احمد النعيمي
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6672 Ahmeeed_asd@hotmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
فرعون يحلم حلماً، ويهرع من فوره فِزعا إلى المنجمين في دولته، ويخبروه بأنه سيولد طفل من بني إسرائيل تكون نهايته على يديه، فيقدم من فوره إلى إصدار قرار بأن يـُقتل كل ولد ذكر يولد من بني إسرائيل، ولخوفهم من أن ينقص عدد اليهود الذين كان يستعبدهم فرعون ويعملون على خدمة فرعون وقومه، يعلن بأنه سيقتل الذكور سنة ويعفو عنهم سنة أخرى، وفي ظل هذا الحلم خرج إلى الوجود نبي الله موسى – عليه السلام – ورُبي في قصره ليكون عدواً له وحزناً، إلى أن كانت نهاية هذا الفرعون على يد هذا الطفل الذي ترعرع في قصر فرعون، ونجاه الله ببدنه ليكون عبرة لمن خلفه من الطغاة.
ومثل هذا الأمر يجري على يد فرعون سوريا؛ الذي استعبد شعبه وقتلهم وسجنهم وشردهم، وسحق كرامتهم، حتى وصل به الأمر إلى أن يسحب المتظاهرات المطالبات بالإفراج عن أقاربهن المسجونون ظلماً وعدواناً من شعورهم في شوارع الشام، وان يضرب المصلين داخل المسجد الأموي، ظناً منه أنه سيقضي على إرادة هذا الشعب الأبي، ولكن هيهات هيهات!! فمن درعا الإباء خرج أسود سوريا، ومن دمشق الفيحاء ودير الزور وحمص والقامشلي، وبانياس الصمود، خرج الشعب السوري ليكون عدواً وحزناً لهذا الفرعون، خرج أطفال درعا الذين لم يتجاوز عمر أكبرهم الخمسة عشرة عاماً، خرجوا ليزينوا حيطان مدينتهم بالرسومات والشعارات المطالبة بسقوط النظام، ورحيل هذا الفرعون ابن بائع الجولان.
الأمر الذي دفع هذا الفرعون إلى الجنون، فحشر وصرخ بان هؤلاء شرذمة قليلون، وأنهم لهذا الفرعون غائظون، واقتاد هؤلاء الأطفال والعشرات غيرهم إلى أماكن مجهولة، مما دفع أهاليهم إلى الخروج مطالبين بالإفراج عن أطفالهم، ولكن هذا الفرعون اتهمهم بأنهم رعاع ومخربون، دون اعتبار لمشاعرهم وكرامتهم، وقتل ستة منهم، وجرح العشرات، ولما خرج هؤلاء الأبطال ليدفنوا شهدائهم في اليوم التالي جوبهوا بالقنابل المُسيلة للدموع، ومزيداً من الجرحى.
والغريب في الأمر أن فرعون سوريا يصدر عفواً عن مهربي المخدرات والقتلة ويطلقهم في شوارع سوريا، ويزج بالأطفال في سجونه بدلا منهم، متجاهلاً مطالب شعبه الذي يطالب بإصلاح بعيداً عن الإفراج عن القتلة والمجرمين والاتجاه نحو الإفراج عن المعتقلين الأبطال، وما درى أن أطفال سوريا وأبطالها كُثر، فليقضي على هؤلاء أن استطاع، كما فعل فرعون من قبله!! ولكن فرعون غرق وأهلكه الله وبقي موسى – عليه السلام – وقومه وأورثهم الله أرضه.
نهاية الطغاة في العالم الإسلامي باتت قاب قوسين أو أدنى؛ من بقيتهم الباقية، ليجعلهم الله عبرة لمن خلفهم من الفراعنة، وأطفال سوريا وأبطالها اليوم يصنعون المجد، وإن كان النظام السوري حاول جاهداً أن يخفي جرائمه إلا أنها ظهرت للعالم أجمع وأكدت أن الشعب السوري قد رفع عنه جدار الخوف، وأنه سيثبت ريادته وقيادته للشعوب المسلمة كما كان عبر تاريخه، فسلام عليكم يا أبطال سوريا يوم ولدتم، وسلام عليكم عندما انتفضتم ضد فرعونكم، وسلام عليكم يوم تتخلصون منه، وسلام عليكم يوم تولدون من جديد.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: