البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

حرب المستوطنين، مرحلة جديدة من الصراع

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3714


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


حادثة (دوما) القاسية، التي نفذها مستوطنون متشددون ضد عائلة دوابشة، فجر الجمعة الماضية، أحدثت صدمة كبيرة، ليس على الجانب الفلسطيني وحسب، بل على الجانب الإسرائيلي أيضاً، وبخاصة لدى القيادة اليمينيّة الحاكمة، التي انفجر جوفها فجأة، بسبب أنها في غنىً عنها، ولا تحتاج إلى مزيدٍ من رفع حرارة الموازين الدوليّة باتجاهها، وفي ضوء أنها تمكث في مآزق خطِرة، تتصاعد باستمرار، نتيجة الأخطاء المتضاعفة بخصوص مواقفها القاحلة باتجاه عملية السلام مع الفلسطينيين من جهة، ومن مسألة إهمالها أيّة مواقف وردود دوليّة متعلّقة بها من الجهة الأخرى.

منذ الأزل اعتدنا من المستوطنين تنفيذ عمليات إرهابيّة، وهناك اتفاق بين وجهات نظر فلسطينية وإسرائيلية، بأن مثل هذه العمليات، تنذر بعواقب وخيمة، ليس بسبب حجمها وحسب، بل لأنها (منظّمة) وتصدر عن تنظيمات إرهابية، تابعة لبرامج متشددة، حيث أن جملة ما تقوم به هذه التنظيمات من اعتداءات يومية ضد الفلسطينيين، وبمثل هذه القساوة، يمكنها أن تجلب انفجاراً هائلاً في نهاية المطاف، بحيث لا سبيل إلى الهروب منه بسهولة.

الشيء الصعب، أن الحادثة الجديدة، تمّت على أيدي مجموعة يهودية متزمتة وليست لمرّة (انتقامية) واحدة، باعتبارها نواةً لتنظيم إرهابي يهودي جديد، والذي أطلق على نفسه اسم (الجهاد اليهودي) -على غرار الجهاد الاسلامي- والذي لا يستمع مطلقاً إلى سياسة الحكومة، حتى على الرغم من أن تؤدّى أعماله ضد الفلسطينيين، إلى تقسيم المجتمع الإسرائيلي وتهديد وجوده.

على مدى تواجد الدولة، فإن الحكومات الإسرائيلية (يمينيّة ويساريّة) كانت أقل راحةً وأكثر حذراً، وهي تتعامل مع المستوطنين وخاصة المتشددين منهم، فكيف بها وهي أمام تنظيمات إرهابية حقيقية، تحتوي أفراداً يُنصتون بشدّة إلى تعالم حاخاماتهم وربّانيهم، الذين أخذوا على عاتقهم مهمّة تحريضهم بإشعال حربٍ جيّدة ضد الفلسطينيين، ومنحهم المبررات لتنفيذها بضراوة باعتبارها حرباً مُقدّسة.

فعلى رأس كل حادثة إرهابيّة، كانت الحكومات وحتى الكنيست، تستلمان الإخفاق تلو الإخفاق، بشأن سعيهما في تسجيل تلك المنظمات كمنظمات إرهابية، بسبب توجهاتها المعتمدة على العنف وأعمال القتل وإحداث الضرر في المنافع والممتلكات، وهذا ما حصل في الوقت الفائت، بالنسبة لمحاولة استخراج قانون ضد التنظيم اليهودي(دفع الثمن/جباية الثمن) باعتباره إرهابيّاً، والذي كانت له نشاطات إرهابية مدوّية، حتى باتجاه إسرائيليين، والذين كانوا تلقّوا درساً مبرحاً، ومن كانوا حصلوا على خسائر ماديّة، ومن توجّهت إليهم توعّدات وتهديدات قاتلة.

ساعد في تنمية ذلك الإرهاب، نزوع قياديين إسرائيليين أكثر باتجاه التطرّف، ولعل النزعات الشرسة التي كان يقوم بإطلاقها بعض الوزراء في الحكومات السابقة والحاليّة على نحوٍ خاص، والتي يُمكن إدراجها بدون تلكؤ تحت عناوين إرهابية، أو هي تساعد على الإرهاب، وبخاصة في شأن عدم اقتناعهم بمناهج تلك الحكومة المتجهة ضد الفلسطينيين - برغم قسوتها- وللقوانين الإسرائيلية المتنافية مع تطلعاتهم المتطرّفة بشكلٍ عام.

هذه التنظيمات رغم قلّة المنتمين إليها، بحيث لا يتعدّى عدد أفرادها العشرات أو المئات، وبرغم التهديد الحكومي بملاحقتها وإنزال العقاب بحقها، لكنها إلى الآن تبدو أكثر عِنداً وتحدّياً، ولا علاقة بقوانين الكنيست الرحيمة باتجاهها، والتي لا تتعامل معها تماماً، كما يتم التعامل ضد الحوادث التي يقوم بها فلسطينيون ضد إسرائيليين، وقد رأينا عناصر تابعة لتنظيمات مماثلة، تم سجنهم لأكثر من عشر سنوات متواصلة، حتى إذا تم الإفراج عنهم، عادوا من فورهم لاستئناف نشاطاتهم الإرهابيّة.

بلغ عناد (الجهاد اليهودي) درجة، قام من خلالها التوعّد برؤساء وقادة إسرائيليين، وقد رأينا كيف توعّد رئيس الدولة "رؤفان ريفلين" بخاصة، كونه بادر إلى إدانة الجريمة وإلى إعلانه الخجل منها، وبدل أن يقوم بدس نفسه وإنكاره للجريمة، إلاّ أنه أعلن مسؤوليته عنها إصراراً وعناداً، ووصفه بأنه خائن، وبأنه رئيس العرب، وهدد بأن نهايته ستكون أسوأ من نهاية "أريئيل شارون" حيث قصد أن الرب قام بتعذّيبه ثم أماته شرّ ميتة انتقاماً منه، باعتباره صاحب خطّة فك الارتباط عن قطاع غزة.

الفلسطينيون عموماً، سارعوا إلى تحميل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية الحادثة المؤلمة، باعتبارها هي من تفتح الطريق أمام إرهابيّها، من خلال سياستها الاستيطانية وحمايتها للمستوطنين، والتي قد تعني، بأن لديها النيّة نحو فتح مرحلة جديدة من الصراع.

وبينما أعلنت السلطة الفلسطينية، بأنه محظور على الفلسطينيين الإخلال بالنظام العام، أو القيام بأيّة أعمال انتقامية على خلفية الحادثة، بسبب اكتفائها بإرسال ملفّها إلى محكمة الجنايات الدولية باعتباره كافياً لمعاقبة إسرائيل، فقد دعت بعض الفصائل وعلى رأسها حركة حماس، إلى الرد عليها فوراً، واعتبار جنود الاحتلال ومستوطنيه أهدافاً مشروعة للمقاومة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، الإحتلال الإسرائيلي، فلسطين، الحاخامات، الفتاوى اليهودية، المستوطنون،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 3-08-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد أحمد عزوز، سامر أبو رمان ، د. صلاح عودة الله ، عبد الرزاق قيراط ، سفيان عبد الكافي، صفاء العراقي، أحمد بوادي، رحاب اسعد بيوض التميمي، سليمان أحمد أبو ستة، رافد العزاوي، د - محمد بنيعيش، د. مصطفى يوسف اللداوي، عمار غيلوفي، العادل السمعلي، د. خالد الطراولي ، د. عبد الآله المالكي، عبد العزيز كحيل، حميدة الطيلوش، صلاح المختار، محمد اسعد بيوض التميمي، الهيثم زعفان، ضحى عبد الرحمن، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمود طرشوبي، يحيي البوليني، منجي باكير، المولدي اليوسفي، عراق المطيري، عبد الله زيدان، عزيز العرباوي، أحمد ملحم، فتحي العابد، د - الضاوي خوالدية، د.محمد فتحي عبد العال، نادية سعد، د- هاني ابوالفتوح، محرر "بوابتي"، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أ.د. مصطفى رجب، د - محمد بن موسى الشريف ، رضا الدبّابي، حسن عثمان، فوزي مسعود ، د- محمود علي عريقات، مصطفي زهران، طلال قسومي، د - المنجي الكعبي، د - صالح المازقي، إياد محمود حسين ، د. طارق عبد الحليم، فتحـي قاره بيبـان، إيمى الأشقر، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فتحي الزغل، عبد الله الفقير، أنس الشابي، تونسي، علي عبد العال، محمد الياسين، خبَّاب بن مروان الحمد، سلام الشماع، فهمي شراب، د. أحمد بشير، عواطف منصور، محمد الطرابلسي، رافع القارصي، إسراء أبو رمان، د - مصطفى فهمي، أحمد النعيمي، يزيد بن الحسين، المولدي الفرجاني، رمضان حينوني، حاتم الصولي، أحمد الحباسي، خالد الجاف ، وائل بنجدو، صباح الموسوي ، د- محمد رحال، د- جابر قميحة، عبد الغني مزوز، مراد قميزة، صفاء العربي، طارق خفاجي، د - شاكر الحوكي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صلاح الحريري، حسن الطرابلسي، د - عادل رضا، محمود فاروق سيد شعبان، ماهر عدنان قنديل، د. أحمد محمد سليمان، سعود السبعاني، محمود سلطان، كريم فارق، مصطفى منيغ، صالح النعامي ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، علي الكاش، الناصر الرقيق، محمد عمر غرس الله، بيلسان قيصر، محمد يحي، سامح لطف الله، محمد العيادي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، الهادي المثلوثي، سلوى المغربي، أبو سمية، جاسم الرصيف، مجدى داود، محمد شمام ، ياسين أحمد، كريم السليتي، د. عادل محمد عايش الأسطل، أشرف إبراهيم حجاج، رشيد السيد أحمد، سيد السباعي، محمد علي العقربي، عمر غازي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة