احمد النعيمي - سوريا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7053 Ahmeeed_asd@hotmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تنكشف الحقائق واحدة تلو الأخرى مؤكدة وجود صلات وطيدة بين الآيات في طهران وبين الدول الغربية والصهاينة، والتي بين بعضا منها كتاب "حلف المصالح المشتركة" للدكتور "ترينا بارسي"* ومن ضمن ما جاء في هذا الكتاب، بأن خطاب إيران الموجه ضد إسرائيل كان مجرد خطاب، كلام يعني، بقوله:" كانت إيران حريصة على عدم ترجمة هذا الخطاب إلى أفعال ملموسة، لأن إيران لا تتحمل الدخول في مواجهة مع الدولة اليهودية في غمرة حربها مع العراق.. في هذا الصدد، قال لي وزير الخارجية الإيراني السابق "عباس مالكي" كان صناع السياسة الإيرانية أذكى من أن يجعلوا من إسرائيل خطراً مباشراً على إيران، لأنه في ذلك الوقت كان العراق هو الخطر" ص151، ولليوم لا زالت إيران في خطاباتها الموجهة ضد الغرب مجرد خطابات لم تتحول أبداً إلى أفعال ملموسة، بينما على أرض الواقع تعاون وثيق بينها وبين الغرب، أدى إلى إسقاط كابول وبغداد بيد الاحتلال الأمريكي وبتعاون إيراني كما صرح به الرئيس الإيراني نجاد، ومن ثم تم تسليم العراق لإيران، بينما كان مصير تهديدهم للغرب حروب كلامية خسرت فيها الآيات في طهران خسارة نكراء بعد تراجعها عن كل تهديداتها التي هددت بها بما يتعلق بمضيق هرمز.
بينما لا زال الكثير من الكتاب الذين وضعتهم إيران لتلميع مواقفها الكلامية يحاولون عبثاً دون أي طائل، لأن الحقائق على الأرض كانت أكثر وضوحاً، بحيث عجز أذناب إيران عن طمسها، ومن هؤلاء واحد من دهاقنة الدولار القذافي والذهب الإيراني والليرة السورية، وهو الكاتب "عبد الباري عطوان" الذي يصر في كل مقال له بأن يلبس الحق بالباطل، ويلبس الباطل بالحق، ويكتم الحق ويضل عن سواء السبيل، حيث كتب مقالاً بداية هذا العام بعنوان "عام الحرب على إيران" تنبأ فيه بعد أن يكون العام الحالي عام إيران ومشروعها النووي، بعد أن كان العام الماضي عام الثورات العربية، ثم عاد لينفخ في موقف إيران وتهديها بإغلاق مضيق هرمز في مقال كتبه بعنوان:"رسالة من مضيق هرمز" وهو في سلطنة عمان قبل أن تتراجع إيران عن كل تهديداتها، صال فيه وجال ونفخ فيما ذهبت إليه الآيات في إيران من تهديد ووعيد وأنهم لا يكررون كلامهم مرتين، ناصحين حاملة الطائرات الأمريكية التي خرجت من المضيق بعدم العودة إلى الخليج العربي، دون أن يدرك أن الغرب قد كسر رقبتهم وتحدى تهديدهم، ولم ينبثوا ببنت شفة، بينما كانوا يقومون بإغراق سفنهم أمام هذه السفن المتحدية، في الوقت الذي يسمح لهم ولروسيا بإمداد المجرم الأسد بكل أنواع الدعم، من السلاح إلى المال إلى الرجال، فاستغل مقالاً كتبه الصحافي الأمريكي "ديفيد اغناطيوس" في عموده في صحيفة "لواشنطن بوست" جاء فيه تخوف وزير الدفاع الأمريكي " ليون بانيتا" من أن تقوم إسرائيل بشن هجوم على إيران، بين شهري "ابريل" و"يونيو" المقبلين" ليكتب عطوان مقالاً يغطي خزيه وذله وعاره بعد أن انكشف كذب الآيات في إيران، ووضعت أنوفهم في الرمال، وتبين كذبهم وأنهم كانوا كاذبين في ادعائهم غلق مضيق هرمز، بل ووصل الأمر بهم إلى اعتبار مسالة دخول هذه السفن قديمة وأنهم لن يعترضوها أبداً، كما جاء على لسان قائد الحرس الثوري الإيراني "حسين سلامي" نقلاً عن وكالة الأنباء الإيرانية " إيرنا" يوم السبت الواحد والعشرين من شهر كانون الثاني 2012م، جاء فيه: " إن السفن الحربية والقوات العسكرية الأمريكية تتواجد دائماً في الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط منذ زمن بعيد، ومن هذا المنطلق، فإن قرار إرسال سفن جديدة، إلى المنطقة ليس موضوعاً جديداً، إن هذا الإجراء ينظر إليه في إطار التواجد الأمريكي المستمر في المنطقة" .
وقد استغربت كثيراً أن يكون عطوان قد أختار مقاله الذي حمل عنوان: "إسرائيل تهدد وإيران تتحدى" بينما كنت أتوقع أن يكون مقاله عن كيف نكثت إيران بتهديدها، وأخذت تغرق السفن واحدة تلو الأخرى أمام البوارج الغربية، حتى وصل عدد السفن التي أنقدتها البحرية الأمريكية إلى ثلاثة سفن إيرانية منذ اشتعال الحرب الكلامية حول هرمز، ولكنه أصر على التضليل والخداع ليكون عنوان مقاله الجديد التحدي الإيراني، متناسياً أن تكون هذه الحرب الكلامية تدور بين الطرفين منذ أكثر من عشرة سنوات، بينما تربط بعضهم البعض علاقات متينة، كان آخرها فضيحة "عوفر كيت" التي كشفت عن علاقات تجارية متينة بين اليهود وإيران منذ أكثر من خمسة عشرة سنة، تُرسل فيها البضائع إلى إيران من الصهاينة بدءاً من البرتقال إلى مواد المشروع النووي، وأدت إلى مقتل "عوفر" الملياردير اليهودي لانكشاف هذه العلاقة التجارية، بل وتم تسليم العراق هدية على طبق من ذهب لحليفتهم إيران، تقديراً لجهودهم التي بذلوها هم وحلفائهم في سوريا ولبنان، من حماية لحدود الصهاينة، ووصل الأمر كذلك بالأمم المتحدة التي رفع إليها الملف السوري حيث كان مؤملاً أن يكون القرار الأممي مطالباً "بشار" بالتنحي وتسليم الأمر لنائبه الأول، ولكن الملف السوري أعيد إلى المربع الأول من البنود الخمسة التي أقرتها الجامعة العربية منذ أكثر من خمسة أشهر، وهي وقف العنف وإطلاق سراح المساجين والسماح بالتظاهر وإدخال الإعلام، واليوم تحاول روسيا أن تأخذ قراراً بتجريم الجماعات المسلحة داخل سوريا، والطلب من المعارضة في الخارج عدم تقديم الدعم لهذه الجماعات؛ خدمة لهؤلاء العملاء ومباركة لجهودهم وتفانيهم في العمالة!! بينما يصر عطوان على تلميع هؤلاء الخونة دون أي اعتبار لما يجري على أرض الواقع والتشبث بالمهاترات الكلامية لا أكثر!!
ولا بأس هنا أن نذكر لعطوان التهديد الأخير الذي صدر من قبل الصهاينة لحليفتهم إيران، بشان هجوم على مشروعهم النووي، وتناقلته وسائل الإعلام الأمريكية واليهودية والعربية منتصف شهر حزيران الماضي، حيث نقل تخوف مسئول سابق في الـ"سي سي إيه" من قيام إسرائيل يشن هجوم على إيران في أيلول القادم بهدف تدمير منشئاتها النووية، وزعم صاحب هذا التحذير بأن هذا التهديد حقيقي هذه المرة وفعلي وليس بخدعة جديدة من قبل "بنيامين نتياهو" الذي يستعد لشن الهجوم على الأرجح قبل تصويت الأمم المتحدة على عضوية الدولة الفلسطينية في أيلول المقبل وذلك بحسب المسئول الأمريكي، وكان الرد الإيراني عنيفا كرد اليوم، وهو نفس ما يحدث كل عام يا سيد عطوان من الكلام الفارغ والتهديد والوعيد، أيقظتك على هذا الواقع ثورة الشعب السوري البطل بداية ثورتهم، ثم عدت إلى ممارسة الخداع مقابل حفن الأموال التي تدفع لك، دون أي اعتبار لما يجري على أرض الواقع، وادعوك إذا بقي لديك شيء من الضمير لتحكمه، لعلك أن تدرك أن تهديد اليوم هو نفس تهديد الماضي، بل ونفس تهديد العشر سنوات الماضية، والذي سمعناه مئات المرات، والثورة السورية لن ترحم أحداً، وقد أسقطت الأقنعة جميعها.
----------
* ترينا بارسي، صاحب كتاب "حلف المصالح المشتركة.. التعاملات السرية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية" أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "جون هوبكينز"، ورئيس المجلس القومي الإيراني الأمريكي. ولد في إيران ونشأ في السويد وحصل على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية، ثم شهادة ماجستير ثانية في الاقتصاد من جامعة "ستوكهولم"، لينال فيما بعد شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة "جون هوبكينز" في رسالة عن العلاقات الإيرانية الإسرائيلية. وأهمية الكتاب تأتي من خلال كم المعلومات الدقيقة، والتي يُكشف عن بعضها للمرة الأولى، إضافة إلى كشف الكاتب لطبيعة العلاقات والاتصالات التي تجري بين إسرائيل وإيران وأمريكا خلف الكواليس، ويستند الكتاب إلى أكثر من 120 مقابلة مع مسئولين رسميين من هذه الدول الثلاثة، رفيعي المستوى ومن أصحاب صناعة القرار في بلدانهم، إضافة إلى العديد من الوثائق والتحليلات والمعلومات المعتبرة والخاصة فقرات مهمة من كتاب: حلف المصالح المشتركة
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: