البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

السلفيون وصكوك الغفران

كاتب المقال عبدالرحمن الجميعان   
 المشاهدات: 4765



حديثي اليوم عن « السلفية» و « السلفيين» لا يعني كل من ينتمي إلى هذا اللفظ، مع هلاميته، بل حول فئة من ظاهرة التشرذم السلفي التي منيت بها الحركة بعامة، وفي الكويت بخاصة. فـ « السلفية» لم تظهر كمصطلح محدد، أو تيارا من تيارات التغيير في الأمة، إلا بعد سبعينيات القرن المنصرم، وكانت قبل هذا شتاتا متفرقا، لا يلمه شعار واحد ولا فكر موحد.

نعم! كانت « السلفية» تعني فقط الرجوع إلى فهم القرون الثلاثة المفضلة في الفهم العام للدين، وخاصة ما يتصل بالعقيدة والإيمان، ثم تأصل هذا المفهوم على يد المجدد السلفي ابن تيمية رحمه الله ومدرسته، التي تمثلت في ابن القيم وابن كثير والذهبي وغيرهم من علماء الأمة، والتي كان الغرض منها صد الهجمات الفلسفية والبدعية والمذهبية، التي قدمت وتأصلت في تاريخ وتراث الأمة.

هذه المدرسة التاريخية، برزت كأقوى مدرسة مدافعة ومؤصلة للفقه الإسلامي العام، وإعادة تأسيس الأسس وتأصيل الأصول، فيما يتعلق بفهم النص، والنزوع إلى فهم السلف، وفقا لما كان عليه أهل الإسلام وعلماؤه في القرون الثلاثة الأولى. لكنها، كواحدة من ذوات الجذور في الصراع، أو رافدا من روافد الأمة على المستوى السياسي والعقدي، ركدت إلى أن ظهرت مدرسة الألباني وابن باز وابن عثيمين وهيئة كبار العلماء .. هؤلاء الذين اعتبر البعض ظهورهم ضدا على فتاوى الأزهر والعلماء، ذوي السلطان!

وفي الكويت، لم يظهر مصطلح « السلفية»، واقعا فكريا ودينيا واجتماعيا، إلا، تقريبا، بعد سبعينيات القرن العشرين، حيث تجمع بعض الشباب، في بعض مناطق البلد، وبدؤوا بالدعوة، التي ناهضوا بها دعوة الإخوان المسلمين في الدولة. ثم تطورت الحركة إلى أن أضحت كيانا اجتماعيا، له ثقله الفكري والتنظيمي، بل والسياسي لاحقا. وكل ذلك حصل بفضل الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق الذي دخل رحاب المنظومة، ووضع الأسس الفكرية والعقدية الدعوية لها، مما مكنها من التواصل والاستمرار، والاندفاع للتشكيل التنظيمي القريب، نسبيا، من تنظيم الإخوان.

هذا الكيان السلفي، الذي لولا الشيخ عبدالخالق، لظل « قطيعا» لا راعي له، و لظل مجموعة غارقة في كتب التراث، ممن لم يتربَّ على أيدي العلماء والمفكرين. لكنَّ الرجل أعاد التشكيل، وأعطى قوة لهذا « القطيع» كي ينتظم ويندفع، ويواجه أي تنظيم أو فكر ، بناء على الأسس العامة، والقراءات التي وضعها الشيخ لهم.

ونظرا لقلة التربية و الفهم ومحدودية الوعي .. ولوجود فئة نخبوية داخل هذا التيار، من خريجي الجامعات الإسلامية، وممن تفقهوا على أيدي علماء مثل ابن باز وبن عثيمين، رحمهما الله، بدأت الحركة والتنظيم بالانشقاق الكبير، و تكونت عدة جبهات ضد الجبهة الأمة، ولا تزال!

لكن الفكر السلفي، لاسيما بعد الحرب على المنظر والفاعل التنظيمي، الشيخ عبدالخالق، اتسم بعدم احترام الآخرين، وتجهيل العلماء أو المفكرين، حيث شرعت مجموعات منه بتصيد الزلات والأخطاء الفكرية، التي وقع فيها حسن البنا، وسيد قطب، وسفر الحوالي وغيرهم، ونظمت حربها المعلنة عليهم، حتى وصل الأمر ببعضهم إلى توجيه الاتهام لهؤلاء العلماء وغيرهم بتوصيفهم أذيالا للاستعمار ورُكَبا للصهيونية العالمية. وتبعا لذلك صارت السلفية، بعرف المتربصين منهم، حكرا على كل من يدين لهم بالولاء والخضوع التام لأفكارهم وطروحاتهم وفتاواهم، دون حوار أو نقاش. ولعلها من المفارقات الطريفة أن يغدو معلمهم الأول، الشيخ عبدالخالق، أول من يصطلي بنارهم، وإلى يومنا هذا لا تزال سهام الطائشين منهم، أغرار الأمس ومدعي علم اليوم، يرمونه عن قوس واحدة، دون تقدير أو احترام، بل ويؤلبون عليه السلطة.

وأزيد من ذلك، فقد ظهر من بين هؤلاء، من يوزع صكوك الغفران على الآخرين .. فهذا سلفي، وذاك إخواني وهذا رافضي، وذاك خارجي!!! فمن يلمح أو ينتقد أو يصرح بدعوة ما، بحق أي مسئول في الحكومة، فهو خارجي، بل وصل الأمر بالمتطرفين منهم، وفي مجالسهم الخاصة، إلى اعتبار الحسين رضي الله عنه « خارجيا»، لأنه ظهر على إمام زمانه!!!! وادعى أحدهم بعدم جواز مقاطعة اليهود إبان الهجوم اليهودي على غزة، وحجتهم فيما يدعون أن لولاة الأمر عندهم معاهدات معهم!!! خبال في صورة تأليف، وكفر في صورة إيمان!

لا يجادلن أحد، في أن هؤلاء، وأمثالهم، باتوا من أجهل الناس بفقه السلف، وأبعدهم عن فهم النصوص .. وما هم إلا مجموعة متآمرة على الأمة، وعلى المسلمين، والطابور الخامس الذي ينخر جسد الأمة .. ولقاء ما يصبغونه على ولاة الأمر من العصمة والتبجيل والتقدير، دون مراعاة للشريعة أو احترام للدين، فقد صاروا أكبر معيق في تقدمها وانعتاقها ونهضتها .. وهكذا فقد باتت حربهم واجبة شرعا، وفضحهم صار أمرا لا مندوحة عنه.

----------
عبدالرحمن الجميعان
المنسق العام لمنتدى المفكرين المسلمين


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

السلفية، الكويت، التكفير، الإمعية، فقهاء السلطان،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-11-2011   www.almaqreze.net

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. خالد الطراولي ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. عبد الآله المالكي، د.محمد فتحي عبد العال، رافع القارصي، د- محمد رحال، صلاح الحريري، أحمد ملحم، محمد شمام ، محمد أحمد عزوز، عمر غازي، د - مصطفى فهمي، د - عادل رضا، د - محمد بن موسى الشريف ، د - الضاوي خوالدية، محمد يحي، مصطفي زهران، عزيز العرباوي، يزيد بن الحسين، رمضان حينوني، رحاب اسعد بيوض التميمي، ياسين أحمد، عراق المطيري، إيمى الأشقر، الهادي المثلوثي، سامر أبو رمان ، محمود سلطان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد الياسين، تونسي، عبد الله زيدان، حاتم الصولي، حسن الطرابلسي، حسن عثمان، د. أحمد بشير، صالح النعامي ، د - صالح المازقي، ماهر عدنان قنديل، منجي باكير، سامح لطف الله، فوزي مسعود ، سلوى المغربي، صلاح المختار، فتحـي قاره بيبـان، كريم السليتي، أحمد الحباسي، علي الكاش، سفيان عبد الكافي، طلال قسومي، خالد الجاف ، أحمد النعيمي، صفاء العربي، جاسم الرصيف، وائل بنجدو، د. أحمد محمد سليمان، أنس الشابي، مراد قميزة، عواطف منصور، يحيي البوليني، صفاء العراقي، سليمان أحمد أبو ستة، عبد الله الفقير، حميدة الطيلوش، محمد العيادي، د. عادل محمد عايش الأسطل، سلام الشماع، الهيثم زعفان، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. طارق عبد الحليم، إسراء أبو رمان، فتحي الزغل، فتحي العابد، مجدى داود، العادل السمعلي، عمار غيلوفي، خبَّاب بن مروان الحمد، رشيد السيد أحمد، محمود فاروق سيد شعبان، إياد محمود حسين ، صباح الموسوي ، ضحى عبد الرحمن، فهمي شراب، نادية سعد، محمد الطرابلسي، مصطفى منيغ، محمد اسعد بيوض التميمي، د - محمد بنيعيش، كريم فارق، د - المنجي الكعبي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، الناصر الرقيق، أحمد بوادي، أبو سمية، د- جابر قميحة، سعود السبعاني، عبد الغني مزوز، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الرزاق قيراط ، د- محمود علي عريقات، المولدي الفرجاني، رافد العزاوي، علي عبد العال، محمد عمر غرس الله، أ.د. مصطفى رجب، د- هاني ابوالفتوح، أشرف إبراهيم حجاج، رضا الدبّابي، د - شاكر الحوكي ، سيد السباعي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. صلاح عودة الله ، محمود طرشوبي، محرر "بوابتي"،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة