أحمد النعيمي - العراق
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7466 Ahmeeed_asd@hotmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
منذ أن ظهر الهالك الخميني على الساحة السياسية في إيران بعد أن قدم من فرنسا واستلم الحكم في إيران، وهو يرفع شعارات الموت لليهود ومسحهم عن وجه الخارطة، وسط حرب إعلامية بين الطرفين لم يظهر منها إلا الصريخ والعويل وتحذير كل طرف من الآخر وتخوفه منه، وزوبعات كانت تنذر بحدوث حرب عالمية، ما تلبث إلا وتنتهي بانتهاء الحدث والمناسبة، وفي الخفاء كانت الفضائح تترى لتكشف أكاذيب كلا الطرفين في ادعاء العداء، وأن العلاقات وطيدة بين الدول التي تدعي المقاومة والصمود وبين الصهاينة وأمريكا، وكان أكبر هذه الفضائح فضيحة "إيران كيت" والتي كشف النقاب عنها عام 1986م وتم تكليف السناتور "تاور" رئاسة لجنة تحقيق أعدت تقريراً مكوناً من 250 صفحة جاء فيه:" إن الولايات المتحدة الأمريكية يتعين عليها أن تشجع حلفائها الغربيين وأصدقائها على مساعدة إيران في الحصول على طلباتها واحتياجاتها بما في ذلك المعدات الحربية التي تحتاج إليها" ويشير التقرير كذلك:" إن إسرائيل لها مصالح وعلاقات طويلة مع إيران، كما أن هذه العلاقات تهم أيضا صناعة السلاح الإسرائيلي فبيع السلاح إلى إيران قد يحقق الهدفين في نفس الوقت؛ تقوية إيران في حربها ضد العراق وهو عدو قديم لإسرائيل كما أنه يساعد صناعة السلاح في إسرائيل(1)" لتؤكد كذب مقولة الموت لليهود، وأن العلاقات في الخفاء ليست كالعداء المزعوم في العلن!!
ومن بعد فضيحة إيران كيت عمل النظام الغربي والصهيوني ومعهم النظام الإيراني على اختراع لعبة جديدة وهي لعبة السلاح النووي المزعوم، وتخوف هذه الدول من هذا السلاح وسط صراع استمر سنوات طويلة، قامت خلاله حروب إعلامية جديدة، ولكن الثورات العربية والتي امتدت أطرافها إلى دول المقاومة والممانعة وخصوصاً سوريا وليبيا عملت على كشف حقيقة العلاقة بين هذه الدول وبين الصهاينة وذلك كما صرح به كل من القذافي ومخلوف بأن أمن دولتيهما واستقرارها من أمن إسرائيل.
لتتلوها "إيران كيت" جديدة كشفت أكاذيب هذه الحرب الإعلامية الدائرة على التخوف من المشروع النووي الإيراني، إذ ذكرت تقارير يوم الخميس الماضي بان مائتين شركة صهيونية تقيم علاقات تجارية مع إيران بينها استثمارات في مجال الطاقة الإيرانية، في الوقت الذي كان يعوي فيه المجرم " النتن ياهو" في مجلس الشيوخ الأمريكي بتخوفه من إيران(2)، جاءت هذه التقارير لتفند أكاذيب الأطراف جميعها في مزاعمها بوجود عداء قائم بينهم، ولتؤكد أن العلاقات قائمة على قدم وساق.
وليعيدنا هذا إلى كتاب" التحالف الغادر.. المعاملات السرية بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة الأمريكية" للكاتب "ترينا بارسي" خبير العلاقات الدولية الأمريكية الإيرانية، والذي أكد عن مدى هذه العلاقات الوطيدة وانه كانت تجري مفاوضات بين إيران وأمريكا في العديد من الدول الغربية، منذ بداية عام 2001م وتحديدا بعد تفجيرات الحادي عشر من أيلول، ومنها مؤتمر أثينا عام 2003م ، وان إيران تحاول إجراء صفقة كبرى مع الأمريكان تنفذ به جميع ما تطلبه الإدارة الأمريكية، مقابل تعهد الأمريكان بتنفيذ الطلبات الإيرانية، وكانت إيران تعرض شفافية كاملة للتأكيد أنها لا تطور أسلحة دماء شامل، وأنها على استعداد للالتزام بما تطلبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدون قيود(3)، وهذا ما أكد عليه تقرير السيناتور "تاور" الذي رأس لجنة تحقيق فضيحة إيران كيت!!
وفي ظل هذه الفضائح ويقظة الشعوب المسلمة تكون قد انتهت لعبة هذه الدول في ادعاء المقاومة، واتضح للعالم بأن دول الاعتدال ودول ما يسمى بالصمود ليست سوى أدوات يحركها سادتها من الأمريكان والصهاينة، وأن الشعوب الإسلامية في طريقها لإنهاء بقية الحكم الخياني لشذاذ الطرق الذين يعتلون عروش الدول الإسلامية بإذن الله، والعاقبة للمتقين.
-------------
(1) نقلاً بتصرف من مقال صفقات إيران مع الشيطان الأكبر.. للكاتب ممدوح إسماعيل.
(2) يراجع تقرير أكثر من 200 شركة إسرائيلية تقيم علاقات تجارية مع إيران موقع العرب اونلاين.
(3) نقلا بتصرف من مقال التعاملات السرية بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة، تقديم وعرض علي حسن باكثير.