قناة 'المتوسط' و'الأمهات العازبات' وثقافة التطبيع مع الواقع
فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6500
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
قناة 'المتوسط' رغم النجاحات التي تحققها فإن ارتكازها على خلفية مفاهيمية متؤثرة بفكر حركة 'النهضة' يتمحور حول وجوب التطبيع مع الواقع والسعي للتقرب من القائمين عليه، لايبشر بخير كبير، وهو الفكر الذي يستبطن عقدة نقص تجاه الموجود يجعل صاحبها في سعي محموم للتقرب من المتحكمين فيه والتمثل بهم، عوض ان يكون الاعلام صاحب رسالة لتغير الواقع أو على الأقل التأثير فيه.
آخر الرسائل التي لاتبشر بخير هو استعمال قناة 'المتوسط' في برامجها ومنه برنامج 'ساعة بساعة' مصطلح 'الأمهات العازبات' في معرض الحديث عن العاهرات او الساقطات، وهنا يجب توضيح التالي:
- مصطلح 'الأمهات العازبات' يحمل ضمنيا تطبيعا مع الزنا لانه يرفض اطلاق وصف الزنا على ممارسة العملية الجنسية الغير شرعية، ويعمل على خلق تعاطف مع الساقطات من خلال خلق مصطلح مساند لسلوكياتهن.
- المصطلح يعكس تصور فكري وعقدي كامل لايعترف بتجريم الممارسة الجنسية الغير شرعية.
- المصطلح يمثل اداة لخلق مفاهيم جديدة تعمل على تكريس وضع يشيع الفاحشة ويطبع معها.
- المصطلح اساسا من حيث مفهومه لغويا خاطئ، لأن الأم لايمكن ان تكون عزباء والعزباء لايمكن ان تكون أمّا.
- واخيرا فان استعمال مصطلح 'أم عازبة' هو آليا يعني كل ماذكرته من قبل، وبالتالي فان قناة 'المتوسط' تعني باستعمالها للمصطلح انها قبلت ان تكون اداة لتكريس ظواهر الواقع المنحرفة والتقرب منها بل وتبنيها عوض ان تكون اداة تغيير الافات التي تنخره
من ناحية اخرى لقد كتبت دائما ان خطر الغنوشي يتمثل في انه اثر في اجيال كاملة من ابناء الحركة الاسلامية ممن تشبعوا بارائه التي كانت تسوق على انها اجتهادات غير مسبوقة وفذة، وهي اراء يمكن البرهنة على انها في اغلبها تمثل مواقف شخصية منكسرة امام الواقع ومن ثم فهي اراء للتطبيع مع الفساد وعوامل الإنحطاط، وللاسف فإن انتشار التفكير الصنمي لدى اغلب ابناء التيار الاسلامي جعلهم يقبلون المزاعم بان تلك المواقف هي فكر منهجي، وهو الوضع الذي نرى نتائجه كمثل في قناة 'المتوسط' التي تعبّ ببعض الاوجه من فكر الغنوشي للاسف
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: