احمد النعيمي - العراق / سوريا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5330 Ahmeeed_asd@hotmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
ما رأيت أكثر مراوغة ولا أتفه من هذا الأمير القطري، الذي يملأ الدنيا صراخاً في كل مرة يقترب بها انعقاد الجامعة العربية، ثم ما تلبث أن تخمدها ضجة الاجتماع، ومؤتمره الذي يعقده إلى جانب الأمين العام لهذه التفاهة، ولعشرات المرات – كما جرت العادة – يتمخض قرارهم بدعوة الأسد إلى الوقف الفوري لإطلاق النار وإعطائه مهلة جديدة لتنفيذ وقف القتل، حتى وإن تكررت هذه الدعوة إلى ما لانهاية.
وفي اجتماع هذا اليوم فقد أتى بالعجب العجاب، إذ كان يصرح بأن اللجنة قد فشلت وأن الملف السوري في طريقه إلى الأمم المتحدة، وتصريحات بأنهم قد يستعينوا بمراقبين من الأمم المتحدة لقلة خبرة المراقبين العرب، أخمدها بيانهم الختامي الذي جاء مغايراً تماماً، حيث تمت دعوة الحكومة السورية ومختلف الجماعات المسلحة إلى الوقف الفوري للعنف، والتوجه للمرة الألف إلى الجانب الأسدي بالوقف الفوري لإطلاق النار والسماح بالتظاهر السلمي، وتأكيد الأمير القطري على أن اللجنة لها وقت محدد يتم بعده إعلان نجاحها أو فشلها، بينما كان "الدابي" رئيس لجنة المراقبين العرب في تصريحه يكذب القطري، مؤكداً بان بعثة المراقبين العرب في سوريا قد بدأت للتو، وقد تستغرق فترة طويلة، معتبراً أن هناك تعاوناً كافياً من النظام السوري، وذلك في تصريح لصحيفة "اوبزرفر" البريطانية، مؤكداً: " أنه مستعد لمراقبة طويلة المدى للفصل الحالي الأكثر دموية من الربيع العربي، لأن مثل هذه المهمات تستغرق وقتا طويلاً" وكأن الدابي لم يرتوي من الدماء التي أراقها في السودان وما زال يستمتع بمقتل الخمسمائة شهيد سوري منذ دخول اللجنة الأراضي السورية، ويتطلع إلى مزيدا منها، فمهمته لم تبدأ بعد!!
وهو ما قلته في مقال سابق:" وستبقى هذه المهل تعطى لهذا النظام القاتل لكي يحقق حلمه بوأد ثورة أشجع شعوب العالم إطلاقاً، وبعد أن تبقى هذه المبادرة سنوات في حضن الجامعة يتم تحويلها إلى مجلس الظلم والعدوان الدولي ليأخذ بدوره كذلك عدة سنوات كمهل جديدة، وهكذا دواليك..!!" وقد حدث فقد كان اجتماع الوزراء هذه المرة ليس لوقف الدم السوري النازف، وإنما لإعطائه صكاً مفتوحاً للقتل، من خلال التأكيد على وجود عصابات مسلحة والإعلان عن وقت غير محدد للجنة المراقبة، ومساواة القاتل بالضحية، وهو نفس مبادرة الدب الروسي الذي قدمها منذ أيام إلى الأمم المتحدة!!
وأما إرادة الشعب السوري المعلنة في جمعتهم الماضية "إن تنصروا الله ينصركم" ودعوتهم لتدويل القضية السورية، فقد وقفت أمامها جامعة التفاهة العربية كما وقفت روسيا والصين من قبل في مجلس الأمم المتحدة، بل ووضعت هذه الجامعة نفسها عدواً ظاهراً للشعب السوري، ومشارك بالقتل بشكل مباشر، وضللت لجنة المراقبين الحقائق وكذبت الوقائع، ووضعت اللوم والقتل على النظام الأسدي والعصابات المسلحة، ليكون حال هذه الجامعة ومراقبيها حال المجرم الأسد والآيات في إيران والشياطين في حكومة العمالة في العراق وحزب الله في لبنان وروسيا والصين، عندما طرحوا قراراً كالقرار الروسي السابق ساووا فيه بين الجلاد والضحية، بالرغم من تصريحات عدد من المراقبين العرب الشرفاء أمثال "أنور مالك" الذي أعلن من حمص بأن القتل لم يتوقف داخل المدينة، والجثث مشوهة بشكل لا يمكن أن يصدقه عقل، فأغلقت صفحته على "الفيس بوك" بينما يزعم بعض من المعوقين فكرياً بأن "الفيس بوك" أداة يهودية وجدت لتحريك الشارع العربي، حتى وإن اظهر الواقع أنها وجدت لدعم الأنظمة المتساقطة، وملاحقة صفحات الثورات وإغلاقها ما أمكن!!
والأغرب: أنه وبتوقيت هذا القرار الذي خرجت به جامعة التفاهة العربية بناء على نتائج بعثة المراقبة؛ كان كبير مفتشي الجهاز المركزي للرقابة المالية بمجلس الوزراء السوري " محمود سليمان حاج حمد" قد وصل إلى القاهرة وعقد عدة مؤتمرات ولقاءات أكد فيها بأن الشعب السوري يعيش في سجن كبير وقيد الاعتقال داخل سوريا، وأن:" نحو 80% من الجهاز الحكومي السوري ضد بشار ويتمنون الانشقاق، لكنهم قيد الاعتقال بسبب الملاحقات الأمنية الشديدة لهم" ومن خلال منصبه اثبت تدخل إيران والعراق في سوريا بقوله: " النظام الإيراني ينفق أموالاً طائلة لدمشق عبر طائرات إيرانية تحط في مطار دمشق محملة بملايين الدولارات الأمريكية، لتعويض الخسائر الاقتصادية للنظام السوري، ومساعدات وإعانات أخرى يقدمها العراق له" وعن خوف حكومة الأسد المجرمة تحدث الحاج احمد بأن: " النظام السوري لا يحسب حساب للجامعة العربية، ولا يعير بعثة المراقبين أي اهتمام، وهناك رعب في أروقة الحكم من قرار أممي بخصوص سوريا، لكنهم يعتقدون أن روسيا ستمنع ذلك، دعني اقل لك إن حاويات القمامة في دمشق مكتوب عليها الجامعة العربية" ولن يخاف النظام السوري وصول الأمر إلى الأمم المتحدة ما دام أن جامعة التافهة قد تحولت دباً روسياً، حتى وأن مسح المجرم الأسد بكرامتها الأرض، وجعل منها شريكاً رسمياً بقتل الشعب السوري، وحاجات أخرى.
ولذا أيها الشعب السوري – البطل الصامد– الذي توكل على الله، وكان حاله كحال صاحب أرض كان يقوم على الاهتمام بها وزراعتها، فيحوم حوله اللصوص يحاولون مقاسمته ما زرع أو إلحاق الضرر بزرعه، تارة بترك دوابهم تعيث بأرضه، وتارة بسرقة جزء من زرعه، وعندما يعود إلى بيته مهموماً حزيناً تطلب منه زوجته بأن يرفع دعوى ضدهم، فيخرج هذا الرجل الصابر إلى طرف أرضه، ويرفع دعوته إلى خالق السموات والأرض بأن يكفينهم بما شاء، ويعود إلى بيته مطمئناً زوجته بأنه قد رفع الدعوة ضدهم، إلى ملك الملوك الجلال والإكرام، فما خيب الله دعائه ولم يرده فارغاً، وبعد كل تربص به وتخريب لأرضه كان الزرع يخرج أكثر وفرة، ويزداد في كل موسم غناً، حتى وصل الأمر بأحدهم إلى أن ينصح هؤلاء اللصوص بأن يكفوا عن مضايقته، لأنهم كلما ضايقوه كلما قهرهم وأغمهم وازداد رزقاً وامتلأ خيراً؛ يكفينا أن يكون الله معنا ويكفينا أنه كلما ازداد ضغطهم علينا كلما ازددنا لجوءا إلى الله، وكلما قتلوا منا كلما ازددنا رفعة وإصرارا على الصمود وعزيمة على المقاومة، وكلما مكروا بنا وتآمروا علينا فضحهم الله واخزاهم وأذلهم، ففـُضحت الخونة وعُريت القتلة، وصاروا يتخبطون كالذي يصارع سكرات الموت، قبل أن يحيق بهم سوء العذاب، وتكون عليهم حسرة ثم يغلبون، ومن كان الله مولاه فهو نعم المولى ونعم النصير، والعاقبة للمتقين.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: