احمد النعيمي
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5272 Ahmeeed_asd@hotmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
مع انطلاق الثورة السورية تمت دعوة الأسد إلى الإصلاح وإحداث تغيير جذري في البلد التي حكمتها هذه العائلة بالقمع والبطش طيلة خمسة عقود من الزمن، ولكن هذه الدعوات جوبهت من جديد من قبل فرعون دمشق بالقتل وإزهاق الأرواح، كان نتيجته سقوط أكثر من أربعة ألاف شهيد وعشرات الآلاف من المعتقلين طيلة شهود الثورة الثمانية، مما أدى إلى اجتماع كلمة الشارع المنتفض على رحيل هذا السفاح والمطالبة بإعدامه، ولعدم تمكن المعارضة في الخارج من التوحد وتركهم الشعب السوري نهباً للذبح والقتل، قام الشارع السوري بتوجيه رسائل تحذيرية لهذه المعارضات بأن تجمع كلمتها وتوحد صفها وتترك خلافاتها، وإلا فإن الشعب السوري سيعمل على فضحهم كما فضح النظام الأسدي القاتل، شريطة أن يكون مطلبهم الأساس رحيل الأسد، وتحويل سوريا إلى دولة مؤسسات لا أن تكون مزرعة لفرد.
الأمر الذي سرع بإنشاء مجلس عرف بالمجلس الوطني السوري جمع أطياف كبيرة من المعارضة السورية، ومثل ما نسبته ثمانون بالمائة من هذه المعارضات، وقيامه على بندين أساسين وهما سقوط النظام الأسدي من رأسه إلى أساسه وعدم الحوار مع هذا النظام الساقط الشرعية، فكان رد الشارع السوري الذي أعلن فرحته بولادة هذا المجلس الذي يمثل مطالبه ويلبي رغباته أن أعلن عن موافقته لهذا المجلس وأنه الممثل الوحيد للثورة السورية في جمعة أطلقوا عليها "جمعة المجلس الوطني يمثلني" ليتحد الثوار داخل سوريا مع اغلب أطياف المعارضة ويجمعوا على إسقاط هذا النظام القاتل والمجرم.
مما دفع الجامعة العربية إلى الانعقاد، بعد أن كان نبيل العربي يتاجر بدماء السوريين ويدعوهم إلى تحمل القتل لأن ربهم بشار الأسد وافق على إجراء انتخابات رئاسية مطلع عام 2014م؛ فانعقدت الجامعة العربية يوم الأحد السادس عشر من تشرين الأول لتعطي مهلة جديدة للأسد مدتها خمسة عشرة يوماً، ليوقع مزيداً من الضحايا، ثم جددت المهلة خمسة عشرة يوماً أخرى بعد اجتماع الجامعة يوم الأربعاء الثاني من تشرين الثاني والتي أعلن فيها موافقة الأسد على المبادرة العربية التي تنص على وقف القتل فوراً وسحب الجيش من المدن وإطلاق سراح المعتقلين وإدخال الإعلام إلى سوريا، ولعدم التزام الأسد مجدداً بما تعهد به ولاستمراره بقصف المدن السورية في حمص وحماة وادلب ومواصلة قتله للمتظاهرين أعلنت الجامعة عن اجتماع طارئ سيعقد يوم السبت المقبل، وسط تأكيدهم أن بشار الأسد لم يطبق أي شرط من شروط المبادرة.
كل هذا في الوقت الذي لا زال فيه العربي يستقبل موفدين من قبل الأسد، وهم يدعون أنهم معارضون لنظامه، بينما هم في الحقيقة محسوبون على النظام ويدعون لبقائه على سدة الحكم بأي شكل من الأشكال دون أي اعتبار للدماء التي سفكها، ومحاولتهم هم والقاتل العربي الإيهام بأن المعارضة منقسمة وليست متفقة، متجاهلين مطالب الشعب السوري النازف دمه والداعي لمحاكمة المجرم الأسد وإسقاط نظامه، مما دفع الشارع السوري إلى إعلان براءته من هؤلاء الذين يدعون أنهم يمثلون الشعب السوري، وذلك باللافتات التي رفعوها في مظاهرتهم في كل المدن السورية وهي تعلن براءتهم من هؤلاء وأنهم لا يمثلونهم، ورشقهم لهم بالبيض أمام مقر الجامعة العربية ومنع عدد كبير منهم من دخولها.
مما دفع "احمد الحاج علي" بوق الأسد في مقابلة مع قناة "البي بي سي" البريطانية إلى أن يصف هؤلاء بالهمج وقطاع الطرق، وتأسف العربي عما حدث للوفد، دون أي التفات إلى إجرام الأسد الذي لا زال إلى هذه اللحظة يقصف باب عمرو والمدن السورية المختلفة، ويضحي بأكثر من مئة سوري في عيد الأضحى، ولكن الشعب السوري كان ذكياً وصابراً وصامداً، فعمل على فضح العربي واثبات مشاركته في قتلهم، عندما قام بتسمية هذه الجمعة "بجمعة تجميد العضوية" ناسفاً أوهام العربي وفاضحاً لحقيقة أذناب الأسد، ومؤكداً أن المجلس الوطني السوري هو الوحيد الممثل الشرعي لهم، وأن من اجتمع بهم العربي يمثلون الأسد فقط، وإن ادعوا أنهم معارضة.
فإذا كان العربي ظن بأنه يستطيع أن يستخف بعقولنا مقابل أموال تدفع له، وإعطاء مزيد من الفرص للنظام المجرم بالإيهام بأن المعارضة مختلفة، حتى وإن وصل به الأمر إلى أن يستقبل أعوان الأسد بحجة أنهم معارضة، فإن الشارع السوري والمجلس الوطني قد عروه تماماً مؤكدين اتفاقهم على أمر واحد وهو إسقاط النظام المجرم.
فمن هؤلاء الذين التقيتهم يا نبيل العربي؟! ولماذا التقيتهم والأسد قد نكث بكل عهوده تجاه المبادرة العربية؟! وهو سؤال لن يجيب عليه القاتل المأجور العربي، ولن يجيب عليه إلى ما سيسفر عن الاجتماع الطارئ من قرارات.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: