البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

حيرة حماس

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3878


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


كان من الاسباب الرئيسة، لاتخاذ حركة حماس قرارها بشأن توجهها إلى المملكة السعودية، بشأن نسج علاقات جديدة معها، جاء في أعقاب تعثّر المساعي بشأن استرجاع علاقتها مع طهران، التي تباطأت في تقديم علاقات أكبر باتجاهها، بعد انتكاسها منذ أن أبدت الحركة تأييداً للثورة السورية ضد نظام "بشار الأسد"، الحليف الوحيد والجيد في المنطقة، ومن جهةٍ أخرى، هو طمعها في قيام المملكة، بكسر شأفة العداء المصري لها، والذي انتشر باتجاهها وأثّر عليها بشكلٍ عام.

وإن كانت الحركة لم تفِد كثيراً، سواء من الجهة الإيرانية، التي لم تلقِ بالاً ذا شأن لذهاب حماس نحو الأبواب السعودية، بسبب استبعادها عودة العلاقات معها على نحوٍ جدّي، لتباعد سياسات كل منهما باتجاه الأخرى، وبالمقابل فإن السعودية لم تكن منجذبة بجديّة مطلقة أيضاً، بسبب علمها بتعقيدات إيرانية متبادلة، يصعب تجاوزها، إضافةً على انشغالها بأولويات داخلية وخارجية أخرى.

وإن كان ما سبق يعتبر شيئاً اعتيادياً، لكن الذي لم يكن كذلك، هو مسارعة حماس نحو تأييد حملة (عاصفة الحزم) التي تقودها السعودية، وإعلانها صراحةً عن دعم الشرعية اليمنيّة إلى الدرجة التي تبدي فيها رغبتها من المساهمة ببعض عناصرها للالتحاق بها ضمن القوة العربية المشتركة، التي تم التوافق على تشكيلها خلال القمّة العربية الأخيرة.

هذه الاندفاعة المؤيّدة للسلوك السعودي لم تُولد هكذا، بل كانت نتيجةً لحصولها على نقطة ضعف قاهرة، تمثلت بشعورها المتلاحق، بأنها سوف تكون على البند التالي، بعد انتهاء حملة "الحزم" ضد الحوثيين، وإن ليس بوسيلة الحرب، فبوسائل الضغوطات عليها– الاشتراطات بمعنى أوضح- بشأن عملية المصالحة كمرحلةٍ أولى، سيما وأن الرئيس الفلسطيني "أبومازن" شكى صراحةً أمام القمّة، بأن يتم تفعيل القوة المشتركة باتجاه قضايا بلدان أخرى، تُعاني من الانقسامات الداخلية، مثل سوريا والعراق وفلسطين وليبيا والصومال.

وبرغم رد حماس، من أن هذه التصريحات تحمل خطراً، وكان لا بد من عاصفة عربية ضد ثلاث عواصف إسرائيلية، بمشاركة وتشجيع البعض، فإنه لا يغيب علينا، بأن الحركة تقول ذلك عن خشية واقعة، سيما وأنها أصبحت من غير سند يُعتد به، ولا قوّة متجدّدة كما يرام، وفي ظل احتسابها لدى المجتمع الدولي بانها منظمة (إرهابية)، وعدّها لدى أغلبية الدول العربية بأنها حركة انقلابية، بناءً على سيطرتها عنوة على قطاع غزة، ومحاولتها تكرار تجربتها على الضفة الغربية أيضاً.

منذ الماضي شهدنا الحركة على حيرة دائمة من أمرها، إلى درجة اضطرارنا، لأن نجد لها العذر الكبير، بسبب معاناتها في ظل ظروف سياسية جافّة، وتقلبات عسكرية مؤلمة، والتي عصفت بالعالم العربي وخاصة دول الربيع، إذ كان جُل نتائجها تصُب ضد ما تشتهي، إلى جانب مُعاناتها بشأن جفاف مصادرها التمويليّة، والتي طغت وبشكلٍ قارس، حتى على صعيد مواجهة مشكلاتها اليوميّة مع القطاع المُحاصر أساساً، وفي ظل خياراتها القليلة، باتجاه رغبتها في الحرص على المحافظة على الطريقين معاً وهما:

طريق المقاومة الذي تقوده الجمهورية الإيرانيّة، وطريق الاعتدال الذي تقوده العربية السعودية، مع يقينها بأن ذلك الحرص لم يكن نافعاً في الماضي، ولن يُجدِ بشيء في الحاضر أو في المستقبل، لا بالنسبة لإيران ولا بالنسبة للسعودية، بسبب أنهما تريدان ولاءً واضحاً ومواقف محددة.
ونذكر، أن أول ما ألبسها تلك الحيرة، هو عندما ارتبطت مع موقف الإخوان المسلمين، الذين فازوا لتوّهم بحكم مصر، والذين سارعوا إلى تأييد الثورة السورية، ضد نظام "بشار الأسد"، الأمر الذي ترتب عليه مغادرة دمشق، وبنزول القطيعة مع إيران، التي مثّلت السند التاريخي المادي والمعنوي للحركة بخاصة، وكان عليها الانتقال إلى دولة قطر، برغم أنها تعتبر المكان غير المكفول ولا المضمون بالنسبة لها. وعلى أي حال، وكما يوضح الشكل العام أمامنا الآن، فإن حماس ستتبع المحور المعتدل، بمبرر أنه المكان الطبيعي لها، وإن كان يلزمها دفع الأثمان المطلوبة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

حماس، فتح، إسرائيل، فلسطين، إيران،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 1-04-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
الناصر الرقيق، عبد العزيز كحيل، أحمد الحباسي، محمد الطرابلسي، العادل السمعلي، طارق خفاجي، عراق المطيري، علي عبد العال، جاسم الرصيف، رافع القارصي، خالد الجاف ، سيد السباعي، حسن عثمان، محمد أحمد عزوز، أحمد بوادي، كريم السليتي، د- جابر قميحة، عبد الغني مزوز، عبد الرزاق قيراط ، د - شاكر الحوكي ، وائل بنجدو، محمد عمر غرس الله، علي الكاش، صباح الموسوي ، حسن الطرابلسي، إيمى الأشقر، رشيد السيد أحمد، إسراء أبو رمان، عمار غيلوفي، المولدي الفرجاني، صفاء العراقي، سلوى المغربي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، طلال قسومي، تونسي، محمد شمام ، صالح النعامي ، عواطف منصور، فوزي مسعود ، د - المنجي الكعبي، رمضان حينوني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد الياسين، د. أحمد محمد سليمان، عبد الله زيدان، أحمد ملحم، أبو سمية، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. خالد الطراولي ، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد يحي، أ.د. مصطفى رجب، د- هاني ابوالفتوح، سامر أبو رمان ، فتحـي قاره بيبـان، أشرف إبراهيم حجاج، يزيد بن الحسين، د. كاظم عبد الحسين عباس ، ياسين أحمد، الهادي المثلوثي، د- محمود علي عريقات، صفاء العربي، د - مصطفى فهمي، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد العيادي، د - محمد بنيعيش، محرر "بوابتي"، كريم فارق، ضحى عبد الرحمن، د - الضاوي خوالدية، محمد علي العقربي، د - محمد بن موسى الشريف ، د. أحمد بشير، صلاح المختار، د. طارق عبد الحليم، ماهر عدنان قنديل، عمر غازي، سامح لطف الله، عزيز العرباوي، حميدة الطيلوش، إياد محمود حسين ، د.محمد فتحي عبد العال، الهيثم زعفان، رافد العزاوي، يحيي البوليني، نادية سعد، فتحي العابد، سفيان عبد الكافي، محمود سلطان، أحمد النعيمي، مراد قميزة، محمود فاروق سيد شعبان، د. صلاح عودة الله ، د - عادل رضا، رحاب اسعد بيوض التميمي، فتحي الزغل، أنس الشابي، حاتم الصولي، محمود طرشوبي، خبَّاب بن مروان الحمد، صلاح الحريري، حسني إبراهيم عبد العظيم، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سلام الشماع، عبد الله الفقير، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. عبد الآله المالكي، رضا الدبّابي، مصطفي زهران، منجي باكير، سليمان أحمد أبو ستة، بيلسان قيصر، فهمي شراب، مصطفى منيغ، سعود السبعاني، د - صالح المازقي، د- محمد رحال، المولدي اليوسفي، مجدى داود،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة