ســيد السباعي - سوريا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4498
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
منذ فوز الإخوان المسلمين في مصر بأغلبية مجلس الشعب تعهدوا بعدم ترشيح أي مرشح لكرسي الرئاسة ، ثم نكثوا العهد الذي قطعوه على أنفسهم بتقديمهم لمرشحهم المليونير ورجل الأعمال خيرت الشاطر وبعده محمد مرسي ، وذلك لإستبعاد الشاطر بسبب الحكم عليه بالسجن سبعة أعوام في عهد حسني مبارك بتهمة غسيل أموال – حسب قول اللجنة العليا لإنتخابات الرئاسة المصرية – بالرغم من حصوله على العفو من المجلس العسكري مباشرة بعد إسقاط نظام مبارك ، بعد أن قضى في السجن أربعة أعوام. ومنذ تسلم مرسي لكرسي الرئاسة إتضح عدم رضاء الكثير من الأطراف الداخلية والإقليمية على هذا الفوز مما حدا ببعض هذه الأطراف لحبك المكائد ضده ( حسب قول الإخوان ) ، فبدأت مرحلة الضغط والضغط المقابل ، إرتأى الإخوان المسلمون الدخول في لعبة القط والفأر ، مستخدمين أساليبهم الخاصة التي من خلالها يرون أن تقربهم من إيران وتطبيق المثل القائل: ( عدو عدوي ... صديقي ) فيه خير لهم ، فزارهم مرسي ثم دعى أحمدي نجاد لتدنيس أرض الكنانة التي لم يكن يحلم يوماً بدخولها ، وكلما زادت الدول الإقليمية (ومنها بعض دول الخليج) في الضغط على الإخوان صاعاً زاد الإخوان في التقرب إلى إيران باعاً وباعاً ، آخرها كانت بدء الرحلات الجوية بين القاهرة وطهران وتطبيع العلاقات معها ، إعتقاداً منهم أنهم يردون الصفعة لمن يعاديهم ، ومامثلهم في ذلك إلا كمثل المصارع يدخل قفص النمر ليثبت لمن نهره أنه أقوى منه ، فيلتهمه النمر الجائع بدون ملح ...!!!
وكلما إستنكر مستنكر عليهم فعلهم ، ردوا بأنه الدهاء والخدعة ...!!!! فيعتقد الإخوان أن ذكاءهم ودهاءهم وأسلوب التورية الذي إعتادوا عليه أثناء حياة المطاردة التي أنفوها سيفيدهم في التعامل مع الإيرانين وغيرهم ، وأنهم سيأخذون منهم مايشاؤون ولن يعطوهم شيئاً ، وتناسوا أن اليهود أخبث وأمكر بني البشر تلاهم بنو فارس ، وأنهم يلعبون بهم ولن يعطوهم بالمقابل أي شيء ، سوى كره الناس لهم وإبتعادهم عنهم. قــد يحصلون على بعض المال كمساعدات ، ولكن الفائدة السياسية والإستراتيجية التي سيحصل الإيرانيون عليها بالمقابل تتعدى ذلك بكثير.
على الإخوان المسلمين أن يعلموا أن حصنهم الحقيقي وخط دفاعهم الأول هو أبناء جلدتهم من المسلمين والعرب وليس مع من يكفر برائحة العروبة والإسلام ، فقد خسروا الكثير من شعبيتهم التي أمضوا السنوات الطوال يجمعونها ، كما خسر حسن نصر الله شعبيته في العالم العربي والإسلامي في لحظات ، بسبب وقوفه مع الطاغية.
قليل من الصدق والصراحة والتخلي عن الذكاء المصطنع يحميهم ويعيدهم إلى حصنهم ، وليعلموا أنهم لن يحصلوا على درجات متقدمة على مقياس الذكاء السياسي بمايفعلون ، كما نتمنى أن لاتصيب العدوى إخوان سورية ، وأن يكونوا أكثر حصافة من مرسي وأتباعه ، فعند الإختبار يُكرم المرء أو يُهان.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: