احمد النعيمي
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5583 Ahmeeed_asd@hotmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
في لحظة قهر وإكراه اضطر القذافي أن يتنازل من مركزه كقائد وملك لملوك أفريقيا إلى مجرد رئيس بسيط يحكم ليبيا فقط، وذلك كما جاء على لسان ابنه سيف بأن والده مستعد لأن يجري انتخابات على شرط أن تكون نزيهة وغير مزورة، وبمراقبة لجان أوروبية وافريقية، وفي حال عدم فوز والده فإنه سيقبل بهذه النتيجة شريطة أن يبقى في بلده ولا يخرج منها، وذلك بعد أن ضاق الخناق عليه بعد سيطرة الثوار على الجبل الغربي، وإحاطتهم بمدينة طرابلس.
وكأن هذه الدعوة من ملك ملوك أفريقيا والقائد الذي لو لم يكن قائداً لكان رمى استقالته بوجه الشعب الليبي؛ تكرمة منه لهذا الشعب الثائر وصفحاً عن الدماء التي أراقها وعفواً عمن بقي منهم ولم تطالهم أسلحة هذا القائد، وذلك مقابل أن يزور الانتخابات كعادة الحكام المجرمين، ويعود لحكم البلد الذي انتهك كرامته وأراق دماء أبنائه مدة أربعين سنة قادمة هو وأبنائه!!
وفي سوريا صرح بشارونها لدى لقائه وفداً من أهالي جوبر الملاصقة لدمشق بأنه إذا تبين له أن الشعب لا يريده فسيستقيل ويعود للعيش في المنزل الذي نشأ فيه، ولديه عائلة وأبناء وأصدقاء من أيام الدراسة وهذا يكفيه، ومكرراً اسطوانته السابقة بأنه لن يسكت عما حصل في حماة في جمعة الحرائر وسيحاسب الصغير والكبير عما ارتكبوه، ومعترفا بالجرائم التي يرتكبها وحوشه داخل السجون فيقول: "ما يجري من تعذيب للموقوفين غير مقبول وسببه العقلية الأمنية القديمة لدى عناصر الأمن، وسيتم سحب الأمن من بين الناس في شكل نهائي" ومؤكداً أكاذيب إعلامه الرسمي بقوله:"التلفزيون السوري لا يعمل بشكل جيد وهناك مناطق قال التلفزيون أنه لا يوجد فيها تظاهرات وتبين لنا عكس ذلك" وعاتباً على الشعب السوري قيامة بتصوير جرائم وحوشه فيقول:" لا يعتب على من تظاهر بل نعتب على من صور وأرسل المقاطع" واختتم مقابلته تلك بإعلانه أن الخطوات التي قام بها لتحسين الوضع الاقتصادي في السنوات الأخيرة كانت فاشلة!! وعلى أرض الواقع كانت قوات المجرم بشارون تنهي مجازرها الأخيرة في جسر الشغور، وتواصل طريقها إلى معرة النعمان، للقيام بمجازر جديدة أخرى، وتشريد مزيد من الشعب السوري!! واليوم وفي جمعة صالح العلي أو جمعة الشرفاء, وليس مهما أن نختلف على تسمية الجمع، ولكن من المهم أن نحافظ على وحدتنا؛ سقط بضع عشرات من الشهداء، والمجرم بشارون لا يزال يكذب بأنه لم يأمر بإطلاق النار، بينما مسيراته الوهمية عندما تخرج لا يتعرض لها احد بسوء!!
وبمنتهى البساطة اختصر بشارون المسالة السورية، وضيع الدماء وأهدر الحقوق، ولم يدرك بعد بأن الشعب الذي سكت عليه وعلى والده –بائع الجولان– كل سنوات حكمهم قد نفض الخوف وأنه اليوم يقول له لم نعد نريدك، وأننا لا نحبك!! بل وصلت الوقاحة به أنه ما زال يحلم بالعيش في منزله بنفس الأمن والهدوء السابقين اللذين كانا يعيشهما، ولم يدر بخلده مطلقاً بان دماء هذا الشعب وأعراضه ستطارده في كل مكان يحل فيه!!
هذه هي فرعونية هؤلاء الوحوش وان اختلفت الوجوه، دماء شعوبها رخيصة تهدرها في أي وقت وبدون أي اعتبار وكأن كوزاً من الماء قد سكب، تقتل من تشاء منهم، وتمن على الآخرين بالعفو والحياة، ولو كان في هؤلاء ذرة من ضمير أو شرف لتركوا مناصبهم في اليوم الأول الذي قام فيه شعبهم ضدهم!!
ولكن سنة الله في خلقه جارية وهي أن يكون لسان حال كل فرعون قبل هلاكه بأن يجمع جنوده وأتباعه حوله ويؤكد لهم بان هؤلاء شرذمة قليلون وأنهم لنا لغائظون، وأننا منهم حذرون، قبل أن يخرجهم الله تعالى من جناتهم ونعيمهم الذين كانوا فيه، ويورثها الذين استضعفوا في الأرض ويمكن لهم ويمن عليهم ويجعلهم أئمة العالم وحكامه، وهو ما كان فأوغل الفراعنة في سفك الدماء وجمع الجنود ونهضت الشعوب بعد سكوت طويل وقالت للطغاة والفراعنة ما عدنا نخافكم ولا نهابكم، وأننا ماضون في طريقنا ولن يضرنا من خذلنا، ولن نعود لبيوتنا حتى يورثنا الله الأرض ومن عليها، ونسقط هذه الحقب إلى مزبلة التاريخ!! والعاقبة للمتقين.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: