احمد النعيمي
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7317 Ahmeeed_asd@hotmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
في أول خطاب ظهر به سيف الإسلام القذافي بعد انطلاق شرارة الثورة الليبية بدءاه مهدداً الشعب الليبي وموجها إنذاراً إلى الغرب بأن زوال القذافي – العميل البريطاني الأمريكي– سيوصل إلى حكم ليبيا إسلاميون بعيدون عن التبعية للغرب، ومعطياً ضوءً أخضر للغرب بالتحرك لاستعمار ليبيا، بقوله: " هل فكرتوا بأن أمريكا وحلف الأطلسي والولايات المتحدة ستقبل بإمارات، في يومين صار عندنا إمارتين، أنا أبشركم جاءتكم الأساطيل الأمريكية والأوروبية وسيحتلونكم عنوة" كما فعل مبارك من قبل وأرسل إلى الصهاينة أن يستلموا معبر رفح خوفا من أن تتسلمه حركة حماس وذلك أثناء حرب غزة الأخيرة، ولكن فال سيف الإسلام خاب، وسقط عميل للغرب وقتل كجرذ حقير، وسلم الله ليبيا من أي تدخل غربي بإعلان حلف الناتو إنهاء مهامه في ليبيا، واستلام حكومة انتقالية اختارها الشعب الليبي بشكل مؤقت لحين تشكيل حكومة تمثل الشعب الليبي وتعبر عنه، بعد سقوط الديكتاتور القذافي.
ومن عدة أسابيع نشر موقع "فارس " الإيراني نقلا عن مسئول عربي رفيع لم تذكر اسمه، بأن الأسد التقى وزير خارجية تركيا "اوغلو" أثناء زيارته الأخيرة لدمشق، وأعلن أمامه: " إننا لا نحتاج لأكثر من ست ساعات حتى نشعل الشرق الأوسط إذا ما أطلق أي صاروخ على سوريا، وإن حزب الله سيهاجم إسرائيل، وإيران ستهاجم السفن والبوارج الغربية في الخليج" ولكن الرد الصهيوني على هذا التهديد جاء فوراً وأعلن أنه في حال تعرضت تل أبيب لأي عدوان، فإنه سيتم تدمير دمشق وبيروت وطهران، مما دفع الخارجية السورية في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا" لتؤكد بأن ما نشر على قناة فارس الإيرانية عار عن الصحة، بل وذهب به الخوف إلى اعتبار حليفته إيران وما نشرته على موقعها كان مجرد اختلاق وتضليل: " تلجا إليه بعض الجهات الإعلامية والذي يبرز مدى شراسة الحملة المعادية التي تشن على سوريا، ولن ينجح في التأثير على صحة وحكمة المواقف السورية".
ولم تكد تمضي أيام على هذا النفي والتكذيب للتهديد السابق، إلا وعاد الأسد من جديد ليثبت أنه ليس كذاب أشر وحسب، بل ليؤكد أنه جبان ورعديد، ترك تهديد الغرب والصهاينة بعد أن استمع لردهم بحرق مدينة دمشق، ليحذرهم من الخطر الذي ينتظرهم بعد سقوطه، نافياً أن يكون لديه أية نية في مسح "تل أبيب" عن الخارطة، فضلا على أن يكون لدى إيران أي مخطط للهجوم على بوارج في الخليج.
فكانت رسالته التي وجهها للغرب في تصريح لصحيفة " صنداي تلغراف" مفادها أن سوريا ليست كتونس أو مصر أو ليبيا وذلك لقربها من حدود الصهاينة، وأن المعركة القائمة بين شعب أعزل ونظام قاتل مجرم، ذهب بها الأسد إلى حرب بين الإسلاميين والحكام القوميين الخونة – حراس حدود الصهاينة– بل وذهب إلى ابعد مما ذهب إليه سيف الإسلام، فقال محذراً الغرب بأنه في حال شن هجوما على سوريا وسقط نظامه فإن المنطقة ستتحول إلى زلزال يحرق كل شيء، فهم منه – بعض السذج– بأنه تهديد للغرب، ولكنه في الحقيقة أراد بربطه بين التحذير من أن سوريا تواجه إرهاباً إخوانياً وبين اشتعال المنطقة بزلزال يحرق الأخضر واليابس، أن يرسل صرخة تحذيرية يريد لها أن تصل إلى الغرب بأنه في حال سقط نظامه فإن سوريا ستتحول إلى أفغانستان جديدة، بل وستنشطر الدول كلها إلى افغانستانات كثيرة، أي أن الأسد لن يكون هو الزلزال الذي سيشعل المنطقة، ولكن الزلزال سيكون عصابات إسلامية تحمل السلاح كما في أفغانستان، وبالنتيجة سيكون هذا الزلزال حارقاً لأمن الصهاينة إذا سقط الأسد الحارس الأمين هو أبيه طيلة عقود طويلة من الزمن، وهو التفسير الحرفي لما قاله ابن خاله " رامي مخلوف" في تصريح لصحيفة "نيويورك تايمز" بان امن الأسد وعائلته من امن إسرائيل.
ولذا جاء هذا التصريح الجديد اعتذاراً صارخاً من الأسد إلى اليهود والأمريكان والغرب عن تصريحاته السابقة، وتصريحات رئيس مخابراته " الإرهابي حسون" الذي زعم بأنه سينقل الدمار والقتل إلى دول العالم أجمع إذا حاولت إيقافهم عن قتل الشعب السوري، وهذا ما قلته في مقال سابق بأن المجرم الأسد سيعود للاعتذار عن تصريحاتهم "الدون كيشيوتية"، وإعادة تأكيد للغرب بأنهم يقفون في صف واحد، بعد أن مسحهم المعلم وزير خارجيته من الخارطة.
الرسالات التي وجهتها الزعامات الساقطة أظهرها الأسد اليوم بشكل واضح، كما أظهرها القذافي في تصريح سابق مع "كريستيان امانبور" من "محطة "abc الأمريكية: " بأن ليبيا حليف في الحرب ضد القاعدة ولكن الدول الغربية تخلت عنه" وهذه الرسائل والتي تكررت من الحكام الخونة حلفاء الغرب، تظهر عجز هؤلاء الحلفاء الغربيين عن الإدراك بان هذه الزعامات ما عاد لها مكان بعد أن تخلت شعوبها عنها، فاستمرت ترسل الرسائل تلو الأخرى إلى الغرب مفادها: " إذا ذهبنا فإنكم لن تجدوا عملاء يقوموا مقامنا أو يعملوا ما عملنا" بل ووصل بهم الأمر إلى دعوتهم إلى احتلال البلاد كما حاول فعله القذافي وسيف الإسلام من قبل، وكما يسعى إليه الأسد اليوم.
وتصريحات الأسد اليوم ليست سوى تحذير إنسان عميل جبان خائف بات يدرك أن مصيره ونهايته قد حسمت على يد شعبه، فعمل على إطلاق آخر سهم في جعبته وهو التلويح والتهديد بالبعبع الإسلامي، محاولا أن يستدر عطف الغرب بعدم التخلي عنه، والشيء الوحيد الذي لن يستطيع فهمه هو أن آل القذافي قد فعلوا فعلته ولعبوا بفزاعة البعبع الإسلامي ولعبة تقسيم ليبيا وعزفوا على وتر أن أمنهم من أمن إسرائيل، وخوفوا انه في حال ذهابهم ستتحول البلاد إلى حروب أهلية، ولكنهم فشلوا في ما ذهبوا إليه فاندثروا وأصبحوا قصة تروى في كل نادي، وبقيت الشعوب في صراع بين الغرب وصحوتها، إلى أن تنال حريتها وتحرر من قبضة الغرب المتسلط وتخلق قياداتها بنفسها، ولا مكان للعملاء بعد اليوم.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: