أحمد النعيمي
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8368 Ahmeeedasd@googlemail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
استقبل الإيرانيون البارحة معتقليهم الخمسة، الذين قضوا في سجون الاحتلال الأمريكي ما يقارب سنتين ونصف السنة، والذين تم الإفراج عنهم بعد أن تم تسليمهم للحكومة العراقية العميلة وذلك وفقاً للاتفاقية الأمنية، كما أعلن وزير الخارجية العراقي " زيباري " بأن حكومته قامت بتسلم الإيرانيين يوم الخميس الماضي، وذلك في تصريح لوكالة فرانس برس رداً على سؤال بشان إطلاق سراح المعتقلين الإيرانيين : " وفقاً للاتفاقية الأمنية لانسحاب القوات الأمريكية، يفترض تسليم جميع المعتقلين العراقيين وغير العراقيين إلى الحكومة العراقية، وهذا ما تم تنفيذه اليوم "، ورافق هذا الاستقبال تنديد من وزير الخارجية الإيراني " متكي "، الذي كان قد صرح سابقاً أن عميلة الخطف التي جرت بحق هؤلاء الخمسة عمل غير إنساني ووصمة عار لواشنطن، بقوله : " إننا نحتفظ بحق متابعة هذا العمل الهمجي الذي قامت به حكومة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، أمام الهيئات القضائية الدولية ".
وكأني بهذه التصريحات ليست سوى مسرحية جديدة، من الجعجعة ورفع الشعارات ليس إلا، وذر للرماد في العيون، وهذا ما ذكره متكي، ولكنه نسي أن يذكر لنا أن الإيرانيون هم من ساعد قوات الاحتلال الأمريكية في غزو العراق وأفغانستان، وذلك من خلال تصريحات كبرائهم أنه لولا الدور الإيراني الذي قدموه للأمريكان، لما تمكنت قوات الاحتلال من دخول هذين البلدين، كما صرح بهذا محمد الأبطحي في ختام أعمال مؤتمر الخليج الذي نظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجة يوم 15 كانون الثاني 2004م، حيث قال : " انه لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة "، وكذلك تصريح رافسنجاني الذي أكد فيه أن : " القوات الإيرانية قاتلت طالبان وساهمت في دحرها، ولو لم نساعد قواتهم في قتال طالبان لغرق الأمريكيون في المستنقع الأفغاني، ويجب على أمريكا أن تعلم أنه لولا الجيش الإيراني الشعبي ما استطاعت أن تسقط طالبان " !!! ونسي أن يذكر لنا أن الإيرانيون يسيطرون على 70 % من أراضي العراق، ونسي كذلك أن يخبرنا بأن المخابرات الإيرانية والأمريكية واليهودية يعملان يداً بيد في العراق، ونسي كذلك أن يذكر أحاديث المعتقلين في السجون العراقية عن تحقيق الإيرانيين معهم داخل سجن أبو غريب سيء الصيت، ونسي أن يذكر كذلك أن المجلس الإسلامي الأعلى وهم الذين تم تدريبهم وتمويلهم في إيران، والذين يمثلون النسبة الأكبر من الحكومة العراقية العميلة، وهم أنفسهم أصحاب فرق الموت التي قامت بمحاكم تفتيش رهيبة ضد المسلمين في العراق ولا زالت تقوم بها، فقتلت وذبحت وشردت ولا زالت تعتقل عشرات الآلاف في سجون ظاهرة وأخرى سرية لا يعلم ما يجري داخلها إلا رب العباد، فما وصلنا من جرائمهم لا يعد إلا جزءاً ضئيلاً من حقيقة ما يجري داخلها، ونسي كذلك أن يذكر لنا أين يعيش من بقي من فلسطينيو العراق من الذين كتب لهم أن ينجو بحياتهم، بعد المجازر التي ارتكبتها بحقهم فرق الموت من حزب الدعوة وجيش المهدي، واضطروهم إلى العيش في خيام على حدود التنف والوليد.
ونسي أن يذكر لنا زيارة نجاد – صاحب شعار الموت للأمريكان – إلى العراق في بداية سنة 2007م، ودخوله المنطقة الخضراء وكر قوات الاحتلال وحكومته العميلة، ليستقبل هناك بكل حفاوة من جنود الاحتلال وعملاء الحكومة الإيرانية، ونسي أن يذكر لنا عن تعاون السيستاني مع قوات الاحتلال الأمريكي كما فضحت دوره مذكرات بريمر، ونسي أن يذكر لنا عن مئات الآلاف الذين يحتجزونهم من البلوشيين والأحوازيين، الذين لا زالوا يقبعون في سجنوهم منذ عشرات السنين، ونسي أن يذكر لنا عن المئات من الأحوازيين الذين سلموا لهم من قبل سوريا، ونسي كذلك معصومة الكعبي المرأة الأحوازية وأولادها الخمسة التي سلمت لهم منذ ما يقارب السنة، وهي تقبع وأولادها الصغار داخل سجنوهم، ولا زالت سوريا تسلمهم كل يوم أشخاصاً جدداً، مصيرهم غياهب السجون، فهؤلاء لا بواكي لهم !!
ونسي أن يذكر لنا تصريحات نجاد – صاحب شعارات المسح لليهود – بأنه مستعد للاعتراف بدولة اليهود، ونسي أن يذكر لنا لمن صوت يهود إيران في الانتخابات الأخيرة !! ونسي أن يذكر كذلك عن اجتماع يهود إيران ومؤتمرهم الأول الذي عقدوه في القدس يوم الاثنين 6 / 7 الماضي، لتأسيس " اتحاد يهود مشهد " وأفاد كثير منهم أن أوضاع اليهود في ظل نجاد أفضل من الرؤساء الذين سبقوه، وقد ذكر " راب مشهد شلومو ذبيحي " : " صحيح أن نجاد يتحدث بطريقة سيئة عن اليهود، لكن حكومته هي الأفضل لليهود " !!! وأكد مؤسس الاتحاد " بهمان كمالي " : " أنه لا يعتقد بأن اليهود في إيران سوف يتعرضون للاضطهاد بسبب الأحداث الجارية فيها "، ونسي أن يذكر التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية التشيكي " كارل شوارزينجر " في حديث صحفي لجريدة هارتس العبرية : " عن وجود علاقات سرية وطيدة بين إيران واليهود "، لافتاً إلا أن تلك العلاقات ليس بالضرورة الكشف عنها رسمياً، وذلك كما حاول خميني كل جهده أن يمنع ظهور فضيحة "إيران كيت " إلى العلن، ونسي أن يذكر لنا تصريحات مشائي – صهر نجاد ونائبه – بأنهم أصدقاء لليهود عقب مؤتمر السياحة، ونسي أن يذكر لنا تصريحه " للحياة " : " أن الجمهورية الإسلامية في إيران هي مطلب أمريكي، وخصوصاً بعد إقامة دولتين إسلاميتين في كل من أفغانستان والعراق "، ونسي أن يذكر كذلك تصريح أحد رؤساء الموساد السابق : " أن نجاد أجمل هدية لليهود لأنه يخدم مصالحهم "، ونسي أن يذكر ما قاله الدكتور موسى الموسوي في كتابه " الثورة البائسة : " " أما إيران فكانت منذ قيام دولة إسرائيل صديقاً حميماً لها سواء في عهد الشاه أو بعد سقوطه، وكانت إسرائيل على علم ويقين أن تصريحات الخميني وسائر زمرته من احتلال القدس والحرب مع الكيان الصهيوني هي للاستهلاك المحلي ومزايدات داخليه وخارجية، وقد ثبت ذلك حين زودت إسرائيل إيران بقطع الغيار والأسلحة أثناء حربها مع العراق في الحرب الإيرانية العراقية، ولقد حاولت الزمرة الخمينية الحاكمة إخفاء هذه الفضيحة الكبرى، وحاول الخميني نفسه أن يدخل الميدان وكذب الخبر مرات ومرات، إلا أن الفضيحة كانت اكبر من أن تخفى ".
كل هذه الحقائق عن خيانة الإيرانيون وتحالفهم الغادر مع الأمريكان واليهود تناساها متكي، وعاد لتقيته، ورفع شعارات البطولة والجعجعة التي لم نر منها طحنا أبدا، فبكى السنوات التي قضاها هؤلاء الخمسة داخل سجون قوات الاحتلال، ونسي المصير المجهول الذي لا زال يكتنف مئات الآلاف الذين يقبعون في سجونهم، وظن أنه سيطمس بهذه اللطمية، جرائمهم التي ارتكبوها بحق عشرات الآلاف الذين يقيمون داخل أقبية الزنازين تحت الأرض وفوقها، في العراق وإيران.
لن ندعوك إلا أن تحترم عقولنا قليلاً، ويكفيكم استخفافاً بها، فقد شبعنا من بطولاتكم التي لم نرى منها إلا شعارات جوفاء فارغة، واهية يكذبها الواقع، والتي لم نر منها – إي بطولاتكم – إلا تحالفات غادرة مع اليهود والنصارى، وانتصارات تقومون بتنفيذها بحق المسلمين في العراق وإيران وكل بلد استطاعت أيديكم أن تصل إليه، فارحموا عقولنا ويكفيكم استحمارا لها، فهذا الصراخ ما عاد ينطلي إلا على السذج ممن لا يحملون إي ذرة من عقل، الذين يرون كل هذه الدماء التي تسقط، ثم ينتظرون مثل هذه التصريحات ليغفروا لكم ما قدمت أيديكم من جرائم وما اقترفتم من آثام وخيانات، هؤلاء الذين تعودوا أن يُستخف بهم ويستحمروا، هؤلاء الذين لعبت بهم الفتن لعبتها، فقذفت بهم يميناً ويساراً وجعلتهم شذرا مذرا، وبات حالهم كمن سقط من السماء فتخطفه الطير من كل مكان أو تهوي بهم الريح إلى مكان سحيق، وهم الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا قليل"، أما نحن فنقول إننا لن نسكت عن جرائمكم وخيانتكم، وسنبقى واقفين ضدكم وضد كل خائن وضد الذين ساعدتموهم في احتلال العراق، ولن ننسى مجازركم ومجازرهم بحقنا، وسنعمل على تعريتكم وكشف حقائقكم وخيانتكم للعالم اجمع، وسنردكم بإذن الله على أعقابكم خاسرين أنتم ومن تحالفتم معهم من أجل القضاء على كل ما يمت إلى الإسلام بصلة، وإن رفعتم ما رفعتم من شعارات فإنكم ستبقون مطايا للمحتلين وحميراً لليهود.
ولم يكن شيخ الإسلام ابن تيمية قد تجاوز عليكم ببيان حقيقة أصولكم ودناءة أنفسكم وخيانتكم، عندما قال : " الشيعة ترى أن كفر أهل السنة أغلظ من كفر اليهود والنصارى لأن أولئك عندهم كفار أصليون، وهؤلاء كفار مرتدون، وكفر الردة أغلظ بالإجماع من الكفر الأصلي ولهذا السبب يعاونون الكفار على الجمهور من المسلمين ".. ويضيف : " الرافضة أعظم أهل ذوي الأهواء جهلاً وظلماً يعادون خيار أولياء الله تعالى من بعد النبيين من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار الذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه، ويوالون الكفار والمنافقين من اليهود والنصارى والمشركين والملحدين كالنصيرية والإسماعيلية وغيرهم من الضالين، فتجدهم أو كثيراً منهم إذا اختصم خصمان في ربهم من المؤمنين والكفار، واختلفت الناس فيما جاءت به الأنبياء فمنهم من آمن ومنهم من كفر، سواء كان الاختلاف بقول أو عمل كالحروب بين المسلمين وأهل الكتاب والمشركين، تجدهم يعاونون المشركين وأهل الكتاب على المسلمين أهل القران كما قد جربه الناس منهم غير مرة، في مثل إعانتهم للمشركين من الترك وغيرهم على أهل الإسلام بخراسان والعراق والجزيرة والشام وغير ذلك، وإعانتهم للنصارى على المسلمين بالشام ومصر وغير ذلك في وقائع متعددة من أعظم الحوادث التي كانت في الإسلام في المائة الرابعة والسابعة، فإنه لما قدم كفار الترك إلى بلاد الإسلام وقتل من المسلمين ما لا يحصي عدده إلا رب الأنام، كانوا من أعظم الناس عداوة للمسلمين ومعاونة للكافرين، هكذا ومعاونتهم لليهود أمر شهير حتى جعلهم الناس لهم كالحمير ". سبحان الله وكأني بشيخ الإسلام – رحمه الله – يعيش بيننا ويحدثنا عن خبر القوم، فهل من مدّكر، وهل سيدرك المستحمرين حقيقة حمير اليهود !؟.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: