سوريا: أهي دولة مقاومة أم محاربة للإسلام وشعائره!؟
احمد النعيمي - العراق
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6161 Ahmeeed_asd@hotmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الأمر الذي لفت انتباهي على الساحة السورية مماطلة الحكومة المجرمة فيما وعدت به من إصلاحات، وإطلاق كلابها البلطجية ( الشبيحة) على المتظاهرين السلميين، وضربهم بالرصاص الحي، ومن ثم اعتقال بعض من الأشخاص، وإظهارهم على التلفاز، مدعين أنهم ينتسبون إلى الإخوان السوريين، المطرودين خارج سوريا منذ ثمانينات القرن الماضي، وأنهم هم من أطلق النار على المتظاهرين في الأيام السابقة، مما يؤكد أن هذه الدول المجرمة مستمرة على السير في نفس الطريق الذي سبقها إليه زين العابدين ومبارك في قمع شعوبهما، قبل أن ينبذهما الشعب ويطردهما خارج التغطية.
ووسط أكاذيب هذه الحكومة كان الواقع يجري بعيدا عن سفينتها المهترئة، والتي اخترقها الماء ودخل من خلاق الثقوب إلى داخلها موشكا على إغراقها، ويؤكد هذا الواقع أن المجرمون هم أذناب النظام ورجال مخابراته، حيث ظهر يوسف أبو رومية نائب درعا في مجلس الشعب السوري في تسجيل فيديو بتاريخ 27 من الشهر الماضي، وهو يتكلم داخل مجلس الشعب، ويؤكد أن الذي قام بمجازر درعا هو قائد مخابراتها اللواء نجيب عاطف، وهو الذي أمر بإطلاق النار على الناس، ومنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى المصابين، داعيا بشار الذي قال في خطابه انه يسعى الإصلاح ومن حوله يدفعونه إلى هذا، إلا أن يثبت صدق أقواله، ولكن المجرم بشار الذي يدعي الإصلاح لم يوجه أي عقوبة بحق قريبه نجيب، وإنما حوله إلى إدارة مخابرات "محافظة إدلب" ليعمل فيها الفساد، وتوجيه بلطجيته ( شبيحته) لمواصلة تقتيل الشعب السوري وبزي مدني، بعد أن فضحت جرائم جهاز الأمن، وإلصاق هذه الجرائم بغير أهلها!!
وحتى هذا الاتهام الذي الصق بغير أهله يكذبه الواقع، لدرجة أن طفلا صغيرا سمع مثل هذه الأكاذيب، لأدرك مدى تفاهة الكاذب الذي لا يستطيع أن يفبرك كذبته بشكل مقنع، يحدثني بعض الأصدقاء السوريين المغتربين عن مدى الصدمة التي أصابتهم لدى خروج الشعب السوري بعد أن طال انتظار السوريين لها جميعا، وأنهم مبهورون بشجاعة هذا الشعب العظيم الذي تحدى القبضة الحديدية المطبقة عليه، وخرج مطالبا بإلغاء قانون الطوارئ والإفراج عن المعتقلين السياسيين، ولذا فإنهم مستبشرون خيرا بان تسقط تلك الحكومة المجرمة على يد أبناء شعبهم، وسط تفاؤل كبير بان يعودوا إلى بلادهم.
وبما أن كل شخص سوري يقيم خارج سوريا، يعيش على مثل هذا الحلم بالعودة إلى بلاده، والتي حرم منها هو وأبنائه على مدى عشرات السنوات، فإنه لن يقدم على قتل هذا الحلم الذي انتظره طويلاً، ولن يكون تحطيم حلمه هذا بإطلاق النار على ما عاش سنوات عمره ينتظر خروجهم!!
وكان آخر مهازل هذه الدولة التي تدعي المقاومة ورعاية الجماعات الإسلامية، قيامها بإصدار مرسوم عام يقضي بموجبه بإلغاء كل العطل الرسمية، وخصوصا يوم الجمعة، ومنع الناس من أن يودوا فريضة صلاة الجمعة، والالتحاق بأعمالهم من الساعة الحادية عشرة حتى الساعة الخامسة مساءً!!
وهذا إن دلل على شيء فإنما يدلل على أن يوم الجمعة أصاب الطغاة بالشلل والخوف، فعملوا على محاربته ومحاولة إلغاء صلاة الجمعة التي تجمع الناس وتخرجهم ضد أنظمة الفساد، بالرغم من أن الله قد جعل هذا اليوم خير يوم للمسلمين جميعا، ولم يحدث في تاريخ الإسلام أن عملت دولة على منع صلاة الجمعة!! أو إلغاء خطبة الجمعة!! أو إغلاق المساجد!! ولكن هذا يحدث اليوم في بلاد الدجل والمقاومة المزعومة!! فهل يقدم على هذا الأمر المشين دولة مسلمة وتدعي المقاومة!؟ أم أن هذه الدولة دولة علمانية ملحدة، ودولة بطش وظلم وقمع للحريات!؟ وهل كانت مسرحية إرجاع المنقبات إلى عملهن، وإنشاء قناة إسلامية، مجرد ذر للرماد في العيون!؟
وبهذه الأكاذيب المكشوفة يثبت المجرم بشار أن نظامه نظام فاسد غير قابل لان يصلح أو يُصلح أبدا!! وهذا ما فهمه الشعب السوري الواعي والمدرك الذي لم تعد تنطلي عليه مسرحيات حكومته المجرمة، التي دأبت منذ وجودها على محاربة الإسلام، وقمعه الحركات الإسلامية، ومنع كل مظاهر التدين، وهو الآن في طريقه إلى إسقاط هذه الحكومة العميلة التي لا ترفع سلاحها إلا بوجه هذا الشعب الأبي، رافعا شعار: : لان بسطت إليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك" فحياكم الله يا أطفال درعا، ويا نساء بانياس، ويا رجال الشعب السوري العظيم جميعا، ونصركم على عدوكم، وثبت أقدامكم وانزل السكينة عليكم، وأثابكم فتحا قريبا، ورحم الله شهدائكم، فاصبروا فإن النصر بات منكم قاب قوسين أو أدنى، والعاقبة للمتقين.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: