احمد النعيمي
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6911 Ahmeeed_asd@hotmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
في اقل من أسبوع واحد كشفت دول الصمود والمقاومة المزعومة عن أكاذيبها في ادعاء العداء للغرب ولليهود، وأكدت التحالف الوثيق القائم مع هذه الدول، من خلال خطابين؛ الأول: وجهه الأسد عبر صحيفة "صنداي تلغراف" يوم الثلاثاء الماضي محذراً إياهم بأنه إذا سقط نظامه فإن المنطقة ستتحول إلى افغانستانات كثيرة من شانها أن تحول المنطقة إلى زلزال يحرق أخضرها ويابسها، في تجسيد صريح لما سبق وصرح به ابن خال الأسد "رامي مخلوف" بان أمن سوريا من أمن إسرائيل. ولم يتأخر الغرب في فهم رسالة الأسد حيث صرح الأمين العام لحلف الناتو "اندريس فوغ راسموسن" بأنه لن يكون هناك حظر جوي على سوريا وذلك على خلفية حديث الأسد عن زلزال يحرق المنطقة.
والخطاب الثاني: صرخة تحذيرية وجهتها إيران إلى الغرب واليهود، كما جاء على لسان اللواء "حسن فيروز آبادي" رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية في تصريحات نقلتها وكالة "أسنا" الإيرانية، بأن النظام الأسدي يمثل الخط الأمامي لمحور المقاومة والممانعة ضد الاحتلال الصهيوني، وفي حال سقوطه: " سينتفض المسلمون جميعاً وبالتالي ستزول الولايات المتحدة الأمريكية ويزول الكيان الصهيوني معها" وهو توضيح لماهية الزلزال الذي قصده الأسد، والذي عمي على الكثير فلم يستطع أن يفهم من كلام الأسد بأنه صرخة تحذيرية، وإنما ذهب إلى أنه تهديد من قبل الأسد للغرب.
وفي هذا الخطاب الأخير دلالات كثيرة حتى وأن بدا ظاهرياً أنه يريد أن يقول بأنه إذا سقط الأسد فإن الشعوب الإسلامية ستنتقم وتزيل اليهود وأمريكا، ولكن المتأمل به بشكل دقيق يجد أن هذا الخطاب إنما هو تحذير موجه للغرب، ولليهود خصوصاً، بأنه إذا سقط الأسد فإن أنظمتهم ستزول كذلك!! وإلا لو كانت إيران تزعم أنها عدوة للغرب واليهود، فلا يمكن لعاقل أن يصدق أن تطلق إيران صرخة تحذيرية تخوفهم بها من سقوط الأسد، وإنما كان الأصل بإيران أن تقف إلى جانب الشعب السوري وتدعمه في ثورته كما دعمت ثورة تونس ومصر ولو الكلام فقط، لأنها في هذا التصريح تؤكد أن الأسد عقبة كئود في إزالة نظام اليهود، وأنه حارس أمين لحدود الصهاينة طيلة عقودهم الأربعة في حكم سوريا، منع الشعوب الإسلامية من إزالة اليهود من أرض فلسطين، فعلام يخاف الولي الفقيه من زوال نظام الأسد واليهود؟! إلا إذا كان هذا الولي جزءاً من هذا النظام الذي سيزول كذلك، وهو ما قصده الأسد بأن دول المنقطة ستتحول إلى افغانستانات كثيرة ستعمل على الإطاحة بحراس حدود الصهاينة ومن ثم ستوثر بشكل مباشر على أمن الصهاينة ومن ثم زوالهم، ومن معهم من حراس لحدودهم.
ومن فمهم ندينهم ونثبت أن الولي الفقيه مدعي وكاذب في وجود عداء بينه وبين اليهود، وليست فضيحة "عوفر كيت" منا ببعيد، والتي كُشف النقاب عنها بداية هذا العام وأكدت تعاوناً تجارياً وثيقاً بين الولي الفقيه وبين مئتي شركة يهودية تزود إيران بالسلع بدءاً من البرتقال إلى مواد يحتاجها المشروع النووي الإيراني، وهذه التصريحات الجديدة للولي الفقيه وحلفائه كشفت أوراقهم جميعاً، وأوضحت بأن هذه الدول أحست بزوال أنظمتها، فما عاد يهمها قيل عنها صمود أم عمالة، بقدر ما يهمها أن ترسل تحذيراً تلو الآخر إلى حلفائها من الغرب واليهود، مفاده: "أننا لن نستطيع بعد اليوم أن نثبت أمام ثورات الشعوب الإسلامية، وإذا لم تمدوا لنا يد العون، فإن نهايتنا ستكون واحدة" ويكاد المريب أن يقول خذوني.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: