد العزاوي، محمد عمر غرس الله، صلاح المختار، صباح الموسوي ، الهادي المثلوثي، د - المنجي الكعبي، عواطف منصور، محمد شمام ، رمضان حينوني، محمد أحمد عزوز، محمود سلطان، عمر غازي، حسن الطرابلسي، فتحي الزغل، عبد الله الفقير،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة