البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

شوكة حماس أم أخطاء فتح

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3749


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تعتّمد الحركات والأحزاب والنقابات وغيرها، عند دخولها أي عملية انتخابية، على قاعدة شعبيّة تابعة لها، بناءً على إيمانها بمعتقداتها، أو لأسباب اجتماعية وعُرفية، أو لأمور أخرى خاضعة لمسألة ما، فهي تسير خلفها بدون لسانٍ ولا عيون أيضاً، وإن حدثت حالة تغيير، فإنها تحدث ببطء، أو بفجأة ناتجة عن حادثة تُجيز ذلك، ويبقى التنافس فيما بينها قائمٌ على أولئك الذين - يصفون أنفسهم- بأنهم يملكون عقولاً مُستقلة وعيوناً مفتوحة، وهم من يتخيرون فيما بين القضايا المطروحة وتلك التي يؤمنون بها، أو من يرون أين تقع مصالحهم الذاتية؟ مع ملاحظة أنها لا تتنافى مع ميولهم السياسية والوطنية، ولكنها مُتغلِّبة عليها، إن صحّ التعبير.

خلال السنوات الماضية، ومنذ الانقسام الفلسطيني، بسبب المواجهات الدموية المؤلمة، التي حدثت بين الحركتين الكبيرتين (فتح – حماس) في يوليو/تموز 2007، كانت حركة فتح، تحقق فوزاً كاسحاً في الانتخابات المحلية، داخل الضفة الغربية، (بلدية، نقابية، طلابية)، باعتبارها انتخابات سياسية أكثر مما هي خدماتية، ويُفسّر ذلك الفوز، عن قوّة الحركة، أو نتيجة لقيام أجهزة السلطة الفلسطينية، بمنع فئات معينة من المشاركة أو بالضغط على عناصرها بوسيلة ما – كما تقول حماس-، تماماً كما هو حال الأخيرة داخل القطاع، التي كانت تحصد النسبة الأعلى في أية انتخابات محليّة أيضاً، باستثناء جامعتي الأزهر والإسلامية باعتبارهما محسومتان لفتح وحماس على التوالي.

في أعقاب مشاريع إنهاء الانقسام، وحصول بعض التقدمات بين الحركتين، وخاصة بشأن توفير حرية أكبر، كي تعلن كل حركة عن نفسها حجما وثقلاً، تمهيداً لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، فقد جرت انتخابات محلية بصورة أفضل عن ذي قبل، وإن استمرّت فتح في حصد نجاحات متتالية حتى وقتٍ قريب، إلاّ أن مؤشرات صاخبة ظهرت تدل على تنامي قوّة حماس، والتي بدأت بتعادلها مع حركة فتح في انتخابات جامعة البولتكنك في محافظة الخليل، واعتبر كمفاجأة غير متوقعة، ووصلت إلى القمّة عندما فازت كتلة الوفاء الإسلامية، المحسوبة عليها في انتخابات جامعة بير زيت في الضفة الغربية، حيث سلب حركة فتح سرورها، الذي أعقب فوزها في انتخابات نقابة المحامين أوائل الشهر، باعتباره نصراً لسياستها- بغض النظر عن الخلافات الداخلية التي أضافت سبباً آخر لزيادة القلق لديها.

يُخيّل لنا بأننا لسنا مضطرين للبحث في أسباب ما يحدث من تغيرات كانت عادية أو طارئة، لأنها باتت معلومة لدى الكل تقريباً، ولكن يجدر بنا المرور بعجالة مع أحداث سابقة، قبل الحديث عن حقيقة تخص ما نحن بصدده، ففي السنوات الفائتة، نجحت فتح في إحداث أمور سياسية واقتصادية وأخرى، تهدف إلى إشعار الكثيرين من الفلسطينيين، بأنهم يسيرون نحو الهاوية بسبب حكم حماس، وخاصةً أولئك الذين يعتبرون أنفسهم بأنهم يعيشون أوضاعاً غير مقبولة، وبالمقابل فقد نجحت حماس في أن تخلق جوّاً مخالفاً للسلطة الفلسطينية، باعتبارها فشلت إنتاج السلام الذي وعدت به، وأن مشروعها أصبح إسرائيلياً وحسب.

وفي هذه المرّة، ركّزت حماس في دعايتها - خلال انتخابات بير زيت – على أن السلطة الفلسطينية وعدت على مدى ثلاث عشرة مرّة، بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل ولم توفِ به، بينما قابلت فتح، بسؤال حماس أين المطار والميناء اللذين وعدت بهما ؟ وهنا كان الفارق لدى الناخبين، بسبب: وإن كان الوعد يُعتبر خطأ باعتباره غير مناسبٍ مع الحالة الإسرائيلية، لكن كان يجب مراعاة أن مسألتهما جاءت بعد عدوان إسرائيلي جارف، وليس بعد عملية سياسية غير ناجحة.

اعتبرت حماس فوزها في بيرزيت بمثابة استفتاء على قوتها، وانتصاراً لمشروعها المقاوم، وبالتأكيد فإنها تحسبه كذلك ليس لضمانها ثقة الفئات الشابة الواعية، والذين يمثلون عماد المستقبل، وإنما لكونه يتم لأول مرّة، وساحقاً في ذات الوقت، ضد كل فصائل منظمة التحرير الممثلة في الجامعة، والذي يُمكنها به، من تشكيل المجلس بمفردها، ناهيكم عن أن الفوز حصل بالقرب من مقر المقاطعة برام الله، وإن كان ذلك يُعطي – كما لدى البعض- مؤشراً إيجابياً للسلطة الفلسطينية، في مواجهة انتقادات حماس لها، بأنها لا تسمح بحرية الرأي، وبأن أنصارها ومؤيديها في أنحاء الضفة يتعرضون للتضييقات من قِبل أجهزتها الأمنيّة.

لاشك بأن هذه التقدمات التي تحصدها حماس، تجيء كـ (شوكة) في وسط الطريق أمام فتح، باعتبارها حركة رائدة، خاصةً وأن كثيرين، ينتمون لها بقوّة، كـ (اسم) له تاريخ نضالي طويل، وليس كـ (سلوك) لحركة ضعيفة- أمام الإسرائيليين على الأقل- وهذه التقدّمات من شأنها أن تمثّل منبعاً لتخوّفات مقبلة، سيما وأنها دفعت برئيس المكتب السياسي لحركة حماس "خالد مشعل" لأن يعلن بأن حركته جاهزة لانتخابات تشريعية ورئاسية منذ الآن.

وتبقى الإشارة إلى أن ليس حركة فتح هي من تفاجأت بتقدّمات حماس ولا بقية الحركات الأخرى، لكن إسرائيل كانت أكثر صدمةً، باعتبارها تلقّت ضربة موجعة، والتي ستفتح المجال أمامها، لأن تُسلم بأن حماس انتقلت فعلاً إلى الضفة، نتيجة لتهرّبها من استحقاقات المسار السياسي، ولممارساتها ضد الفلسطينيين عموماً، لكنها من ناحية أخرى، ستسمح لنفسها باتخاذ إجراءات عدائية أخرى ضد الضفة الغربية (ككل)، بحجة الاحتياجات الأمنيّة الجديدة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

حماس، فتح، فلسطين، المصالحة الفلسطينية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 25-04-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. أحمد محمد سليمان، يزيد بن الحسين، إياد محمود حسين ، المولدي اليوسفي، د. طارق عبد الحليم، تونسي، أبو سمية، محمود طرشوبي، عراق المطيري، عبد العزيز كحيل، ياسين أحمد، د - محمد بنيعيش، أحمد النعيمي، إسراء أبو رمان، أشرف إبراهيم حجاج، سامح لطف الله، محمد علي العقربي، صفاء العربي، نادية سعد، محمد اسعد بيوض التميمي، طلال قسومي، رافد العزاوي، مراد قميزة، د. كاظم عبد الحسين عباس ، رضا الدبّابي، محمد يحي، سليمان أحمد أبو ستة، د - صالح المازقي، إيمى الأشقر، محمد عمر غرس الله، فهمي شراب، كريم السليتي، منجي باكير، بيلسان قيصر، فتحي العابد، سلوى المغربي، عواطف منصور، سفيان عبد الكافي، عبد الرزاق قيراط ، الهادي المثلوثي، خالد الجاف ، محمد الطرابلسي، د. أحمد بشير، صلاح الحريري، حميدة الطيلوش، صباح الموسوي ، أحمد الحباسي، سلام الشماع، د- هاني ابوالفتوح، سيد السباعي، الناصر الرقيق، فوزي مسعود ، خبَّاب بن مروان الحمد، يحيي البوليني، أحمد بوادي، صفاء العراقي، محمد العيادي، رشيد السيد أحمد، د. عادل محمد عايش الأسطل، علي الكاش، د.محمد فتحي عبد العال، د- محمد رحال، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عبد الله زيدان، وائل بنجدو، كريم فارق، العادل السمعلي، عمر غازي، صالح النعامي ، جاسم الرصيف، رمضان حينوني، د. خالد الطراولي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سعود السبعاني، محمد شمام ، صلاح المختار، عزيز العرباوي، طارق خفاجي، أحمد ملحم، حسن عثمان، د - مصطفى فهمي، د. عبد الآله المالكي، د. صلاح عودة الله ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد الياسين، د - المنجي الكعبي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د- جابر قميحة، أنس الشابي، مصطفى منيغ، ماهر عدنان قنديل، ضحى عبد الرحمن، مجدى داود، حاتم الصولي، عمار غيلوفي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د- محمود علي عريقات، الهيثم زعفان، حسني إبراهيم عبد العظيم، مصطفي زهران، محمود سلطان، حسن الطرابلسي، المولدي الفرجاني، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد أحمد عزوز، أ.د. مصطفى رجب، د - عادل رضا، محرر "بوابتي"، فتحي الزغل، د - الضاوي خوالدية، د - شاكر الحوكي ، رافع القارصي، فتحـي قاره بيبـان، عبد الله الفقير، علي عبد العال، سامر أبو رمان ، عبد الغني مزوز، محمود فاروق سيد شعبان،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة