البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تحولات عربية مشروعة

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3787


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


ليس مفاجئاً، أن تجد إسرائيل نفسها مضطرة، إلى إبراز فخرها وإثبات عزة مكانها وسط المنطقة والعالم، بعد أن حازت بقوّة جادّة، على تعاطفٍ وتأييدٍ عربيين، سواء بشأن استمرار كيانها بما لا يتوافق مع مصلحة المنطقة، أو بشأن ممارساتها ضد العرب والفلسطينيين تحديداً، فمنذ الجنوح باتجاه السلمية بدلاً من الكفاح، قبل أكثر من عقدين من الزمن، كان من أسوأ آثاره، هو خلق بيئة عربيّة وفلسطينية متعاطفة معها، مكّنتها للعمل على تعظيمها وتعزيزها، بما لديها من وسائل ذاتية وخارجية أخرى، أيضاً فإن أحداث الربيع العربي، والتي جالت دولاً عربيّة مهمّة، يسّرت إلى ابتداع مواقف، تجاوزت مروراً مع الوقت، إلى التأييد العلني لإسرائيل وبلا تردد، حتى في ضوء افترائها على الأرض والشعب والمقدسات الفلسطينية.

بغض النظر عما بدر من جهات وأطراف محليّة وعربيّة، داعمة للعدوان الإسرائيلي (الجرف الصامد) في يوليو/تموز الماضي، ومُحمّلةً المقاومة الفلسطينية وحركة حماس بالذات مسؤولية العدوان، بسبب اعتقادهم بأن مواقفهم مشروعة، تبعاً للمتغيرات الدولية، ورأفةً بالقضية الفلسطينية، بشكلٍ عزز الموقف الإسرائيلي نحو مواصلة مساعيه للفتك بالمقاومة وعتادها، والاستيلاء على ما تبقى من الأرض الفلسطينية، لكن الذي أجبرنا على إدامة النظر، عندما برزت تحولات أخرى، بدت وكأنها تمثّل خطراً أكبر بالنسبة للوضع الفلسطيني، بسبب أنها لن تتوقف عند حدٍ ما، والتي توضحت في توجهات عربيّة وعلى مستويات مختلفة، إلى إدانة واستنكار العمليات الفلسطينية المتواضعة التي يقوم بها فلسطينيين ضد (مستوطنين) يهود، والتي لم تنتج عنهم جزافاً أو بطراً، وإنما لضيق الحيلة، واحتجاجاً على المواقف العربية المتراجعة، أكثر من أي شيءٍ آخر، وكنا قد شاهدنا هنا وهناك، أطيافاً منها، تقوم بتلاوة أنواعاً من المدد والإسناد، وبما يوازيها من أشكال التعزية والمواساة، في شأن مستوطنين قُتلوا، بعنوان المقاومةً ودفاعاً للحقوق الفلسطينية.

يحق للإسرائيليين عموماً، هنا وفي أيّ مكان، الزهو والافتخار، حين يشاهدون أولئك الذين تنطلق ألسنتهم إلى خارج الأفواه، ومن خلال السلطة الرابعة التي يمتلكونها، أو يحوزون على مقاعد مهمّةً فيها، وهي تلهج بالإشادة (عياناً بياناً) بالممارسات الإسرائيليّة، وإيجاد المبررات اللازمة لها، ومن ثمّ لا يألون جهداً للقدح في المقاومة والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وكان قد نقل مؤخّراً، رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" الكثير من الجميل العربي، نتيجة وقوفه إلى جانبه في سياساته العدائية للمقاومة وللشعب الفلسطيني بشكلٍ عام، إلى جانب تفاخر الكثيرين من القادة السياسيين والعسكريين والإعلاميين الإسرائيليين أيضاً، الذين تمسّحوا بأولئك المؤيدين لهم، وتعبّدوا بأسمائهم، وأبرزوا أقوالهم ومواقفهم، التي تحابيهم وتجد العذر لسياساتهم، باعتبارهم الصوت المنير، الذي يمنح شرعية قويّة لمجاميع السياسات الإسرائيلية، وحتى في ضوء علمهم بأنها لا تنطوي إلاّ على إدارة الصراع فقط، وشرعية أخرى أيضاً، لجملة الممارسات الاستيطانيّة والعنصرية، وانتهاك الحرمات والمقدسات، والتي نشأت خداعاً، أو بأوامر عسكرية، إضافةً إلى تلك التي تخالف الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية.

"شاؤول منشيه" وهو من الصحفيين الإسرائيليين البارزين، كان واحداً من أولئك الذين تفاخروا وطرِبوا بشدّة، لما شاهدوه وما سمعوه من إشادة وتأييد طوال الفترة الماضية، وأبان عن تفاخره وطربه، حين تناول مقالاً، نشرته مؤخّراً صحيفة السياسة الكويتية، والذي حمل عنوان (هل قتل المصلين بطولة ؟)، في إشارةً إلى عملية القدس الاستشهادية، والتي تم أثناءها، قتل أربعة من المستوطنين داخل الكنيس في حي (هار نوف) الصهيوني خلال الشهر الفائت، وهو المقال الذي يظهر بأن كاتبه ليس بعربي ولا إسلامي، بسبب أنه لم يذكر شيئاً عن الجرائم الصهيونية بحق الفلسطينيين ومقدساتهم وحرماتهم على مدار تواجدهم في المكان، حين وصف العملية، بأنها تمثّل الوقاحة والصلافة والجلافة لدى حاملي رايات التحرير والمقاومة والممانعة، وكما وصفها، إلى حد إسقاط صفات البطولة على أعمال القتل والتفجير، التي تطاول حتى أماكن العبادة، وقتل مصلين ورجال دين فيها، واعتبار ذلك عملاً بطولياً ومقاوماً واستشهادياً، ولم يسكت عند هذا الحد، بل واصل قوله: وأعلنت بعض الأصوات النشاز في لبنان وقطاع غزة، وبعض الدول العربية، عن تمجيدها لتلك العمليات.

كيف لنا ونحن تحت وطأة الاحتلال بلا كيان ولا عنوان، أن نصف هؤلاء من القادة والحكام، والكتاب والإعلاميين وأمثالهم، وهم تائهون بعيداً عن العروبة وأصولها، وعن الوطنية وأمجادها، وجملة موروثاتنا الأدبية والأخلاقية، وهم يعلمون بأنهم يسردون بشكلٍ مُعاكس تماماً للحقائق الدامغة، ولا يرومون من وراء سردهم هذا، سوى إسرائيل والتمرغ في ظلالها.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، الإحتلال الإسرائيلي، ناتنياهو، فلسطين،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 7-12-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، رافع القارصي، فهمي شراب، د - الضاوي خوالدية، ياسين أحمد، محمد يحي، د. أحمد بشير، محمود سلطان، د - المنجي الكعبي، د. مصطفى يوسف اللداوي، أ.د. مصطفى رجب، كريم السليتي، إسراء أبو رمان، د. عادل محمد عايش الأسطل، حسن الطرابلسي، خالد الجاف ، طلال قسومي، أحمد النعيمي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، الهيثم زعفان، فتحـي قاره بيبـان، عبد الغني مزوز، أحمد الحباسي، سفيان عبد الكافي، عبد الله الفقير، مراد قميزة، حسن عثمان، د - مصطفى فهمي، د - محمد بنيعيش، عبد العزيز كحيل، محمود طرشوبي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، صالح النعامي ، تونسي، بيلسان قيصر، أنس الشابي، د- جابر قميحة، صلاح المختار، حميدة الطيلوش، سيد السباعي، محمد أحمد عزوز، د. أحمد محمد سليمان، المولدي الفرجاني، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد العيادي، د. صلاح عودة الله ، مصطفي زهران، عبد الرزاق قيراط ، المولدي اليوسفي، طارق خفاجي، سلام الشماع، علي الكاش، د - شاكر الحوكي ، عبد الله زيدان، محمد علي العقربي، نادية سعد، صفاء العربي، رضا الدبّابي، محمد شمام ، د - محمد بن موسى الشريف ، د.محمد فتحي عبد العال، حاتم الصولي، محمود فاروق سيد شعبان، كريم فارق، أحمد ملحم، رشيد السيد أحمد، سامر أبو رمان ، عمار غيلوفي، صلاح الحريري، جاسم الرصيف، فتحي العابد، عراق المطيري، د - صالح المازقي، الهادي المثلوثي، محمد عمر غرس الله، وائل بنجدو، عواطف منصور، سلوى المغربي، أشرف إبراهيم حجاج، د. عبد الآله المالكي، محرر "بوابتي"، فوزي مسعود ، يزيد بن الحسين، د- محمد رحال، عمر غازي، محمد الياسين، إياد محمود حسين ، محمد اسعد بيوض التميمي، د- هاني ابوالفتوح، د - عادل رضا، صفاء العراقي، العادل السمعلي، سعود السبعاني، رحاب اسعد بيوض التميمي، يحيي البوليني، سليمان أحمد أبو ستة، أبو سمية، ماهر عدنان قنديل، أحمد بوادي، د. خالد الطراولي ، إيمى الأشقر، صباح الموسوي ، رافد العزاوي، مجدى داود، علي عبد العال، رمضان حينوني، ضحى عبد الرحمن، سامح لطف الله، عزيز العرباوي، د. طارق عبد الحليم، د- محمود علي عريقات، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد الطرابلسي، الناصر الرقيق، مصطفى منيغ، منجي باكير، فتحي الزغل، خبَّاب بن مروان الحمد،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة