محمد الياسين - الأردن / العراق
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4905 Moh.alyassin@yahoo.ca
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
بعد مضي اكثر من عام على ثورة 25 يناير التي اطاحت بالرئيس مبارك من الحكم، توجه المصريون في اول انتخابات رئاسية بعد الثورة لاختيار رئيسا جديدا للبلاد. بالرغم من الحالة التي صاحبت مسار الانتخابات ألا ان هامش الحرية الذي كان في عهد مبارك تغير بعد الثورة الى مساحات يصعب تحديد سقوفها، وتبعث بالارتياح في نفوس المصريين والعرب على حد سواء، وتبشر بقدوم ديمقراطية الى مصر، عملاق العرب، الذي بدأ الشعب يُنفض عنه غبار الرجعية والانكفاء التي قاده اليها مبارك واولاده،فينبغي الاقرار بوصول قطار الديمقراطية الى مصر والذي فعليا وقف عند محطتها، بالرغم من هواجس وتخوفات كتاب ومفكرون وسياسيون عرب من النموذج المصري القادم،علينا ان نتعامل مع الواقع كما هو لا مثلما نريد، وان نحترم إرادة الاغلبية في الشعب المصري مهما كانت نتائجها عبر صناديق الديمقراطية، فتلك هي الديمقراطية لا تعطي الجميع ما يريدون وتعطي للاغلبية ما يختارون، بنهاية المطاف هي تحقق طموحنا في بناء دولة مدنية مؤسساتية ومجتمع ديمقراطي .فحرية الفكر والرأي والانتماء والعقيدة ليس حكرا على فرد دون اخر، او شعب دون اخر، وانما تلك مفاهيم متاحة لجميع الافراد والشعوب والمجتمعات في العالم.
لا ينبغي على الاعلاميين والكتاب والمفكرون العرب استمرارهم في البحث عن نقاط ضعف يهاجمون من خلالها الديمقراطية الناشئة في مصر، فلسنا بصدد التكهن بمن يأتي رئيسا لمصر سواء كان من التيار الاسلامي والاخوان او من يحسب على التيار العلماني او الليبرالي، وان ننضر الى التحول التاريخي الكبير الذي حدث في مصر من زاوية التفاؤل بالمستقبل لا من زاوية التشاؤم فنبقى اسرى لنظرية المؤامرة، التي احبطت الشعوب العربية على مدى عقود طوال، وعلينا ان نطمئن بان خطى الديمقراطية في مصر تسير بالاتجاه الصحيح، رغم الحذر الذي يشوبها وغموض المستقبل السياسي الذي يكتنفها، الا ان ثوار 25 يناير يعرفون الطريق الى ميدان التحرير فيما لو هددت الاهداف التي قامت عليها الثورة.
الضامن الاكبر للديمقراطية في مصر يكمن في وعي شعب مصر ورفضهم عودة الدكتاتورية إليها اي كان شكلها او عنوانها، فحدة تنافس مرشحي الرئاسة في الانتخابات جاءت كتعبير عن مدى تنافس الناخب المصري في اختيار مرشحه لرئاسة الجمهورية عبر صناديق الديمقراطية .
لاشك ان الايام المقبلة حبلى بمفاجآت،ومفاجأت ستكون سارة الى البعض ومحزنة الى اخرين، رغم ذلك فعلينا ان نتقبل نتائج الديمقراطية وارادة شعب مصر، في سبيل تثبيت دعائم ديمقراطية ناشئة، وثقافة مجتمعية صحيحة، وممارسة ديمقراطية ناضجة تشخص مع مرور الوقت اخطاءها السابقة من اجل تصحيحها وتحديد اختيارات اكثر نضجا في المستقبل القادم.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: