البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

خطة مهدّئة في مواجهة الكارثة

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3623


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


أمامنا حقيقة لا يمكن التجادل حولها، وهي أننا كفلسطينيين، حظينا بإصغاء دولي، وبمواقف متتالية، مؤيّدة ومتعاطفة، بشأن حقوقنا ومصيرنا أيضاً، وهذه تعتبر إنجازاً دبلوماسياً مهماً في نظر السلطة الفلسطينية، والذين يؤمنون بالسلام، وأولئك الذين وُصِفوا بأنهم أكثر بحثاً وأشد شوقاً من الإسرائيليين أنفسهم إلى ذلك السلام، برغم عدم إمساكهم بشيءٍ مطلق، وسواء كان باتجاه السيطرة على أرض أو التحكّم بسيادة.

وأمامنا حقيقة أخرى، هي أيضاً غير قابلة للتجادل، وهي أن المواقف الدولية السابقة، لم تترتّب من الهواء أو مصادفةً، وإنما جاءت بناءً على جملة التنازلات الفلسطينية، سعياً منها لإثبات جدّيتها للسلام، والذي أُطلق عليه صراحةً اسم سلام الشجعان، حيث تنازلت منظمة التحرير الفلسطينية لصالح الإسرائيليين، وخلال الساعات الأولى من توقيع اتفاق أوسلو عن حقوق تاريخية، وذلك في نظر الجانب المناوئ للاتفاق على الأقل، باعتبارها تفريطاً مُتجاوزاً للحدود.

ربما نلتمس العذر والحق أيضاً للمنظمة أولاً وللسلطة الفلسطينية فيما بعد، في كل ساعة، باعتبارهما اضطُّرتا إلى هذا السلوك، وأن ليس كل خطوة قام بها الفلسطينيون، من خلالهما باتجاه السلام، هي مُقنعة لهم، أو هم راضون عنها، بسبب أنها هي المُتاحة، ولا توجد لديهم خيارات أخرى، تحمل قدرة ما، يمكن من خلالها تحصيل أكثر مما تم الحصول عليه، فهُم يُعلمون كحقيقة دامغة، بأن ما تم الوصول إليه بعد سنين طويلة، لا يُعتبر نجاحاً، ولا يُعد إنجازاً، بدليل أنهم لم يحتفلوا يوماً ما بتاريخٍ محدد، ولا بأوسلو نفسه، برغم تسجيله كإنجاز، وربما وصل بعضهم إلى تقديره بأنه مجرّد خدعة.

بالمقابل، فإن من السهل علينا، قراءة أن الإسرائيليين لا يزالون ومنذ العام 1948، وسنةً بعد أخرى، يحتفلون بكرة وعشياً، باعتبارهم حققوا إنجازات مصيرية هامّة، بدءاً بولادة الدولة، ومروراً بدوامها وتطورها، ونهاية بتراجع العرب عن عهدهم الأول في عدائهم للصهيونية ونكرانهم للدولة، بعدما نجحوا في إسقاط لاءاتهم الخرطومية الثلاث واحدة بعد الأخرى، وجعلوها في غياهب الأرض، وكأنهم فطِنوا من خلال دَفعٍ دولي متطابق، إلى حقيقة، بأن من غير الأصول حدوث استبعاد آخر لشعب يهودي ناضل من قلب الألم بفعل الأيادي الأوروبية الآثمة، وله الآن أن ينعم بالسلام، وليس هذا وحسب، بل وتحولوا بموازاة ذلك وبالفضل الدولي ذاته، إلى جهة أخرى في شأن تغيير الأعداء، والتي تمّت بسهولة ويسر، حين سُمّيت إيران بالعدو الأوحد، حيث نالت عداوة عربية أقوى مما كانت عليه إسرائيل، والتي نشأت، إمّا على أساس ديني، كونها دولة شيعيّة تسبّ الخلفاء والصحابة، وتُسيء لأولياء الله الصالحين، أو على خلفية سياسية وأمنية، في إطار رغبتها في ترويض دول المنطقة، تحت وطأة برنامجها النووي.

يجدر بنا وبحسب روح المرحلة، والتي تحمل تلك الإشارات الدولية الطيّبة، من حيث التفاتها للمتطلبات الفلسطينية، وانتقادها للممارسات الإسرائيلية، والخاصة بشأن الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي القائم، أن لا نسترسل في مدحها أكثر من اللازم، وأن لا نخلد في الثناء عليها أكثر من المقبول، ليس لكون إشاراتها ناقصة وحسب، ولكن بسبب أنها مُواربة لا حاضر لها، ولا مستقبل يمكن أن يُعوّل عليها، وحتى في ضوء الضجة التي تقوم إسرائيل بإحداثها، سيما وأن هناك خطوات أوروبية مُقابلة تنسفها، أو تقلل من شأنها على الأقل، وكأنها تقوم بمكافأة إسرائيل وليس بمعاقبتها، وسواء من حيث قيامها بتدشين اتفاقات جديدة معها أو بتمديد القائمة منها، أو بتأييد خطواتها، بزعم أنها باتجاه الفلسطينيين، وإن كانت تُعتبر في نطاق الخطوات الانفرادية، ولها تداعيات مستقبلية شديدة.

تحدثت الأنباء خلال الأيام الفائتة، عن توجّهات للّجنة الرباعية الدولية - وإن كانت بلكزة أمريكية- في شأن ابتداعها خطة (تهدئة) تهدف إلى استئناف العملية السياسية في أقرب فرصة، بغض النظر عن لقاءات سرّية تجري بين الإسرائيليين والإسرائيليين، بين الفينة والأخرى، في ضوء نمو تكهناتها، بأن المنطقة تطل على كارثة محدقة، والتي تتمثل بقرب حدوث انتفاضة ثالثة في منطقة الضفة الغربية، بناءً على تطورات تصعيدية فلسطينية وإسرائيلية متبادلة، وبما أنه لا يجدر بنا أن نصِل لأن نعصر أدمغتنا من أجل التكهّن بأن هناك إمكانية لحصول معجزةٍ ما، بسبب أن هذه الخطّة، لن تتعدّ قصّة العودة إلى الطاولة التفاوضيّة، والمحاولة في التقريب بين وجهات نظر الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وإن في شأن إدارة الصراع فقط، وصولاً إلى منع اشتعال النار مجدداً، سيما وأن الإسرائيليين باتوا يتوقعون انتفاضة ثالثة كحقيقة بائنة، بعد أن أمِنوا حصولها من قبل، وتحديداً عندما كان الرئيس الفلسطيني "أبو مازن" يقف علانيةً في مواجهتها.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

اسرائيل، فلسطين،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 1-03-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سامح لطف الله، سيد السباعي، د. طارق عبد الحليم، أحمد الحباسي، د - محمد بنيعيش، د - مصطفى فهمي، الهيثم زعفان، مجدى داود، كريم السليتي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، نادية سعد، أ.د. مصطفى رجب، فهمي شراب، د. مصطفى يوسف اللداوي، صالح النعامي ، د- جابر قميحة، د - شاكر الحوكي ، فوزي مسعود ، رشيد السيد أحمد، كريم فارق، أحمد النعيمي، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمود فاروق سيد شعبان، جاسم الرصيف، إيمى الأشقر، حسن الطرابلسي، حميدة الطيلوش، سامر أبو رمان ، الهادي المثلوثي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محرر "بوابتي"، د- هاني ابوالفتوح، بيلسان قيصر، سعود السبعاني، منجي باكير، يحيي البوليني، د. عبد الآله المالكي، إسراء أبو رمان، رضا الدبّابي، محمود سلطان، محمد أحمد عزوز، خالد الجاف ، عبد الرزاق قيراط ، ماهر عدنان قنديل، فتحي العابد، د. عادل محمد عايش الأسطل، د.محمد فتحي عبد العال، المولدي اليوسفي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سليمان أحمد أبو ستة، د- محمود علي عريقات، محمد العيادي، أحمد بوادي، صلاح المختار، د. صلاح عودة الله ، د - عادل رضا، مراد قميزة، محمود طرشوبي، سلام الشماع، مصطفي زهران، عمر غازي، طلال قسومي، د. أحمد محمد سليمان، عبد الغني مزوز، خبَّاب بن مروان الحمد، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فتحي الزغل، عراق المطيري، علي عبد العال، د. أحمد بشير، محمد علي العقربي، إياد محمود حسين ، أنس الشابي، محمد شمام ، المولدي الفرجاني، محمد يحي، محمد الياسين، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - صالح المازقي، عبد العزيز كحيل، يزيد بن الحسين، أحمد ملحم، صلاح الحريري، حاتم الصولي، مصطفى منيغ، الناصر الرقيق، صفاء العربي، حسن عثمان، صفاء العراقي، تونسي، ضحى عبد الرحمن، سلوى المغربي، محمد عمر غرس الله، ياسين أحمد، طارق خفاجي، عبد الله زيدان، علي الكاش، عبد الله الفقير، محمد اسعد بيوض التميمي، د. خالد الطراولي ، العادل السمعلي، د - المنجي الكعبي، عواطف منصور، أبو سمية، د- محمد رحال، فتحـي قاره بيبـان، وائل بنجدو، صباح الموسوي ، سفيان عبد الكافي، رمضان حينوني، رافع القارصي، رحاب اسعد بيوض التميمي، رافد العزاوي، أشرف إبراهيم حجاج، عمار غيلوفي، محمد الطرابلسي، عزيز العرباوي، د - الضاوي خوالدية،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة