مرتزقة الدين من مالك ابن انس الى عمر خالد ومحمد حسان
فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6486
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يتساءل البعض عن غياب الكثير من المتحدثين في شؤون الاسلام ممن صورهم الاعلام المشبوه الدائر في فلك آل سعود كرموز وصيرهم قدوات، غيابهم عن الأحداث الدموية التي تجري بمصر وغيرها
هؤلاء المرتزقة غابوا ولاذوا بالصمت، وعدم إبداء موقف من المجازر بمصر او حول تدخل ال سعود يعني موافقة منهم على ما يحدث مماينتهي بهؤلاء لمجرد ادوات ضمنية تهدف لتكريس الواقع وتبريره
امر هؤﻻء ليس غريبا على اية حال، لكن مااردت قوله هو ان موقف مرتزقة الدين ليس بدعا ولاجديدا، اذ ان تاريخنا الاسلامي كان منذ بواكيره يعج بمرتزقة الدين ممن أفلحت ادوات الدعاية بدء من بني أمية مرورا ببني العباس وصولا للدويلات اللاحقة، في تصويرهم كرموز لإبعاد الشبهة عنهم وجعل مواقفهم المتواطئة مع السلطات والحكم القائم، أكثر فاعلية
يمكن ان اذكر أبرز نموذج لأوائل من ارتزق من الحديث في شؤون الإسلام والتواطؤ مع الحكام من خلال السكوت عن مظالمهم، مالك بن انس مؤسس المذهب المالكي، علما أن فكرة المذاهب أصلا كما أرى هي طريقة سياسية للإبقاء على الآراء الفقهية الموافقة للوضع القائم والمروجة له، ومن ثم يفهم الترويج للمذاهب الأربعة دون غيرها من المذاهب الأخرى التي وجدت وكان يمكن أن تتواصل، كما يمكن من خلال ذلك فهم لماذا وقع التركيز على مالك مثلا في جانبه العلمي فقط والإعماء عن باقي جوانب حياته ومواقفه التي لاتعدو ان تكون حياة ومواقف متمعش من امور الدين ومروج للواقع ومبرر له، علما أنه يمكن ذكر نماذج أخرى من غير مالك بن أنس كعبد الله بن عباس وابي هريرة وغيرهم الكثير ممن يصور كقدوات.
اذا كانت مواقف عمر خالد ومحمد حسان واسحاق الحويني الساكتة الان تبدو غير مقبولة ازاء احداث مصر وتفهم كتواطؤ، فيمكنكم تصور مقدار سكوت مالك بن انس وغيره اذ سكتوا عن تقتيل بني امية للالاف من المسلمين ومنهم خيرة الصحابة، او تقتيل بني العباس بعد ذلك الألاف أيضا من بني أمية ومن معارضيهم عموما.
بإمكانكم قياس مقدار تواطؤ مالك إذ تعلمون سكوته عن قصف الحجاج للعكبة بالمنجنيق حين حصاره لعبد الله بن الزبير وقتل الآلاف من أتباعه منهم من هم خيرة الصحابة
يمكنكم أن تقيموا مقدار تواطؤ مالك حين سكوته عن جرائم "الحرة" إذ أقدم جيش بني أمية على انتهاك شرف مئات المسلمات بالاغتصاب في وقعة "الحرة" انتقاما من خصومهم.
لو بقيت اعدد المواقف الكارثية التي حصلت وكان مالك وغيره ساكتا إزائها، للزمتني صفحات ويمكن لمن أراد المزيد، الإطلاع على كتب التاريخ كالبداية والنهاية لابن كثير أو تاريخ ابن خلدون أو تاريخ الطبري، وسترون كيف كان مالك وغيره مجرد فقهاء سلطان غارقين في عطايا الحكام الذين كانوا يغدقون عليهم ضمانا لسكوتهم
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: