كانت الإحصاءات الرسمية المغربية، التي نشرتها صحيفة التجديد المغربية، صادمة حينما أكدت أن نسبة الأمراض التعفنية المنقولة جنسيًّا لم تنخفض في المغرب من سنة 1992م، على الرغم من الجهود المبذولة رسميًّا، وأنها وصلت إلى ما يزيد عن 370 ألف حالة بعدما كانت سنة 1992م لا تتجاوز 100 ألف حالة، وأنها منذ سنة 2001م لم تنزل عن 350 ألف حالة؛ وأن عدد المصابين الإيدز في المغرب في نوفمبر 2008م بلغ 2798 حالة بنسبة ارتفاع بلغت 70% ما بين سنة 2001 و2008م, و68% منهم من الشباب ما بين 15 و 39.
كما كشفت الإحصائيات أن 80% من حالات الإصابة بالإيدز سببها الرئيس هو الزنا، بينما توزعت 20 في المائة المتبقية ما بين المخدرات 4%، والشذوذ الجنسي 3%، والعلاقات المختلطة 4%، بالإضافة إلى حقن الدم 1%، والانتقال من الأم إلى الجنين 3%.
هذه الإحصائيات الخطيرة جاءت ضمن دراسة علمية حديثة، في إطار البرنامج الوطني لمناهضة السيدا "الإيدز"، عن المعارف والمواقف والسلوكيات الجنسية عند الشباب المغربي أعدتها وزارة الصحة، وأكدت أن 40 % من الشباب المغربي يبحثون عن علاقات جنسية بعد استعمالهم للمخدرات والخمور، وأن 9 % منهم يصرحون باستعمالهم المخدرات قبل علاقاتهم الجنسية، وأن نسبة تصل إلى 57% من الشباب يرتادون دور الدعارة بعد استعمالهم للمخدرات أو الكحول، و21 % يستعملون العازل الطبي أثناء العلاقات الجنسية وهم تحت تأثير الخمر أو المخدرات.
لكن الأسوأ مما سبق هو أن ذلك جاء مواكبًا لمشكلة أخرى خطيرة وهي انتشار "السياحة الجنسية" في المغرب، فقد ساءت سمعة المغرب على المستوى الدولي في السنوات الأخيرة بعد الفضائح التي تحدثت عنها وسائل الإعلام الغربية وأكدتها التقارير الدولية بسبب تفجر حالات عديدة من الفضائح الجنسية المرتبطة بسياحة الأغنياء الغربيين والعرب الباحثين عن المتعة الحرام مستمتعين بالطبيعة المغربية الساحرة، ومستغلين حالات الفقر المنتشرة على نطاق واسع في العديد من المدن والقرى المغربية والتي تدفع إلى اشتراك الكثيرين في هذه الظاهرة الخطيرة.
وتلقى المسئولون المغاربة تنبيهات محلية ومن دول صديقة، خاصة فرنسا من احتمال كبير لأن يتحول المغرب إلى قبلة مفضلة للسياح الجنسيين، لكن السلطات المغربية لم تبذل الجهود اللازمة لمقاومة الغزو السياحي مخافة بوار برنامجها السياحي الذي تراهن فيه على رقم 10 ملايين سائح في سنة 2010م.
وتتحدث وسائل الإعلام الغربية من أن مدينة مراكش ستتمكن قريبًا، بما تحتويه من 20 ألف امرأة يعملن في هذا العمل السيئ، من إزاحة تايلاند عن عرش السياحة الجنسية العالمية، وفق ما جاء في تحقيق نشرته مجلة "شوك" الفرنسية، حيث أصبحت مراكش الوجهة المفضلة لمليوني سائح سنويًّا، موزعين بين رجال أعمال وأثرياء وفنانون يجذبهم ازدهار العقار بالمدينة، وسياح باحثين عن مغامرات جنسية.
ويشكو أهالي المدينة وغيرها من المدن والقرى أنهم يشاهدون السياح برفقة مراهقين لقضاء ليلة معهم، وأنهم يشعرون بالإهانة، لكن لا أحد يتحرك لوضع حد لهذا، خاصة عناصر الشرطة الذين يغمضون أعينهم عن هذه التجاوزات، ربما مقابل الرشوة.
فكل شيء مباح في مراكش وغيرها من المدن المغربية، الدعارة، والاعتداء الجنسي على الأطفال، كل شيء معروض للبيع والشراء، خاصة وأن هناك وفرة في الكباريهات والنوادي الليلية، بل وحتى المطاعم التي توفر هذه الخدمات الساقطة عن طريق تجنيد الشابات والمراهقات لخدمة من يدفع أكثر.
نوع ساقط ولا أخلاقي ولا آدمي من السياحة، أفرزته الظروف الاقتصادية الصعبة والبحث عن المال بأية طريقة جعلت الآباء يقذفون بأبنائهم وبناتهم إلي هذه الهاوية, ليقدمون صغارهم قربانًا مقابل حفنة نقود هم عبيد لها, في ظاهرة تدق ناقوس الخطر قبل أن تتحول إلى وباء في كثير من البلدان العربية والمسلمة.
والأمر لا يقتصر على المغرب، ففي مصر أورد تقرير الاتجار بالبشر لعام 2009م الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية, أن السياحة الجنسية مع الأطفال في ازدياد بالقاهرة والإسكندرية والأقصر، وأن هناك لاجئات سودانيات دون سن الـ18 يتم إكراههم على ممارسة البغاء في الملاهي الليلية بالقاهرة عن طريق عائلاتهن أو رجال عصابات سودانية, وأن مصر تعد بمثابة "دولة ترانزيت" للاتجار بالنساء القادمات من أوزبكستان ومولدافيا وأوكرانيا وروسيا ودول شرق أوروبا للانتقال إلى "إسرائيل" لاستغلالهن جنسيًّا، حيث تعد جماعات الجريمة المنظمة متورطة في عمليات الاتجار هذه.
فهل يفيق مسئولونا وأهل القرار في بلادنا لتطبيق الأوامر الشرعية على مؤسسات السياحة وغيرها، والانحياز إلى الدين والأخلاق والعفة للحفاظ على الأمة وطاقاتها وثروتها البشرية، "وخاصة من الشباب"، وتفعيل قوانين مكافحة الأعمال المنافية للآداب، قبل أن تصل بلادنا إلى طريق مسدود يؤدي بنا إلى المزيد من الانحطاط؟
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
8-06-2010 / 14:15:40 تونسي ساحلي
دعارة تونس منظمة
في تونس دولة يسمحون فيها بالرشوه ولغنا ولزنا ولدعارة ولمراقص ولخمور وشواطئ العري وترقيع غشاء لبكاره والقمار وتمنع لمسلمات من لبس لحجاب ويحقق مع المصلين في المساجد لمضايقتهم وإبعادهم عن الدين اكتر نسبة طلاق في لعالم لعربي مند 1987 في تونس .. عدد لمصابيين الى 2009 بالايدز بإستثناء من ماتو تجاوز 3762 اكترهم من لفتيات بسبب الانفتاح للسياحه الاوروبيه الجنسيه وخاصة في سوسه وجربه ولحمامات فلا ترى تونسيه الا بصحبة اوروبي لإعطائه لجنس ولمتعه بأي طريقه بهدف لزواج منه ولخروج من تونس مهما كانت ديانته لمهم لدهاب لاوروبا وهي لاتعرف ان هدا لاوروبي سيرميها كالنفايه بمجرد وصوله لبلده .... او ليبي او جزائري بدعوى لصداقه ولحق انها صداقه جنسيه ليوم فقط بمقابل 100 أو 150 دينار ... عدد لسياح سنويآ 5 لمليون منهم قرابة 2 لمليون ليبي وقرابة 400 لف جزائري ويقولون بانهم يأتون لتونس بقصد لعلاج ولكن لمصحات تستقبل منهم فقط حسب الاحصائيات من 8% الى 12% من كامل هدا لعدد ماعدى لعائلات وهم قليل ولباقي تجدهم متلآ في حي لنصر لمرسى لمنار لمنزه ولقنطاوي ومراقص تونس لعاصمة وباقي لمدن والويل لك عندما تقوم بالنصيحه ترمى في السجن لأجل غير معلوم فأنت غير راضي عن سياسة الدولة وهي تريد هدا الفجور .. والدخل السياحي مهم لإقتصاد الدولة ويقولون لك أن السائح لم يجبر أي فتاة على مرافقته أو يخطفها من أمام منزلها فالفتاة هي التي تريد هدا السائح وتبحت عنه وتحاول إغرائه من اجل المال وهدا موجود في كل العالم , نعم يوجد في بعض لبلدان لعربية مراقص ودعارة وخمور ولاكن ليست متل تونس ... اصبحت تونس اكتر بلد عربي انفتاحآ للغربيين لأن مايوجد في تونس من انحلال اخلاقي لأيوجد في أكتر الدول الاوروبية فأين رجال تونس وأين علماءها ؟
22-08-2009 / 15:44:55 مريد ابن رشد
كفى زئبقية يا ابا سمية
كلامك فيه الكثير من عدم الفهم لمسائل طرحتها ولمفاهيم تناقش ومفارقات ومن جملة هذه المفارقات انك تطالب بالرجوع الى المرجعية الاشمل وانا قد قمت بذلك واستندت الى ايات قرانية ولم ترد عليها رغم مطالباتي المتكررة فاجبني يرحمك الله حتى اواصل بيان ردي عليك.
22-08-2009 / 14:14:47 ابو سمية
تسطيح للمسائل
السيد مريد ابن رشد
- ماتقوم به طرح خاطئ للمسائل، لأنك حينما تقول بتقديم قضية خلافية على أنها هي المقياس والسقف للأفكار، فذلك يعني اولا جعل تلك الفكرة والمسالة هي المرجع بما تسمح به هي أو تمنعه، ثم انك تلغي وتحد من راي الطرف المقابل الذي يتحدث من مرجعية اشمل، ترى في المسالة التي تريد أنت ان تجعل منها حكما، انها مجرد نقطة لاغير، والامر يتعلق هنا بجعلك مسالة الحرة الشخصية هي المحدد للمفاهيم والمواقف والحكم على صحتها
- بالطبع مثل هذا التناول الذي تنتهجه خاطئ، لان الأصل هو الانطلاق من مرجعية، ثم الحكم من خلال ما تتيحه على الامور بعد ان نكون قد فهمنا ذلك الواقع على ضوء تلك المرجعية، وليس العكس، اي جعل قضية ما هي الحكم على صوابية الافكار
-
- انت تقوم بتسطيح للأمور، فان أقول بوجوب تصنيف الناس على حسب مقاييس الحق والباطل، فذلك لايعني بالضرورة ان هذا هو السبب في وجود المشاكل التي تشير إليها، هذا كلام فضفاض ومجانب للحقيقة، اولا لان الواقع يقول ان المشاكل القائمة هي ذات طبيعة أخرى، ثم ان الواقع ولنقل الواقع المعاصر لم يشهد تحكيما لمقياس الحق والباطل، ثم ان اهل الباطل هو انفسهم يقومون بعميلة التقسيم هذه على حسب اهوائهم ومايواتيهم، واذا كان لابد من الغاء التقسيمات كماتنادي انت، فان ذلك لايكون الا بوجود عالم مثالي يتفق فيه كل الناس على مرجعية صحيحة، وان يكفوا في نفس تلك اللحظة عدوانهم، اما والحال غير ذلك فان دعواتك لاتعدو ان تكون مجرد خيال، فضلا على انها لاتجد لها سندا شرعيا
-
- أما ما تشير اليه من امر الحوادث المعاصرة، فتلك لايسأل عنها بالضرورة طرف واحد من القائمين بها، وانما يسال عنها كل الاطراف التي تصدت للمطالبين بالحق، كما ان وجود تلك الحوادث لايحكم بالضرورة عليه على انه مشكلة، وانما يجب تجاوز هذا التبسيط، إذ قد يكون الواقع الراكد مشكلة اكبر من الواقع المبتغى تغييره او من الاحداث الواقعة، بمعنى لايجب اتخاذ الظاهر على انه مقياس لتعريف المشكلة، بمعنى لايعني ان الواقع الساكن معناه انه واقع سليم، حتى تتخذ وجود بعض الاحداث على انها مشاكل هكذا في المطلق
- دعواتك لي بالاطلاع على اراء الغير التي تحمل زعما اني لم اطلع، هذا تصور مشوه عن الفرد المسلم، إذ من رأيك ان من يخالفك في الراي او ذاك اللذي يقول بتقسيم الناس على حسب كسبهم الايماني، هو بالضرورة غير مطلع على غيره من الاراء، هذا كلام غريب ولا افهم كيف استنتجته، لانه استنتاج لايستقيم ولانصيب له من المنطق.
- ثم ان اتهاماتك هذه خارجة عن الموضوع، لأني لارايد ان اختزل النقاشات في الابعاد الشخصية، ولكن بما انك اسرفت في تناولها، فاني ارد عليك، فمن قال لك اني لم اطلع على اراء الغير، وهل يلزمني ان اعطيك قائمة في ماطالعته ومااطالعه لكي تفتنع، وهل يلزمني ان اوافيك بموجز من دون كل الناس حول سيرتي لكي تقتنع اني اعرف مااقول.
وعلى اية حال، لتعلم انه يمنعني من ذلك مخافة الوقوع في التفاخر، والا لاوردت لك مايجعلك تقتنع اني اصدر في ما اقول عن تجرية تمتد لاكثر من عشرين سنة وعن مطالعات لالاف الكتب منها ما هو من امهات المصادر
22-08-2009 / 13:30:56 مريد ابن رشد
جوهر المشكلة
الى ابي سمية
اكيد انك تلاحظ يا محاوري ان جوهر خلافنا هو الموقف من الاخر اي مبدا التعايش مع الاختلاف انطلاقا من المرجعية الاسلامية.وانني اعتبر ذلك اكبر واخطر موضوع على الاطلاق يطرح نفسه على الساحة الفكرية والسياسية والاجتماعية التي لها علاقة بالاسلام اليوم(وحتى امس)فاذا كنت تؤمن باحترام الاخر يعم التعايش والسلام واذا كنت لا تؤمن بذلك فالحصاد هو الصدام والتناحر والدمار والخراب وصرف الجهود عن تحقيق التنمية الشاملة للبشر من اجل حياة افضل...من اجل التعليم للجميع ...والصحة للجميع ... والرفاهة وطيب العيش للجميع...انظر حال العرب والمسلمين يا ابا سمية افلا يدمي القلب .انك اذا اكرهت غيرك عاى ان يسير خلاف ما يريد على المستوى الفردي فسيكون الحال كذلك على مستوىالجماعات والامم والحضارات وهنا تكون الطامة الكبرى(تقاتل وحروب) افلا تتدبر الامور وعواقبها افلا تحس وتعي بالمسؤولية تجاه البشر افلا تتامل و تتساءل وتعيد قراءة ما تعودت على سماعه وحفظه من شيوخ التقليد والكتب الصفراء التي لا تعبر الا عن افهام لبشر سلف عهدهم بينما الاسلام لا يافل نوره واتساق حلوله مع الامكنة والازمان. كثير ياابا سمية احترم عقله ووعى ذلك وقام بمراجعات فكرية سمتها المصالحة مع الحكمة وما يدور حول الذات .
لقد قمت انا بذلك منذ ما قبل ان ابلغ العشرين سنة واليت على نفسي ان ابحث واراجع واتجنب تبسيط الامور وتسطيحها وان لا اكون مثل الطير "الي يغني وجناحو يرد عليه ""وحاسب روحو عايش وحدو في جزيرة""وعايش في انفصام مع عصره"جاعلا تقصي الحق والحكمة نبراسا لي. نوعت في قراءاتي قرات لليسار للقوميين العرب وخصو صا لبعض المفكرين العرب والمسلمين الحداثيين الذين يؤلفون بين الاصالة والحداثة...فارتاح عقلي وسكنت نفسي اكثر فاكثرخصوصا عندما ارى الواقع يؤكد صواب التمشي الفكري الذي انتهجته (مثال ذلك التقاتل الذي لا ينتهي فيما بين الجماعات الاسلامية ذاتها التي لاتؤمن بسنة الاختلاف وكل منها يعتقد انه على صواب وغيرهاعلى ضلال فاكتوت بنار ه وينقلب السحر على الساحر) لذلك يا ابا سمية حينما اسمع تهجما او اتهاما من قبيل اهل الباطل والمتامرين تنتابني ابتسامة لجهل المتهجمين لشيئ اسمه الحيرة الفكرية ثم التساؤل والبحث والنظر فيما الفنا عليه اباءنا ذوي الافهام السلفية التي لا تعبر الا عن عصرها وكان مرجعنا السلف وليس القران والسنة(نترك مصدر الخبر ونهتم بناقل الخبر وفهمه له!)فهم رجال ونحن رجال نرجع لمصدر الخبر ونعيد قراءته وهذا ما لم تجبني عنه يا ابا سمية فلم ترد علي فيما استدللت به من ايات فيما يتعلق بالاختلاف.
اما عما ذكرته في اخر كلامك من حشو كرد على حديثي عن اتباع المنهج العلمي في دراسة الظواهر الاجتماعية فاسفي كان كبيرا لانك بكل بساطة (عذرا)لا تعرف شيئا عن العلوم الانسانية .
مريد ابن رشد-تونس-
21-08-2009 / 17:21:24 ابو سمية
مزاعم الحرية الشخصية طريق لترويج المنكرات
سيد مريد ابن رشد ارجو ان لا تتعسف على المفاهيم حين طرحها، فكلامك فيه الكثير من الخلط:
- اتخاذ مصطلح الحرية الشخصية كمحدد للمواقف حين الحكم على الأشياء، حدا يجعل هذا المصطلح يناطح المفاهيم العقدية ويلغيها، هذا مفهوم غريب على صاحب المبدأ، فضلا على ان يكون مسلما، فضلا على ان يتخذه حلا لما يعتري المجتمع من تفكك
- بالنسبة للذي يتكلم ويقر بالمرجعية الإسلامية، فان إشاعة الفاحشة كارتياد العلب الليلية مع مايصاحبها من سلوكيات الانحراف المقترنة، والنظر لاصحاب تلك المنكرات أمور تهم المجتمع كله، وليس يمكن للمسلم أن يزعم أن تلك امور تهم المعني لوحده كما تقول أنت واصحاب الاهواء عموما، و يؤكد حقيقة ان خطورة المنكرات تهم المجتمع كله، الأوامر الشرعية أولا التي تجعل للفرد الحق بل توجب عليه ان يتدخل وينهي عن المنكرات التي ياتي بها الآخرون مهما كانت طبيعة الآتين بالمنكرات ومهما كانت تعلاتهم، وقد ذم الإسلام الساكتين عن المنكرات، بل ولقد ذم الذين ينهون أصحاب المنكرات ثم لايمنعهم ذلك من مجالسة أصحاب تلك المنكرات واتخاذهم اصحابا وشبههم بعلماء بني اسرائيل، وحث الإسلام الفرد على عدم السكوت عن الباطل بل وأمره ان يكيف مواقفه من الناس على حسب سلوكياتهم وان يحب الناس لله و يكرههم لله، بمعنى ان يحب ويكره على حسب مواقف وسلوكيات اولئك الناس وليس يجب نحوهم مواقف ثابتة ابدا بقطع النظر عن اعمالهم وكسبهم في الدنيا كما يحب ان يروج ويلبس بعض الناس على المسلمين دينهم، كما يعلمنا الإسلام ان الآتين بالمنكرات ليسو ولن يكونوا كالآتين بالمعروف، فكيف يجيز البعض لأنفسهم ان يغيروا المفاهيم ويدعوننا ان نعامل اصحاب الباطل بتعاطف وباعراض عن موبقاتهم تحت تعلات عديدة.
كما يحثنا الاسلام على عدم الركون للظلم عموما وعلى عدم الاطمئنان لراي الأغلبية في الإطلاق وانما يجب علينا أن نوطن أنفسنا على المعروف، فان اتبع الناس المعروف اتبعناهم والا فاننا مطالبون بان لا نكون إمّعة وأن نعارض الجموع التي تنتهج سلوك القطيع، وهي أوامر وتوجيهات تزرع في المسلم بذور الفكر المستقل الحر وتنهي عن الامعية والسلبية.
- ثم يؤكد حقيقة ان المنكرات لايمكن ان تهم الفرد لوحده كمايزعم مروجو الانحرافات والمدافعون عنها تحت مزاعم الحرية الشخصية، النظر العقلي الذي يقول ان الذي يرتكب المنكرات هو خطر مؤكد على غيره على اية حال، ولاحل الا بالضرب على يديه
- خطر على غفيره بذاته من حيث انه داع لتلك المنكرات مادام يستهلكها، اذن فهو مروج ومسوق للمنكرات داخل المجتمع، ثم هو خطر على غيره بطريقة غير مباشرة من حيث ان اماكن المنكرات التي يستهلكها هي ادوات لنشر الفاحشة ولزرعها بين الناس من خلال تهوين أمرها لدى الناس وكسر الحواجز النفسية لديهم الرافضة لها من تلك التي تمثل صدا داخليا أمام إشاعة واقع الباطل عموما، وهي كلها عوامل تؤكد ان الفرد مرتكب المنكرات خطر يجب الاخذ على يديه ولايجب احترامه او معاملته كما يعامل غيره، وفي نفس الوقت يجب الأخذ على ايدي أصحاب منتجي المنكرات وليس فقط المستهلكين
- والاسلام يعلمنا ان اصحاب الباطل ليسو كأصحاب الحق، فكيف يحق لنا نحن ان نقلب هذه البديهية، أتريدون ان نجعل الفجار كالمتقين، ثم ان مزاعم الحرية الشخصية حينما تقدم كمبرر لترويج المنكرات كما تفعل يا مريد ابن رشد، هي مصطلحات مضللة يجب مقاومتها بنفس القدر الذي تقاوم به المنكرات ذاتها
- مسالة الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة هذه التي مافتئت تدندن بها بمناسبة وغير مناسبة، اقول لك انها خارج الموضوع، لاننا اولا لا نتحدث هنا عن الدعوة من عدمها ، وانما نتحدث عن اخطار واقعة، والاخطار مادامت قد انتقلت من مستوى الفكرة لمستوى الفعل، فانه يجب ازائها موقفا من جنسها اي فعلا، ولايكون ذلك الا بالصد وليس بالحديث، وان كان لابد من حديث واقناع ودعوة فهو لا يجب ان يكون بدلا للموقف الفعلي وهو وقف المنكرات في الواقع
- وصد الاخطار الذي هو نهي عن المنكر له مستويات عديدة، منها الفردي ومنها تلك التي تتكفل بها السلطات
-اما باقي كلامك فهو يقارب الحشو الذي يهدف لتحريف للمسالة كما يبدو، هذا على حسن الظن بك، والا فهو عدم فهم للموضوع
21-08-2009 / 15:12:06 مريد ابن رشد
الحل هو الايمان بالحرية الشخصية مع الدعوة الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
ارتياد العلب الليلية وغير ذلك امر خاص يهم صاحبه سيد نفسه.ولا يجوز لاي عامل خارجي(سلطة او غيرها ) ان يتدخل ويتعسف على الشؤون الذاتية للافراد ما دا مت هذه الحرية لا تؤذي الغير.وكونك تؤمن بالحرية الشخصية لا يعني ضرورة انك تتفق مع مخالفك.وانسب الحلول هو التعامل بالحكمة والموعظة الحسنةا""ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك""ومن اهتدى فلنفسه ومن ضل فانما يضل عليها"وتلك سنة الاختلاف في الكون "ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم"(هود118-119) وان يقول الله سبحانه وتعالى في اهم جانب وهو العقيدة"لا اكراه في الدين "فمن باب اولى واحرى لا اكراه فيما هو اقل شانا من ذلك من نمط حياة او سلوك الى غير ذلك من اوجه الاختلاف بين البشر
فاذا امتلكت هذا الفهم المستنير ذا العمق الفكري والعقلاني للنصوص الشرعية التي ما انزلت الا لمعالجة واقع عيش البشر في كل زمان ومكان لما فيه خيرهم حينها سوف تتبدد ذهنية نظرية المؤامرة(يحسبون كل صرخة عليهم) وينظر الى الامور بكثير من التعقل وانتهاج المنهج العلمي في تفسير الظواهر الاجتماعية ( علم الاجتماع,علم النفس الاجتماعي ...)ومن ثم ايجاد الحلول الناجعة لما اتسم منها بالسلبية وذلك من ايات الحكمة الي اشار اليها القران الكريم.
لناخذ مثالا عن معالجة العري المفضوح(طبعا ليس بالاكراه) لنتساءل ما هي الاسباب المباشرة وغير المباشرة لذلك.سوف نجد عاملا نفسيا يتمثل في جلب الانتباه الى النفس(مظهر من مظاهر حب الذات للاعتبار الاجتماعي وهو مفهوم علم نفسي) وتجد الانثى عادة اشباعا لهذه الغريزة الانسانية في الحرص على التزين والظهور بمظهر يلفت الانظار(لباس ماكياج كحل صبغ حلي...) وفي تزينها ذاك قد يمتد بها الحال الى حد استعمال الاثارة بالجسد ومن هناتبدا منظومة القيم الاجتماعية في هذا المجال تطرح نفسهابدرجات متفاوتة حسب المجتمعات .في هذا الاطار يتدخل عامل اخرثقيل الوقع والتاثير .انه اسلوب الانتاج الراسمالي الذي -تبعا لطبيعته في البحث عن الربح ومزيد الربح-يجد في الاثارة بالجسد الانثوي مجالا واسعا لتوسيع نشاطه وبالتالي تكديس ارباحه.ومن هنا يبدا في انتاج وترويج الملابس المثيرة واستعمال الالة الاعلامية والاشهارية الثقيلة لذلك المباشرة منها وغير المباشرة(اشهار مرئي ومصور عروض ازياء...) فتجده دائب السعي الى اشباع و تعميق العامل النفسي (لفت الانتباه الى حد استعمال الاثارة..) باستمرار.لذلك لا تفتا الموضة تتنوع وتتجدد فتراها تنورة قصيرة ثم بعد ردح من الزمن يزاد عليها فتحتان من الجانب الايمن والجانب الايسر ثم بعد ذلك تضفى عليها شيئ من الشفافية للتشويق ايضا وينتقل الامر الى الصدارفتظهر كامل الاكتاف وما بين الصدر وجزءان من الايمن والايسر ومساحة كبرى من الظهرثم يتدنى الصدار الى فوق لتظهر السرة وينتقل الامر الى السروال ليظهر شيئا من السوءة الخلفية وتبدو اعلى الملابس الداخلية وتتواصل "les optios"تماما مثل السيارات او اي انتاج سلعي راسمالي اخر يستغل ويخلق حاجة انسانية.ومن هنا يظهر السعي الراسمالي المحموم لتسليع اي شيئ حتى جسد المراة(كما وقع ذلك على مدى التاريخ).
بهذه النظرة للامور ندرك الحكمة التي دعانا اليها الله عز وجل في التعامل مع الاخر.فنبين ونكشف ونعري حقائق الامور السلبية ونعرضها على من غفل عنهافيكون الوقع والتاثير اكثر واعمق من التجريم والجفاء .ثم ان مثل هذاالخطاب الذي ينشد الحكمة دائما يستغرق كل مخالفينك سواء المسلمين او غيرهم فيفهمك الكل لانك تنطلق من كلمة سواء تفهمها كل البشرية الا وهي العقل الملازم للشرع كما علمنا اياه المولى عز وجل.
مريد ابن رشد-تونس-
20-08-2009 / 17:41:44 ابو سمية
لماذا يقع القبض على الشباب النقي الداعي لله ولايقع القبض على مرتادي العلب الليلية
السيد مريد ابن رشد
زعم المبالغات هذا يجب تناوله بشيء من التوضيح
انأ بالطبع كما هو واضح من كلامي لااقصد عموم السياح الجزائريين والليبيين من أنهم طلاب دعارة
وانما ما اقصده تلك الظاهرة الملحوظة بتحول السياحة بتونس لمنتج للدعارة والترويج للتسيب الاخلاقي ولضرب المجتمع التونسي بمعنى تحول السياحة بتوسن لاداة لتكريس مشروع تغريب البلاد واقتلاعها والإسراع في تفكيك المجتمع، بقطع النظر عن نوعية المرتادين والمستهلكين للمنتج السياحي
ولاشك ان الدليل على مااقول هو المناطق السياحية بتونس، بل العلب الليلية وبؤر الفساد التي تسمى ترفيه المنتشرة بطول البلاد وعرضها
من يؤم تلك البؤر، أليس نسبة كبيرة من أولئك المرتادين التونسيين، شباب صغار فتيان وفتيات، هل رايت يوما من منعهم من ارتياد تلك البؤر، الا يعتبر ذلك تشجيعا على الدعارة ومساهمة في تفكك المجتمع
ماذا يمكن ان تنتظر حينما يقع التشجيع على تلك المظاهر بحيث تتجاوز الحالات الفردية وتتحول لنمط حياة يشجع عليه الشباب ويروج له بوسائل الاعلام المحلية التي تقف عليها مايشبه العصابة الإعلامية التي تعمل بشكل مريب على انتاج برامج غريبة تسمى برامج واقع، وتقدم تلك المنتجات الخطيرة المستهدفة للشباب والاطفال، على انها نشاط ترفيهي وان لا ضير فيها، أليست تلك البرامج الاعلامية التي تروج للتعري وتمجد الفسق خطرا على البلاد وعاملا مسرعا بتفكيك المجتمع وضربه
وبماذا يمكن تسمية سكوت السلطات إزاء تلك البرامج التي تقدم بوسائل إعلامنا، وبماذا يمكن تفسير سكوتها إزاء تنامي ظاهرة تحول اماكن الترفيه التي يؤمها الشباب والشابات لبؤر تعلم الفسق من شرب خمر وممارسة الزنا وتعلم ابجديات التمرد على ضوابط القيم ومنتجيها من اسرة واباء وغيرها، الا يعتبر سكوت السلطات عن ذلك بل وتشجيعها على تنامي تلك الظواهر التي تضرب التونسيين وساهمت في التسريع بخط الانحدار لديهم من تنامي مؤشرات التسيب الاخلاقي وارتفاع نسب الطلاق والعنوسة وتراجع نسب الزواج، اليس ذلك تشجيعا ضمنيا
ولكي نفهم ذلك، ماذا لو قام بعض الشباب ببعض الاعمال الداعية للاسلام مثلا او بالحسبة ضد المظاهر السيئة، اليس سيقع القبض عليهم
لماذا لايقع القبض بالمقابل على الشباب الذين يتدفقون على بؤر الفساد والدعارة، اليسوا يمثلون خطرا اكبر على تونس وعلى باقي الشباب
من اكثر خطورة على البلاد، الشاب او الشابة التي تذهب لاحد العلب اليلية لتشرب الخمر وتمارس الزنا وتخرج من هناك رافضة تلقائيا لاي قيمة، تخرج من هناك عبارة عن قنبلة متحركة لايصدر منها الا الشر والعياذ بالله نحو العباد والبلاده، اتلك اشد خطورة ام ذلك الشاب التقي النقي الذي يدعو الناس لتقوى الله، والذي يقع القبض عليه
بل لماذا يقع السماح اصلا بوجود اماكن نشر الدعارة تلك والتي تقدم في ظاهر اماكن ترفيه كالعلب الليلية والمطاعم الراقية والنزل
او على الاقل كيف يقع السماح بارتياد الشباب والشابات التونسيين لتلك الاماكن، اذا كان لابد من وجود تلك الاماكن بالنسبة للسياح الاجانب
كل هذه وغيرها اشياء ملحوظة، واما المبالغة فهي السكوت عن تواجد تلك الامور بتونس، حيث هي مبالغة في السكوت لان واقعنا بتونس من التفسخ بحيث يستدعي اكثر من مجرد تناوله هكذا بطمئنينة
20-08-2009 / 15:15:05 مريد ابن رشد
كلام مبالغ فيه
الىابي سمية
بداية اشترك معك في استنكار كل انفلات اخلاقي مهما كان.وانني شخصيا ضد الحرية الجنسية(وليس الاختلاط العادي الذي تفرضه مقتضيات وسيرورات الحياة اليومية للبشر مثل التعليم العمل الشارع السوق...والذي لم يفرق الكثيرون بينه وبين الخلوة المحرمة) ولكن احترس يا ابا سمية من المبالغات وتحرى الحق في ذلك وهو فرض ديني لكل مخلص لدينه
من قال لك ان الليبيين والجزائريين اخواننا بمثل ما وصفتهم .ان الغالبية الساحقة منهم عائلات وهذا ما يلاحظ بسهولة لكل مواطن وزائر
ومن حكى لك عن هذه المدن "الجنسية".....
وان للحديث بقية.
19-08-2009 / 09:42:58 ابو سمية
وماذا عن السياحة الجنسية بتونس
وماذا عن السياحة الجنسية بتونس
السياحة الجنسية لاتوجد فقط بالمغرب او مصر، ولكنها توجد باشكال كبيرة نسبيا بتونس ايضا، والا فلماذا ياتي جزء كبير من السواح الليبيين والجزائريين لتونس، وهم انفسهم يصرحون انهم ياتون لممارسة الدعارة ولقضاء ليالي مع عاهرات الحمامات وسوسة وصفاقس، حيث الاماكن معدة واذ تمرح العاهرات التونسيات بحرية وهن عموما شابات طالبات وتلميذات، وكل ذلك تحت انظار السلطات التي تحصي الانفاس ولكنها لاتقول شيئا ولاتمنع تلك الانشطة
ثم الا يعرف الناس لماذا اعدت اصلا وبنيت في السنوات الاخيرة احياء باكملها تشبه المدن المستقلة، لاحتضان تزايد انشطة السياحة الجنسية بتونس غلى غرار الاضافات الجديدة لمدينة الحمامات وبسوسة وغيرها من بؤر الدعارة
والمواطن العادي يمكنه ملاحظة تزايد انشطة السياحة الجنسية بالمدن الساحلية التونسية من دون تحرك السلطات، ومن دون قدرة تحرك الاباء لمنع بناتهم، وهل بقي للولي قدرة للنهي امام ابنائه بعد ان كبلت قوانين حقوق الطفل يديه، وبعد ان كبلته من قبل قوانين حرية المراة والاحوال الشخصية سيئة الصيت امام زوجته، بحيث يفسر صمت الاباء وعجزهم عن التحرك اما مايقع تحت انظارهم
والذي يجعل من السياحة الجنسية يقع فضحها بالمغرب وليس بتونس، هو اعتبار اخر لاعلاقة له بحجم تلك الانشطة ذاتها، وانما يرجع لكون تلك الانشطة رغم تزايدها فانه ينظر لها بعدم الرضا ويقع فضحها بالمغرب مثلا، في حين ان جزءا كبيرا من مقدمات ومهيئات الدعارة بتونس ينظر لها على انها نشاط طبيعي وانها من الحرية الشخصية او كهذا يراد لها ويروج لها بوسائل الاعلام المحلية التي تخضع لتصورات وتوجيهات نخب يسارية منبتة، بحيث لايقع التحدث عن الانشطة المؤدية للدعارة البتة، بل انه بروج لها، من ذلك فان خروج الفتاة بتونس ليلا مثلا والسهر بالعلب الليلية يمثل سلوكا شبه طبيعي لدى قطاع واسع من العائلات التونسية التي نخرتها الديوثة، كما ان مسائلة الفتاة حول سلوكياتها من طرف وليها يعد شيئا مستهجنا في ادبيات وسائل الاعلام التونسية، وهو الشيئ الذي دعمته المنظومة القانونية التونسية، حينما اعترفت بالدعارة وقننتها وادخلت مصطلحا جديدا هو المراة العازبة في اعتراف بالدعارة ومنتجاتها وفي تحد صارخ للمنظومة الاسلامية ولما تقول به
بل ان مثل تلك السلوكيات يروج لها بالاعلام المحلي التونسي حيث تنتج البرامج التي تروج لنشر العهر والتفسخ بين الأطفال فضلا على الكبار، ويقدم القائمون على تلك البرامج الخطيرة على انهم اعلاميون متميزون، عوض محاكمتهم على اعمالهم الكارثية المستهدفة للتونسيين، لو كان الامر يمضي على حسب مناهج واضحة ويراعي فيها مصلحة التونسيين
8-06-2010 / 14:15:40 تونسي ساحلي