البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

غزة وفلسطين في قلب ثورة التونسيين

كاتب المقال العادل السمعلي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5375


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يخطأ من يعتقد أن عملية إنتحار البوعزيزي في مدينة سيدي بوزيد بتونس نهاية سنة 2010 كانت أول شرارة للثورة التونسية الحديثة التي أمتد لهيبها إلى المنطقة العربية بأكملها لتسقط أركان أنظمة ديكتاتورية وتقطع رؤوس حكام ظلمة طالما خذلوا القضايا العربية وتاجروا بالقضية الفلسطينية ويخطأ أيضا أشد الخطأ من يعتقد أن خواء البطن و الجوع هما محركا الثورات العربية فهذا المنطق يريد تصوير الإنسان العربي كحيوان ناطق لا تحركه إلا الغريزة : المال والجنس والبطن.

إن إنتحار البوعزيزي في لحظة يأس تاريخية كانت القطرة الذي أفاضت الكأس في مسيرة الشعب التونسي نحو الحرية والكرامة وهذا يعني ضرورة أن الكأس ملآن و أن قطرات أخرى إضافية ساهمت في فيضان الكأس بطريقة تراجيدية ومن هذه القطرات العلاقات السرية والمريبة لنظام بن علي مع الكيان الصهيوني الغاصب

ففي بداية شهر آب ( أوت ) من سنة 2010 أي قبل عدة أشهر فقط من سقوط النظام التونسي دقت أحد أهم المسامير في نعش نظام بن علي وذلك إثر الغضبة للشهامة العربية و الهجمة الإعلامية الكبرى التي شنها شباب المواقع الإجتماعية على النظام على خلفية تورط النظام في التطبيع السري مع الكيان الصهيوني...ففي ذلك التاريخ تسرب شريط فيديو يصور فنان تونسي يدعى محسن الشريف بصدد إحياء حفل عرس في مدينة إيلات المغتصبة ويهتف عاليا وسط الحضور الصهيوني :
( يحي زين العابدين بن علي يحيي بيبي ناتانياهو )

لقد كانت صدمة التونسيين قوية حينها ولا توصف وهم يشاهدون بأم أعينهم هذا الفيديو الفضيحة الذي لا يتجاوز الخمس دقائق وكثرت الإستفهامات والتساؤلات حول هذا الحدث الصادم : ماذا يفعل هذا الفنان في إيلات المغتصبة ومن سمح له بزيارة الكيان الصهيوني لإحياء حفلة عرس وما هذه السفالة والدناءة التي سمحت له بأن يهتف عاليا وسط الحضور ( يحيي زين العابدين بن علي يحيا ناتانياهو)قالها وأعادها مثنى وثلاث ورباع

إن هذا الربط الذي قام به هذا الفنان المشؤوم بين السفاح ناتانياهو والجنرال بن علي لا يخفى عن ذكاء وفطنة التونسيين الذين يتذكرون جيدا قضية المحامي التونسي محمد عبو الذي حكم عليه ظلما بالسجن سنتين نافذة إثر نشره مقال رأي يقارن فيه نظام بن علي بنظام ناتانياهو وكيف أن التونسيين يعيشون وضعا قمعيا مشابها لما يعيشه الفلسطينيون تحت حكومة قاتل الأطفال والنساء ناتانياهو

إن شباب تونس الذين إنتفضوا إثر هذه الحادثة وطالبوا على المواقع الإجتماعية بسحب الجنسية التونسية من هذا المغني المتصهين ومحاسبة وزارة الثقافة على هذا الجرم الكبير في حق تونس وفلسطين لم يهدأ لهم بال حتى أجبروا مديري المهرجات لصيف 2010 وخاصة مدير مهرجان قرطاج الدولي على إلغاء عديد العروض لفنانين آخرين أصابتهم لوثة التطبيع وضبطوا بجرم التطبيع الثقافي مع العدو وقد أستجابت السلطات لضغطهم أملا في خفض درجة الاحتقان الشعبي بعدماإنكشفت للجميع عمالةالنظام وسقوطه تحت النفوذ الصهيوني

إن الشباب التونسي الذي قاد هذه الحملة ضد الخيانة والتطبيع وساهم في فضح النظام وتعريته هم نفس الشباب الذين قادوا معركة الكرامة والحرية على الشبكات العنكبوتية ثأرا لروح البوعزيزي الذي إنتحر إحتجاجا على الحيف الإجتماعي وظلم النظام وهذا ما يؤكد أن معركة الخبز لا تنفصل عن معركة الكرامة والحرية وأن غزة وقضية فلسطين باقية دائما في قلوب كل التونسيين وليس أدل من ذلك أن شعار الشعب يريد تحرير فلسطين كان من أول الشعارات التي رفعت في قلب العاصمة التونسية إثر سقوط النظام

لقد رفع الشعب التونسي شعار (الشعب يريد تحرير فلسطين )لأول مرة بتونس العاصمة بتاريخ 12 فبراير 2011 في تجمع شعبي إحتشد في العاصمة التونسية إحتفالا بسقوط نظام حسني مبارك مما يؤكد .أن الحس الشعبي التونسي والعربي مدرك تمام الإدراك وحدة الأمة العربية و الدور المفصلي لمصر العروبة والإسلام في معركة التحرير

هذا الدور الذي تراجع إبان الحقبة المباركية سيئة الذكر التي أستمرت ثلاثة عقود كاملة وأصبح نظام مصر المرتهن صهيونيا ودوليا يخدم بطريقة مكشوفة مصلحة الأعداء مما زاد في معاناة أهلنا في فلسطين كل العناء رغم الخطاب الرسمي المزيف الذي يتلاعب بالمشاعر والعواطف المتحفزة لنصرة القضية الفلسطينية

أما الآن وبعد سقوط النظام المصري فكل الجماهير العربية تتطلع لأن تسترجع مصر دورها الريادي في القضية الرئيسية لكل العرب والمسلمين وما الموقف الرجولي و المشرف الذي لعبه الرئيس محمد مرسي والثورة المصرية إبان العدوان الاسرائيلي الأخير على قطاع غزة إلا دليلا إضافيا على إرهاصات إسترداد مصر لدورها المركزي في قضية الأمة الرئيسية التي قتلت متاجرة ومزايدة وتلاعبا من المتاجرين والمزايدين والمتلاعبين

أماعلى مستوى الشعب التونسي فلو رجعنا لذاكرة التاريخ الحديث لعلمنا أن المجاهد التونسي الأزهر الشرايطى كان في طليعة المجاهدين العرب الذي تطوعوا للقتال في حرب فلسطين سنة 1948 وأن الدم التونسي سقى أرض فلسطين الغالية ورفع السلاح في وجه المحتل الصهيوني قبل أن يرفع السلاح في وجه المستعمر الفرنسي وليس هذا من باب الرياء أو المزايدة وإنما هو من باب التوثيق والتحفيز والتذكير لعل الذكرى تنفع العرب والمسلمين وليعلم الجميع أن فلسطين كانت ولا زالت في قلوب كل التونسيين رغم ما شهدناه من محن طوال هذه السنين

عاشت فلسطين حرة عربية والمجد للشهداء ونحن نعلم أن طريق التحرير طويل وشاق وشائك ولكن ما ضاع حق وراءه طالب بكل قوة وعزة وإباء

---------
العادل السمعلي
كاتب من تونس


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الثورات العربية، الربيع العربي، فلسطين، تونس، القضية الفلسطينية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 26-11-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صلاح المختار، نادية سعد، د.محمد فتحي عبد العال، عواطف منصور، مصطفى منيغ، د - محمد بنيعيش، رمضان حينوني، كريم فارق، عبد الله الفقير، د. كاظم عبد الحسين عباس ، طارق خفاجي، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد أحمد عزوز، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد شمام ، محمد عمر غرس الله، كريم السليتي، المولدي الفرجاني، عمر غازي، خبَّاب بن مروان الحمد، بيلسان قيصر، محمد اسعد بيوض التميمي، حاتم الصولي، محرر "بوابتي"، د - مصطفى فهمي، مجدى داود، محمود طرشوبي، عبد الله زيدان، فتحـي قاره بيبـان، د - شاكر الحوكي ، علي الكاش، سيد السباعي، إياد محمود حسين ، منجي باكير، د- محمد رحال، أحمد الحباسي، يحيي البوليني، جاسم الرصيف، د - المنجي الكعبي، حسن الطرابلسي، الهادي المثلوثي، علي عبد العال، أنس الشابي، د. طارق عبد الحليم، حسني إبراهيم عبد العظيم، عراق المطيري، حسن عثمان، د - عادل رضا، فهمي شراب، ضحى عبد الرحمن، فتحي الزغل، د. أحمد بشير، طلال قسومي، د- جابر قميحة، عبد العزيز كحيل، خالد الجاف ، سامر أبو رمان ، المولدي اليوسفي، صباح الموسوي ، د. أحمد محمد سليمان، د - الضاوي خوالدية، محمد الطرابلسي، د. خالد الطراولي ، أحمد ملحم، سلام الشماع، محمد علي العقربي، مراد قميزة، سليمان أحمد أبو ستة، صلاح الحريري، فتحي العابد، صالح النعامي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، عمار غيلوفي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أشرف إبراهيم حجاج، تونسي، مصطفي زهران، عبد الغني مزوز، رشيد السيد أحمد، ياسين أحمد، د. عبد الآله المالكي، محمد يحي، سعود السبعاني، رضا الدبّابي، إيمى الأشقر، حميدة الطيلوش، الناصر الرقيق، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد الياسين، د - صالح المازقي، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. صلاح عودة الله ، سامح لطف الله، سلوى المغربي، رافع القارصي، صفاء العربي، محمود سلطان، صفاء العراقي، محمد العيادي، سفيان عبد الكافي، ماهر عدنان قنديل، د- هاني ابوالفتوح، أحمد بوادي، د- محمود علي عريقات، يزيد بن الحسين، فوزي مسعود ، أحمد النعيمي، العادل السمعلي، رافد العزاوي، وائل بنجدو، أ.د. مصطفى رجب، الهيثم زعفان، محمود فاروق سيد شعبان، عبد الرزاق قيراط ، إسراء أبو رمان، أبو سمية، عزيز العرباوي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة