البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الانقلاب "الديموقراطي"!!

كاتب المقال موقع المسلم    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4227



هذا العنوان يمكن وصفه-من غير تردد- بأنه نكتة سمجة!! لكن العنوان يلخص النكتة الباردة التي يتشبث بها جنرالات مصر، الذين حنثوا بالقَسَم الذي أقسموه عندما عيَّنهم الرئيس محمد مرسي في مناصبهم، فانقلبوا عليه واحتجزوه في مكان غير معلوم، بعد أن قرروا عزله وهو الرئيس المنتخب في انتخابات حرة ونزيهة بشهادة العالم أجمع، وعطلوا الدستور الذي أقره الشعب المصري في استفتاء شفاف تم تحت رقابة الداخل والخارج!!

فعلوا كل ذلك وزعموا في الوقت ذاته، أن فعلتهم النكراء ليست انقلاباً، متذرعين بما تعود الناس منذ عشرات السنين من كل عسكري يقلب نظام الحكم، وهو أن الشعب كلفهم ذلك!! علماً بأن التطبيع مع العدو الصهيوني الغي بنداً آخر كان الانقلابيون يُصَدِّرون به جريمة الاستيلاء على السلطة بقوة السلاح، وهو تحرير فلسطين التي ضاعف هؤلاء الآثمون من عذابات أهلها، ودعموا غطرسة العدو بهزائمهم الشنيعة، فهم أسودٌ على شعوبهم العزلاء فحسب!!

حتى الغرب المنافق، الذي يقيم الدنيا لحماية خائن مرتد، باسم حقوق الإنسان والديموقراطية، تعامى عما وقع فلم يجرؤ رئيس أقوى دولة في العالم على تسمية انقلاب عسكر مصر باسمه!!

لقد أتى على منطقتنا زمان طويل، كان التغريبيون يتهمون الإسلاميين برفض تداول السلطة، في تدخل مرفوض في النيات، ولذلك أيدوا تبعاً لسادتهم في الغرب انقلاب جنرالات الرز والسكر والنفط والأخشاب في الجزائر على العملية الانتخابية قبيل اكتمالها، لأن ملامح فوز الإسلاميين باتت جلية.وأدخلوا بلد المليون شهيد في احتراب دموي أزهق عشرات الآلاف من الأرواح البريئة، وها هو البلد النفطي نفسه يعيش أزمة وقود خانقة في هذه الأيام!!

فلما جاءت الامتحانات العملية، تبين لكل منصف أن الإسلاميين كانوا هم الحريصين على تثبيت دعائم العملية السياسية القائمة على المشاركة الشعبية الفعلية، بينما نكص أدعياء الديموقراطية على أعقابهم، فقرروا السيطرة على الحكم تحت ظل العسكر.
فهؤلاء التغريبيون يدركون مسبقاً أنهم لن يبلغوا سدة السلطة في بلاد إسلامية عبر الاختيار الحر لأهلها، الذين ينقمون على النخبة المتغربة عداءها الصريح أو الموارب-لدين الأمة وهويتها وجذورها وكراهيتها لتاريخنا المشرق، وتبعيتها العمياء لرؤى الغرب " الحضارية":بخيرها وشرها، حلوها ومُرِّها كما قال طه حسين ذات يوم!!

ولذلك كانت التجربة الأليمة مع هؤلاء التابعين، أن هراءهم لا ينتشر إلا في ركاب محتل أجنبي غاصب، أو في ظل طاغية محلي نصبه الغرب أداة لحماية المصالح الغربية بقهر العباد ونهب ثروات البلاد.

ولسائل أن يسأل واحداً مثل محمد البرادعي الذي يتملق الجنرالات المتحكمين بمصر الآن، كي يسندوا إليه رئاسة الحكومة "الانتقالية"، في حين اجتنب خوض أي استحقاق انتخابي منذ الإطاحة بنظام مبارك؟

وأما الانقلابيون المستشعرون عار انقلابهم، فلم يمهلوا الناس ولو ساعات لعلهم يخدعونهم ويخيلوا إليهم من سحرهم أن انقلابهم ليس انقلاباً!! فخلال أقل من ساعة تم أقفال عدد من الفضائيات الإسلامية، وجرى منع خطباء لا ينتمون إلى جماعة الإخوان من خطبة الجمعة، وبدأت حملة مطاردة مسعورة لقيادات حزب الحرية والعدالة وكأنهم قتلة محترفون!! وجرى تخصيص وسائل الإعلام الرسمية التي تعود ملكيتها للشعب المصري، جرى تخصيصها لنقل مظاهرات أنصار الانقلاب دون خصومه، الذين أغلق الانقلابيون قناة الجزيرة لمنعها من تغطية مناشطهم!! بل إن مراسل CNNذات الانحياز الجلي ضد الإسلاميين، لم يَسْلَمْ من بطش العسكر لمجرد أنه أبلغ محطته على الهواء مباشرة، أن ميدان التحرير فارغ، وكانت الصور التي يلتقطها مصور محطته تشهد لما قال!!

إن الانقلاب العسكري على أول رئيس مدني منتخب انتخاباً حراً في مصر، ستكون له تداعيات شديدة الخطورة ليس على مصر الغالية وحدها، وإنما على استقرار المشرق الإسلامي كله.إذ لم يعد مقبولاً أن تستكين الشعوب للقهر بعد أن انتشر الوعي بين أبنائها، وبعد أن حققت هذه الشعوب ثورات سلمية راقية، ضد الجور السياسي والظلم الاقتصادي، والمسخ الحضاري لهوية الأمة وثوابتها الراسخة.فهل وعى الانقلابيون الآثار الوخيمة لفعلتهم البشعة على أمن مصر وتنميتها؟


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الثورة المصرية، الثورة المضادة، الإخوان المسلمون، الفلول، حركة تمرد،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 11-07-2013   http://www.almoslim.net

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمود طرشوبي، صباح الموسوي ، أبو سمية، صفاء العربي، إسراء أبو رمان، منجي باكير، محمود سلطان، رمضان حينوني، إياد محمود حسين ، حسن عثمان، بيلسان قيصر، مصطفي زهران، مراد قميزة، د. عادل محمد عايش الأسطل، عبد الرزاق قيراط ، العادل السمعلي، طارق خفاجي، د - مصطفى فهمي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد عمر غرس الله، المولدي الفرجاني، د - شاكر الحوكي ، إيمى الأشقر، سامر أبو رمان ، د- محمد رحال، عبد الله زيدان، طلال قسومي، صالح النعامي ، محرر "بوابتي"، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد بوادي، رشيد السيد أحمد، د- محمود علي عريقات، عبد الغني مزوز، محمد يحي، حسن الطرابلسي، صفاء العراقي، د - المنجي الكعبي، الهادي المثلوثي، فوزي مسعود ، يزيد بن الحسين، محمد الياسين، فتحي الزغل، عمار غيلوفي، علي الكاش، تونسي، المولدي اليوسفي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، رافع القارصي، د. طارق عبد الحليم، د - صالح المازقي، وائل بنجدو، مصطفى منيغ، فهمي شراب، سفيان عبد الكافي، د- جابر قميحة، حاتم الصولي، حميدة الطيلوش، أنس الشابي، سليمان أحمد أبو ستة، فتحـي قاره بيبـان، محمد شمام ، عراق المطيري، د. خالد الطراولي ، نادية سعد، د. أحمد محمد سليمان، ياسين أحمد، فتحي العابد، الناصر الرقيق، محمد اسعد بيوض التميمي، ماهر عدنان قنديل، سلوى المغربي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. أحمد بشير، كريم فارق، أحمد النعيمي، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد الطرابلسي، د. عبد الآله المالكي، مجدى داود، علي عبد العال، عمر غازي، أ.د. مصطفى رجب، محمد علي العقربي، سامح لطف الله، د - الضاوي خوالدية، عزيز العرباوي، عبد العزيز كحيل، سعود السبعاني، الهيثم زعفان، جاسم الرصيف، صلاح الحريري، أحمد الحباسي، سلام الشماع، د - محمد بنيعيش، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د- هاني ابوالفتوح، عبد الله الفقير، محمد العيادي، محمود فاروق سيد شعبان، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد أحمد عزوز، رحاب اسعد بيوض التميمي، صلاح المختار، د - محمد بن موسى الشريف ، د. صلاح عودة الله ، أحمد ملحم، عواطف منصور، يحيي البوليني، د.محمد فتحي عبد العال، د - عادل رضا، أشرف إبراهيم حجاج، رافد العزاوي، خالد الجاف ، كريم السليتي، ضحى عبد الرحمن، سيد السباعي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رضا الدبّابي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز