إسراء أبورمان - الأردن
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8659
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كثيرا ما نسمع عن حكايات الكنة والحماة، منها ما نصدقه ومنها ما نحاول تصديقه...
و أغلبها حكايات مرعبة، تخيف كل من أقبل على الزواج، ليعيد التفكير مرارا وتكرارا في حال كانت الحماة صعبة التعامل.
يقال أن الزواج ضربة حظ تماما كالبطيخة، فأنت حين تشتريها لاتعلم إن كانت حمراء أو بيضاء إلا عندما تصبح البطيخة في بيتك!.. والزواج كذلك ايضا... لا يعرف الزوجان معنى الزواج إلا حين يصبحان في بيت واحد، ويتقاسمان ظروف الحياة ليتجاوزا أصعبها وليستمتعا بأجملها...فلا مجال للتراجع في كلتا الحالتين، حينها تكون قد وقعت الفاس بالراس !...
إن الحياة الزوجية ترتبط بطرفين خفين قد لا تظهر آثارهما علنا بيد أن تأثيرهما على الزواج مؤكد لا محالة. فالحماتين إما أن تكونا حمامتي سلام تنيران طريق الزوجين وتمدهما بتجارب ونصائح ليشقا طريقيهما بسهولة حتى يعبرا بر الأمان، وإما أن تكونا حمى ضاربة تفتك بالزوجين حتى لا تنفك تقضي على أحدهما أو كلاهما!..
هنا يقع الزواج ضحية لجبروت الحماة إما أن يقاوم الزوجان ويدافعا عن زواجهما أو يستسلما لتدخل الحماة سلبا حتى تنتهي حياتهما قبل أن تبدأ أصلا...
إن العلاقة ليست معقدة كما تبدو حقا فهي علاقة واقعية تبنى بتراكمات المواقف وتسلسل الايام والخبرات، لكنها حتما تكون صعبة في بداية مراحل الزواج الأولى، ولا يستطيع أحد تخطي هذه المرحلة الا بالتفاهم والتأقلم وأحيانا التنازل... فعلى كلا الزوجين أن ينظرا إلى هذا المشهد بنظرة واقعية عميقة، فالحماة كانت يوما من الأيام كنة ولا بد يوما للكنة أن تصبح حماة، وعليها في كلتا الحالتين أن تتنازل وتتكيف مع الوضع كيفما كان.
ويبقى هنا دور الرجل وحنكته في التعامل مع كلا الأطراف – أمه وحماته وزوجته- فهو المتضرر الوحيد إن ساءت العلاقة بينهم .
أتذكر هنا كلام جارتنا أم حمدان وكيف انها قلبت حياة ابنها وكنتها رأسا على عقب، حتى قبل أن يتزوجا، فقد كانت تتباهى أمام الجارات بقدرتها على التحكم بأدق التفاصيل، وبأنها الآمر والناهي، وأن ابنها لا يكسر كلمتها أبدا –وهذا من حقها طبعا – ولكن ليس على طريقة أم حمدان، حتى أنها اعترفت يوما بأنها تشفق على كنتها وأحست بأنها ظلمتها لكنها للأسف لم تشعر بهذا الا بعد أن تزوجت ابنتها وعادت لمنزل ابيها تشكو ظلم حماتها وتدخلها!...
لم تكن قصة أم حمدان القصة الوحيدة التي أثرت على مفهومي لمعنى الحماة، وإن كان مفهوما مرعبا نوعا ما، لكنها ليست الصورة المطلقة والوحيدة لواقع مجتمعنا، فهناك الكثير من القصص والشواهد على العلاقة الايجابية بين الكنة والحماة ...
ولكن لماذا يبقى مفهومنا للعلاقة سلبيا رغم كل الشواهد التي تعكس طيبة الحماة وتفهم الكنة؟
ومتى سيتغير مفهوم المجتمع عن ظاهرة الكنة والحماة، كحرب تدور رحاها باستمرار وبدون توقف؟
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: