البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

القدس تعود إلى مدينة داوود

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4316


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


خلال المؤتمر الصهيوني الأول في بال السويسرية عام 1897، عمل زعيم الصهيونية "ثيودور هيرتزل" على طمأنة الجماعات اليهودية الدينية المتشددة، عن أنه يسعى إلى العودة إلى أرض صهيون، ولكن لا ينوي الإعلان عن دولة، وكان ترك لتحقيقها أمام مؤيديه مدة خمسين عاماً أخرى، وكان ذلك مردّه، أن لا تذهب مخططاته هدراً، أمام تلك الجماعات التي تعارض قيام الدولة، لاعتقادها بأن الاندماج في الدول التي يعيشون بها، هو الأجدى بالنسبة لهم، وثانياً، أن المسيح هو الأحق بإعلان الدولة السعيدة، وأن عليهم الانتظار فقط، وعلى الرغم من أن طمأنته اعتُبرت خطوة إلى الوراء، لكنها مثّلت خطوات واسعة للأمام باتجاه المشروع الصهيوني بشكلٍ عام.

كانت العين اليهودية - متديّنة وصهيونية علمانية- دائماً مصوّبة نحو القدس باعتبارها الرمز الديني الوحيد بالنسبة لها، حيث توالت الاحتكاكات بشأنها ضد الفلسطينيين، حتى قبل توليد الدولة، ففي العام 1929، وبعد أن وجدت تلك الجماعات من القوّة ما يمكنها من غرس أرجلها وبسط سيطرتها على أجزاء من المدينة، وفي ظل الاستقواء بالاحتلال البريطاني، قامت بمحاولة الاستيلاء على أجزاء من المسجد الأقصى، وعلى إثرها قامت ثورة البراق في تلك الفترة، حيث سالت أثناءها الكثير من الدماء العربية والفلسطينية، ضد تغوّل تلك الجماعات ودفاعاً عن المقدسات، وزادت شراسةً، منذ احتلال إسرائيل الكامل للمدينة في العام 1967، حيث سارعت إلى التسجيل، بأنها تعود إلى داوود، وإن ليس في التو واللحظة، فببطء وبصبر كبير وانتهاز الفرص.

أثمرت بجهد وبغير جهد، جُل عمليات التهويد للمدينة المقدّسة، منذ الاحتلال وإلى حد الآن، بدءاً بالتضييق على المقدسيين وبالمحاولة في إحراق المسجد الأقصى عام 1969، ومروراً بعمليات الحفر والتنقيب، سعياً للحصول على آثار يهودية، تثبت وجود آثاراً لداوود الملك قبل 3,000 عام، وبالإقدام أيضاً، على سلسلة اعتداءات فاصلة، كفتح نفق الأقصى في العام 1996، وتعمّد "أرئيئل شارون" اقتحامه أواخر العام 2000، والذي كان سبباً رئيساً في اشتعال الانتفاضة الثانية والتي اكتسبت اسم (انتفاضة الأقصى)، وانتهاءً بما يحدث الآن من ممارسات عنف واستيلاء، بلغا ذروة الممارسات الاحتلالية ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم.

إسرائيل تلقت محلياً ودولياً، سيولاً من الاحتجاجات والانتقادات والتنديدات الأخرى، جعلتها تهدأ قليلاً، وربما يظن البعض أنها بصدد التراجع عن ممارساتها، لكنها تثبت بأنها ليست غبيّة، أمام غيرها الأقل ذكاءً والأكثر انشغالاً، فهي كما المعتاد تعتمد التراجع خطوة واحدة، في مقابل خطوات ناجحة إلى الأمام، فيُخيّل للبعض أنها تتراجع عن ممارسةٍ ما، لكنه ليس تراجعاً بالكليّة وإنما إرجاء لأجلٍ فقط، وإمّا للانتقال إلى خطوة أخرى أكثر إيلاماً.

إسرائيل بالنسبة إلى القدس بخاصة، سعت جهدها، من أجل إنهاء ملفاتها، من خلال مصادرتها للأراضي التابعة لها، وخلق أكثر من سبعة عشر مستوطنة حولها، بعد تمكّنها أمام المجتمع الدولي من إثبات أن هذه الأرضي ليست مسجلة للفلسطينيين، كما واستطاعت التسلل وبناء ما يزيد على عشرة أحياء يهودية داخل العمق المقدسي، بعد قيامها بعمليات تزوير واسعة وحشوها بمئات العائلات اليهوديّة، بدعوى أن الأملاك ليست فلسطينية، وإنما هي أملاك يهوديّة مُستردّة، واعتبار أن ما يدفعونه من أثمان، هي مقابل إخلائها طواعيةً.

رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" الذي رفض احتجاجات وانتقادات، دولية ومحلية في شأن الممارسات الاحتلالية بالنسبة للقدس وللأقصى، هو في العادة يؤكّد في كل مناسبة أمنيّة ومستقرّة، بأن القدس ليست مجالاً للنقاش كمدينة موحدة وعاصمة لإسرائيل، وآخر ما يفعل، هي طمأنة المحتجين والمنتقدين، بأن الأوضاع المقدسيّة هي في أحسن أحوالها، وبأن لا نوايا بتغيير مكانة الأقصى، لكن التواريخ والأفعال الإسرائيلية لا توحي بذلك، والأقرب أنها تأتي من قبيل تكرار العادة، خطوة إلى الوراء، لتتلوها خطوات متقدمة أخرى، وإن كانت بغير مسمىً أو تحديد.
وزير الاستيطان "أوري أريئيل" لا يُحب الدوران، كما "نتانياهو" فهو يُعلن بدون أي اكتراث، لأي عربي وإسلامي، بأن القدس لليهود، والهيكل سيتم بناؤه على أنقاض المسجد الأقصى، كونه مُقام على أكثر الأماكن قدسيّة لإسرائيل، وكان زعيم المتشددين ووزير الاقتصاد "نفتالي بينيت" الذي هو أيضاً لا يعترف بالنفاق أمام العرب والمسلمين بخاصة، قد أبدى سروره بأن المدينة باتت ذات غالبية إسرائيلية، وعبّر صراحةً عن أن إسرائيل، لن تدّخر جهداً في السعي لإرجاع مدينة داوود إلى أيادٍ يهودية، باعتبارها المكان الذي كُتبت فيه التوراة المقدّسة، مما يعني بأن القدس ستظل إلى الأبد تحت السيطرة الإسرائيلية، هذا ما لديهم، ولننظر ماذا نحن بفاعلين؟


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

القدس، فلسطين، الإستيطان، اليهود، غزة، إسرائيل،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-11-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عمر غازي، عبد الله الفقير، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، الهيثم زعفان، د. أحمد بشير، محمد العيادي، سلوى المغربي، محمد أحمد عزوز، د- محمد رحال، سعود السبعاني، محمد عمر غرس الله، خالد الجاف ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أحمد الحباسي، تونسي، الناصر الرقيق، د - عادل رضا، وائل بنجدو، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. خالد الطراولي ، أنس الشابي، رافع القارصي، سامر أبو رمان ، حميدة الطيلوش، سفيان عبد الكافي، د - مصطفى فهمي، حسن الطرابلسي، طلال قسومي، كريم فارق، علي الكاش، رافد العزاوي، د. أحمد محمد سليمان، أحمد ملحم، خبَّاب بن مروان الحمد، أ.د. مصطفى رجب، محمد شمام ، ضحى عبد الرحمن، عبد الغني مزوز، إياد محمود حسين ، صفاء العراقي، د. عادل محمد عايش الأسطل، ياسين أحمد، ماهر عدنان قنديل، العادل السمعلي، عبد العزيز كحيل، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سيد السباعي، طارق خفاجي، مجدى داود، صلاح الحريري، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمود فاروق سيد شعبان، د. عبد الآله المالكي، سليمان أحمد أبو ستة، د - محمد بن موسى الشريف ، منجي باكير، كريم السليتي، نادية سعد، د - المنجي الكعبي، صلاح المختار، د- هاني ابوالفتوح، فتحـي قاره بيبـان، رشيد السيد أحمد، مصطفى منيغ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عزيز العرباوي، جاسم الرصيف، محمد الطرابلسي، سلام الشماع، عبد الرزاق قيراط ، د- جابر قميحة، صالح النعامي ، د - صالح المازقي، الهادي المثلوثي، صباح الموسوي ، علي عبد العال، د. طارق عبد الحليم، عمار غيلوفي، يحيي البوليني، محرر "بوابتي"، محمود طرشوبي، إيمى الأشقر، د - الضاوي خوالدية، محمود سلطان، بيلسان قيصر، د- محمود علي عريقات، أشرف إبراهيم حجاج، مراد قميزة، المولدي اليوسفي، حسن عثمان، د. صلاح عودة الله ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، صفاء العربي، فتحي العابد، فهمي شراب، فوزي مسعود ، رمضان حينوني، د.محمد فتحي عبد العال، المولدي الفرجاني، رضا الدبّابي، محمد الياسين، يزيد بن الحسين، أحمد النعيمي، محمد علي العقربي، محمد يحي، د - محمد بنيعيش، أبو سمية، د - شاكر الحوكي ، عواطف منصور، عراق المطيري، حسني إبراهيم عبد العظيم، سامح لطف الله، إسراء أبو رمان، مصطفي زهران، أحمد بوادي، محمد اسعد بيوض التميمي، حاتم الصولي، فتحي الزغل، عبد الله زيدان،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة