احمد النعيمي - العراق
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5466 Ahmeeed_asd@hotmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
دخل رسول الله – صلى الله عليه وسلم– مكة في العشرين من شهر رمضان المبارك في السنة الثامنة للهجرة، بعد أن منّ الله على رسوله بالتمكين وإنشاء دولة الإسلام في المدينة المنورة، وبعد أن طرده أهل مكة منها، فعاد إليهم فاتحاً بعد ثمانية سنوات من هجرته – عليه أفضل الصلاة والسلام– وكان يتوقع أن يجازيهم بما جازوه به، ولكنه – صلى الله عليه وسلم– ضرب أعظم الأمثلة في سماحة الإسلام وعظمته، عندما أعلنها عفواً على كل من أساء إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم– وصحابته الكرام، قائلاً لهم: " اذهبوا فأنتم الطلقاء".
إلا أربعة نفر وامرأتين وهم عكرمة بن أبي جهل، وعبد الله بن خطل، ومقيس بن صبابة، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، فقتل عبد الله بن خطل وهو متعلق بأستار الكعبة، وأدرك الناس مقيساً في السوق فقتلوه، وأما عكرمة فقد جاء رسول الله – صلى الله عليه وسلم– فعفا عنه، وأما عبد الله بن سعد فقد تشفع به عثمان إلى أن بايعه رسول الله – صلى الله عليه وسلم– .
وفي نفس اليوم من هذا الشهر الفضيل منّ الله على أهل ليبيا، فدخلوا مدينة طرابلس، واسقطوا حكم الطاغية القذافي، وأسرهم لابنه سيف الإسلام، وسيطرتهم على المدينة بشكل كامل، لتختفي المظاهر الكاذبة التي كان يدعيها المجرم القذافي وأذنابه وبشكل نهائي، بعد أن كانت تظهر صباح البارحة على التلفاز الليبي إحدى المذيعات وهي تحمل سلاحها مؤكدة أنها ستدافع عن طرابلس حتى اللحظة الأخيرة، كما أكد على هذا الفرعون الهارب في جميع خطاباته، بأنه سيقاتل حتى آخر قطرة من دمه، وإذ به اجبن من كل ما ادعاه من بطولة، واختفت الإعلام الخضراء من الساحة الخضراء ، وحلت محلها إعلام الثوار الأبطال، وظهر تسامحهم مع أهل طرابلس وإنسانيتهم واختفت المناظر الدموية التي كان يرتكبها وحوش القذافي بحق الشعب الليبي، مجسدين معاملة الرسول – صلى الله عليه وسلم– لأهل مكة، قائلين لهم: " اذهبوا فأنتم الطلقاء".
فكان لهم في رسول الله – صلى الله عليه وسلم– وقد تمثل هذا في رحمتهم وإنسانيتهم وأخلاقهم، وذلك من خلال محاولتهم إعطاء كل الوقت للجنود والكتائب أن يسلموا أنفسهم ويلقوا أسلحتهم، وتشكيلهم لجان لحماية الممتلكات الخاصة والعامة في مدينة طرابلس خوفاً من أن تنالها أيدي أذناب القذافي، وهذا ما أكد عليه محمد ابن القذافي الذي تحدث للجزيرة صباح اليوم قائلاً بأنه أعطي الأمان من الثوار، بعد أن تم تأمينه من قبلهم، وسُمع في نهاية المكالمة إطلاق نار داخل بيته الذي تم تأمينه فيه بعد أن طلب الجوار والأمان، وقد عاد السيد "مصطفى عبد الجليل" ليؤكد سلامة ابن القذافي وإنما ما جرى من إطلاق النار كان سببه استفزاز حراس محمد للثوار، وإطلاق النار عليهم وقتل واحد منهم وإصابة آخران، مشدداً على عدم الانتقام، وترك الأمر للعدالة لتقول كلمتها بحق كل من أساء للشعب الليبي.
وهنا نوجه نداء للإخوة في ليبيا أن يصفحوا عن الجميع، جميع من أجبر وأكره وجميع من أخطأ، إلا هؤلاء النفر القليل كالقذافي وأبنه سيف الإسلام والسنوسي رئيس مخابراته، الذين أجرموا بحقهم، وسفكوا الدماء، وانتهكوا الأعراض، وأهانوا الإنسانية، وينفذوا فيهم حكم الله، وعدم تسلميهم للجنايات الدولية، واشدد هنا على عدم تسليمهم لأي كان خارج ليبيا، وإنما يجب إنزال القصاص به داخلها، ولنا في رسول الله – صلى الله عليه وسلم– أسوة حسنة، فهؤلاء المجرمون يجب أن ينالهم الجزاء العادل ولو تعلقوا بأستار الكعبة، ليكونوا لمن خلفهم آية.
ونبارك لإخوتنا نصرهم وفتحهم الذي منّ الله عليهم به، سائلين الله عز وجل أن يمنّ علينا في سوريا بالنصر والتمكين والفتح، بعد أن كشف الله حقيقة الطغاة وأكاذيبهم كما كان يفعل القذافي من تضليل وتأكيد أن معه الملايين، بل وصلت به الوقاحة إلا أن يقول أن شعوب العالم كلها معه، وأدق وصف لهذا ما قاله صديقه السابق "عبد الرحمن شلقم": " بأن مع القذافي ستة ملايين من الجن، حتى وصل الأمر به إلى أن يجعل عدد سكان ليبيا سبعون ملياراً" ولكن عندما اتضحت المواقف وبانت إذ بهم ينهزمون ويولون الدبر كالقطط والجرذان، دون أن يحقق حلمه بتحقيق هلوسته وزندقته وشعوذته التي حشا بها كتابه الشيطاني "الكتاب الأخضر" ودون أن يحقق مراده بظهور دولة فاطمية جديدة، كما حصل مع فرعون الذي كان يدعي انه الرب الأعلى فأخرجه الله من جناته وعيونه وورثها بنو إسرائيل من بعده، والساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر.
وهذا الفتح لأهل ليبيا يجب أن يكون دافعاً للصامتين في المدن السورية لأن يتحركوا، ويخرجوا اليوم ويقفوا إلى جانب إخوتهم الصامدين والصابرين، والمنتفضين على طاغية الشام إلى أن يمنّ الله عليهم بالنصر والتمكين، ويجب أن يكون رادعاً لأعوان المجرم الأسد بعد أن رأوا كيف انفض عن المجرم القذافي أعوانه، ولكي لا يلصق بهم العار طيلة حياتهم، وحياة أبنائهم وأحفادهم، تحرك من تحرك ووقف من وقف وأجرم من أجرم فان الشعب السوري ماض لنصره الذي وعده الله، وبسقوط حليفه الهالك القذافي فإن نهاية الأسد قد حانت بإذن الله، والعاقبة للمتقين.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: