احمد النعيمي
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7069 Ahmeeed_asd@hotmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
في حوار الأربعاء الماضي الذي أجرته قناة البي بي سي مع كل من السيد محمد اللاذقاني والسيد محمد حبش عضو مجلس الشعب السوري والسيد عارف دليلة والسيدة الأتاسي من باريس كان موضوع الحلقة عن موقف المعارضة من دعوة بشار إلى الحوار، استضاف البرنامج الفرنسي الصهيوني ليفي الذي زار المجلس الانتقالي الليبي مؤخرا، وصرح وقتها بأن المجلس مستعد للاعتراف بدولة الاحتلال، ولكنه في هذا الحوار نفى أن يكون قد صرح بهذا أو أن يكون أحد من أعضاء المجلس الانتقالي قد صرح له بهذا، ورافق هذا الحوار مع الصهيوني رفض لبقية المتحاورين الحوار معه، ولما انتهى اللقاء أكد اللاذقاني سبب رفضهم الحوار معه بأن الإعلام السوري سيستغل هذا اللقاء ويقوم بتصويره والتركيز عليه وتشويه المعارضة، وعلق المذيع بأنه معنا السيد محمد حبش.
وهو نفس الأسلوب الذي استخدمته حكومة بشار لدى زيارة السفير الأمريكي والسفير الفرنسي لمدينة حماة، حيث سمحت لهذين السفيرين بالوصول إلى المدينة بالرغم من عشرات الحواجز التي تضعها لاصطياد الشباب الذين يحاولون اللحاق بالمظاهرات، ومحاصرة كاملة لمدينة حماة، ثم أخذت تكيل التهم للشعب السوري وعلى رأسهم نصف المليون حموي الذين خرجوا يقولون للمجرم بشار بأن يرحل وأن لا حوار معه، والتصريح بأن هذا التصرف اعتداء على سيادة الدولة السورية واتهام أمريكا بالوقوف وراء الأحداث التي تجري في سوريا، حتى وإن كان في هذا التصريح إهانة لبشار نفسه وحكومته، وأن لا سيادة له ولا يستطيع أن ينبس ببنت شفة أمام كل من أمريكا وفرنسا، إذ كيف لشخص أن يتحرك دون أن يسمح له بهذا إلا إذا كان السفيرين قد هبطا إلى حماة من السماء!!
كل هذا لا يهتم له هذا المجرم فالهدف هو الإساءة إلى الشعب السوري الذي خرج بالملايين، وتصوير شعب الأرض المباركة بالخيانة، وهو داء بشار وأبيه من قبله، فهم معروفون بالعمالة والخيانة، وإرسالهم رسائل لفرنسا أثناء احتلالها لسوريا ووضعهم أنفسهم تحت تصرفها مقابل أن يصلوا لسدة الحكم في سوريا أمر مؤكد بالوثائق، وإلا كيف يمكن لطائفة لا تمثل خمسة بالمائة من الشعب السوري أن تصل لحكم سوريا لولا المساعدات التي مدت لها!! ومسالة بيع الجولان من قبل الفاطس حافظ إلى الصهاينة صارت من الأمور المعروفة بالضرورة، وفي ظل الثورة السورية كشف النقاب عن الكثير من هذه العلاقات الخفية التي تؤكد كذب العداء بين النظام السوري والغرب، ومنها تصريح مخلوف وفرنسا والصين وحتى العميل المالكي بأن استقرار المنطقة من أمن سوريا، وتصريح المعلم بأنه مستعد للسلام مع الصهاينة مقابل بقائهم في سدة الحكم، وكذلك خطة طريق أمريكية يفترض فيها أن يشرف الأسد على ما سمي انتقالاً سلمياً إلى ديمقراطية مدنية، وتدعوا الخارطة إلى لجم قوى الأمن وحل عصابات الشبيحة وضمان حق التظاهر السلمي وتوفير حريات إعلامية واسعة.
ومن أسخف ما سمعت رد "فايز عز الدين" عندما سألته مذيعة قناة الجزيرة في نشرة الحادية عشرة مساء البارحة: لماذا سمحتم للسفير بأن يصل لحماة وانتم تعلمون أنه ذاهب لدعم المخربين!؟ فأجاب أنهم لم يكونوا يعرفون بأن تكون له يد في هذا!؟ واضطرت المذيعة أن تغلق الخط بوجهه بعد محاولاته الكثير أن يتهرب من الإجابة ويعلق الشماعة على غير أصحابها، معلقة بان السيد عز الدين لا يريد أن يجيب على هذا السؤال، وهذا الكلام لا يمكن أن يقول به إنسان عاقل فالمجرم بشار ومن خطابه الأول يؤكد أن هناك مؤامرة خارجية وإن لم يسمي الدول، ولكن من المعروف كما يزعمون إما أن يكون عدوهم الظاهري أمريكياً أو إسرائيلياً لأن الشعب السوري اتهم بهذا من أول يوم خرج به، فكيف يتم السماح لعدوهم المزعوم أن يصل إلى مدينة حماة التي شهدت اكبر مظاهرة منذ تفجر الثورة السورية المباركة!! ولكن الحقيقة تقول: أن الإعلام السوري وأذناب النظام المجرم كاذبون وعملاء وقحون، وأن سماحهم للسفير الأمريكي بالوصول إلى حماة لا يدلل إلا على أمر واحد وهو أن الأمريكان والمجرم بشار قد تآمروا على تشويه الثورة الثورية وذلك من خلال إرسال السفير الأمريكي والفرنسي، خصوصا أن مسئولاً سورياً امنياً رفيع المستوى اجتمع مع السفير الأمريكي "روبرت فورد" والسفير الفرنسي "اريك شوفالييه" منتصف شهر مايو الماضي وسلمهما برنامجا إصلاحيا يشمل مختلف نواحي الحياة العامة وصولا إلى عام 2014م حيث ستسمح السلطات السورية بترشح السوريين لمنصب الرئاسة، وقاما السفيرين بنقل هذا البرنامج إلى حكوميتهما.
وهذا ليس بغريب أن يتحول الخائن إلى مدعي للشرف والبطولة في زمن تاهت به المصطلحات، ولكن عتبنا على إخوتنا الصامدون في مدينة حماة، والذين خرجوا في نصف مليونية جديدة هذه الجمعة، واطلقوا عليها اسم جمعة "لا للحوار" مؤكدين ومجددين دعوتهم لإسقاط النظام، فالأصل بهم أن يكونوا قد طردوا هذين السفيرين وأخرجوهما من مدينتهم، واضعين نصب أعينهم المؤامرة التي يهدف لها النظام السوري ومن معه من المجرمين الأمريكان والفرنسيين وبقية دول العالم الصامتة عن جرائم الأسد، والرامية إلى تشويه الثورة السورية، فالأمريكان والفرنسيون إذا اعملوا في ثورة ما تركاها مشوهة مفرغة من عقيدتها وإيمانها، كما شوهت الثورة الليبية، فحذاري يا اسود سوريا حذاري فلا يوجد أي فرق بين القتلة والمجرمين!!
-----------