البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

السلفيون وصكوك الغفران

كاتب المقال عبدالرحمن الجميعان   
 المشاهدات: 5123



حديثي اليوم عن « السلفية» و « السلفيين» لا يعني كل من ينتمي إلى هذا اللفظ، مع هلاميته، بل حول فئة من ظاهرة التشرذم السلفي التي منيت بها الحركة بعامة، وفي الكويت بخاصة. فـ « السلفية» لم تظهر كمصطلح محدد، أو تيارا من تيارات التغيير في الأمة، إلا بعد سبعينيات القرن المنصرم، وكانت قبل هذا شتاتا متفرقا، لا يلمه شعار واحد ولا فكر موحد.

نعم! كانت « السلفية» تعني فقط الرجوع إلى فهم القرون الثلاثة المفضلة في الفهم العام للدين، وخاصة ما يتصل بالعقيدة والإيمان، ثم تأصل هذا المفهوم على يد المجدد السلفي ابن تيمية رحمه الله ومدرسته، التي تمثلت في ابن القيم وابن كثير والذهبي وغيرهم من علماء الأمة، والتي كان الغرض منها صد الهجمات الفلسفية والبدعية والمذهبية، التي قدمت وتأصلت في تاريخ وتراث الأمة.

هذه المدرسة التاريخية، برزت كأقوى مدرسة مدافعة ومؤصلة للفقه الإسلامي العام، وإعادة تأسيس الأسس وتأصيل الأصول، فيما يتعلق بفهم النص، والنزوع إلى فهم السلف، وفقا لما كان عليه أهل الإسلام وعلماؤه في القرون الثلاثة الأولى. لكنها، كواحدة من ذوات الجذور في الصراع، أو رافدا من روافد الأمة على المستوى السياسي والعقدي، ركدت إلى أن ظهرت مدرسة الألباني وابن باز وابن عثيمين وهيئة كبار العلماء .. هؤلاء الذين اعتبر البعض ظهورهم ضدا على فتاوى الأزهر والعلماء، ذوي السلطان!

وفي الكويت، لم يظهر مصطلح « السلفية»، واقعا فكريا ودينيا واجتماعيا، إلا، تقريبا، بعد سبعينيات القرن العشرين، حيث تجمع بعض الشباب، في بعض مناطق البلد، وبدؤوا بالدعوة، التي ناهضوا بها دعوة الإخوان المسلمين في الدولة. ثم تطورت الحركة إلى أن أضحت كيانا اجتماعيا، له ثقله الفكري والتنظيمي، بل والسياسي لاحقا. وكل ذلك حصل بفضل الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق الذي دخل رحاب المنظومة، ووضع الأسس الفكرية والعقدية الدعوية لها، مما مكنها من التواصل والاستمرار، والاندفاع للتشكيل التنظيمي القريب، نسبيا، من تنظيم الإخوان.

هذا الكيان السلفي، الذي لولا الشيخ عبدالخالق، لظل « قطيعا» لا راعي له، و لظل مجموعة غارقة في كتب التراث، ممن لم يتربَّ على أيدي العلماء والمفكرين. لكنَّ الرجل أعاد التشكيل، وأعطى قوة لهذا « القطيع» كي ينتظم ويندفع، ويواجه أي تنظيم أو فكر ، بناء على الأسس العامة، والقراءات التي وضعها الشيخ لهم.

ونظرا لقلة التربية و الفهم ومحدودية الوعي .. ولوجود فئة نخبوية داخل هذا التيار، من خريجي الجامعات الإسلامية، وممن تفقهوا على أيدي علماء مثل ابن باز وبن عثيمين، رحمهما الله، بدأت الحركة والتنظيم بالانشقاق الكبير، و تكونت عدة جبهات ضد الجبهة الأمة، ولا تزال!

لكن الفكر السلفي، لاسيما بعد الحرب على المنظر والفاعل التنظيمي، الشيخ عبدالخالق، اتسم بعدم احترام الآخرين، وتجهيل العلماء أو المفكرين، حيث شرعت مجموعات منه بتصيد الزلات والأخطاء الفكرية، التي وقع فيها حسن البنا، وسيد قطب، وسفر الحوالي وغيرهم، ونظمت حربها المعلنة عليهم، حتى وصل الأمر ببعضهم إلى توجيه الاتهام لهؤلاء العلماء وغيرهم بتوصيفهم أذيالا للاستعمار ورُكَبا للصهيونية العالمية. وتبعا لذلك صارت السلفية، بعرف المتربصين منهم، حكرا على كل من يدين لهم بالولاء والخضوع التام لأفكارهم وطروحاتهم وفتاواهم، دون حوار أو نقاش. ولعلها من المفارقات الطريفة أن يغدو معلمهم الأول، الشيخ عبدالخالق، أول من يصطلي بنارهم، وإلى يومنا هذا لا تزال سهام الطائشين منهم، أغرار الأمس ومدعي علم اليوم، يرمونه عن قوس واحدة، دون تقدير أو احترام، بل ويؤلبون عليه السلطة.

وأزيد من ذلك، فقد ظهر من بين هؤلاء، من يوزع صكوك الغفران على الآخرين .. فهذا سلفي، وذاك إخواني وهذا رافضي، وذاك خارجي!!! فمن يلمح أو ينتقد أو يصرح بدعوة ما، بحق أي مسئول في الحكومة، فهو خارجي، بل وصل الأمر بالمتطرفين منهم، وفي مجالسهم الخاصة، إلى اعتبار الحسين رضي الله عنه « خارجيا»، لأنه ظهر على إمام زمانه!!!! وادعى أحدهم بعدم جواز مقاطعة اليهود إبان الهجوم اليهودي على غزة، وحجتهم فيما يدعون أن لولاة الأمر عندهم معاهدات معهم!!! خبال في صورة تأليف، وكفر في صورة إيمان!

لا يجادلن أحد، في أن هؤلاء، وأمثالهم، باتوا من أجهل الناس بفقه السلف، وأبعدهم عن فهم النصوص .. وما هم إلا مجموعة متآمرة على الأمة، وعلى المسلمين، والطابور الخامس الذي ينخر جسد الأمة .. ولقاء ما يصبغونه على ولاة الأمر من العصمة والتبجيل والتقدير، دون مراعاة للشريعة أو احترام للدين، فقد صاروا أكبر معيق في تقدمها وانعتاقها ونهضتها .. وهكذا فقد باتت حربهم واجبة شرعا، وفضحهم صار أمرا لا مندوحة عنه.

----------
عبدالرحمن الجميعان
المنسق العام لمنتدى المفكرين المسلمين


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

السلفية، الكويت، التكفير، الإمعية، فقهاء السلطان،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-11-2011   www.almaqreze.net

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أنس الشابي، علي الكاش، د- هاني ابوالفتوح، أحمد الحباسي، أ.د. مصطفى رجب، د. صلاح عودة الله ، سامر أبو رمان ، د - الضاوي خوالدية، كريم السليتي، محمد يحي، منجي باكير، د. مصطفى يوسف اللداوي، صباح الموسوي ، عبد الغني مزوز، فتحي العابد، مصطفي زهران، طلال قسومي، حميدة الطيلوش، د. أحمد محمد سليمان، سامح لطف الله، عبد العزيز كحيل، الناصر الرقيق، د. عبد الآله المالكي، د - عادل رضا، رافع القارصي، طارق خفاجي، حاتم الصولي، د- محمد رحال، أحمد بوادي، مصطفى منيغ، د - مصطفى فهمي، تونسي، المولدي الفرجاني، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سلوى المغربي، عواطف منصور، د. عادل محمد عايش الأسطل، صفاء العربي، خالد الجاف ، العادل السمعلي، وائل بنجدو، سلام الشماع، د- جابر قميحة، يحيي البوليني، إيمى الأشقر، نادية سعد، الهادي المثلوثي، أحمد ملحم، د- محمود علي عريقات، سليمان أحمد أبو ستة، سيد السباعي، محمد شمام ، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمود طرشوبي، صلاح المختار، بيلسان قيصر، ضحى عبد الرحمن، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد الطرابلسي، مجدى داود، جاسم الرصيف، رشيد السيد أحمد، د. خالد الطراولي ، رضا الدبّابي، د. أحمد بشير، فتحـي قاره بيبـان، صالح النعامي ، صلاح الحريري، فتحي الزغل، سعود السبعاني، محمد الياسين، د - محمد بن موسى الشريف ، حسن الطرابلسي، أبو سمية، عبد الله زيدان، د - شاكر الحوكي ، د. طارق عبد الحليم، يزيد بن الحسين، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمود سلطان، رمضان حينوني، ماهر عدنان قنديل، د - صالح المازقي، عزيز العرباوي، عراق المطيري، صفاء العراقي، فوزي مسعود ، عمار غيلوفي، مراد قميزة، عبد الرزاق قيراط ، د.محمد فتحي عبد العال، محمد العيادي، محمد عمر غرس الله، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد أحمد عزوز، المولدي اليوسفي، إسراء أبو رمان، محمد علي العقربي، علي عبد العال، أشرف إبراهيم حجاج، د - محمد بنيعيش، خبَّاب بن مروان الحمد، عبد الله الفقير، ياسين أحمد، د - المنجي الكعبي، حسن عثمان، أحمد النعيمي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محرر "بوابتي"، عمر غازي، رافد العزاوي، الهيثم زعفان، كريم فارق، سفيان عبد الكافي، فهمي شراب، محمد اسعد بيوض التميمي، إياد محمود حسين ، محمود فاروق سيد شعبان،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز