أحمد النعيمي
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 9118 Ahmeed_asd@hotmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
إن من غرائب الأمور أن يتحول الفرس من ديكتاتوريين إلى غيره، وهم منذ وجودهم على وجه هذه الخليقة وهم يمثلون دولة القهر والاضطهاد، والمتتبع للتاريخ يرى أن المجتمع الفارسي قبل الإسلام كان مجتمعاً طبقياً يسيطر عليه كسرى الذي ادعى أنه يستمد حكمه من الإله وأنه صاحب دم الهي، وكل من تحت حكمه جميعاً هم رهن إشارة هذا الابن المدلل، فلا تفكير ولا اعتراض، ما دام في هذا رضا أصحاب الدم الإلهي.
وعندما ظهر دين الله تعالى على يد رسوله محمد عليه أفضل الصلاة والسلام أرسل رسله جميعاً إلى الملوك الذين كانوا في زمانه، فأرسل إلى كسرى الذي كان جوابه تمزيق الرسالة فدعا عليه أفضل الصلاة والسلام أن يمزق الله ملكه، وانتشر صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في البلاد ينشرون هذا الدين ويخرجون الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب الأرباب، ووقف الفرس أبناء الإله بوجوههم، واستمر صراع بينهم وبين الحق إلا أن تمكن الصحابة – رضي الله عنهم – من القضاء على كسرى وإخضاعهم لحكم الإسلام وتم سبي بناته وأخذهم أسرى إلى المدينة المنورة، وذلك في عهد الخليفتين الراشدين أبا بكر وعمر، وهذا يوضح لنا جلياً لماذا يلعن أبا بكر ويسب عمر – رضي الله عنهم جميعاً – من قبلهم، ويوضح كذلك قولهم بردة الصحابة جميعاً بعد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – !!.
ولأن كسرى لم يرزق بولد ذكر فإنه في عقيدة فارس ينتقل الدم الإلهي إلى كبرى بناته، وكانت البنت الكبرى من نصيب الحسين زوجه إياها الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، وهذا يفسر لنا بجلاء فكرة انتقال الدم الإلهي فيما سمي بالعقيدة التي تقول بفكرة الأئمة المعصومين – أو بعبارة أخرى أولاد الإله – الذين وصفهم الخميني بقوله : (( أن للإمام مقاما محموداً ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون. وإن من ضرورات مذهبنا أن لائمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل )) " الحكومة الإسلامية ص 25 ط القاهرة 1979 "، وقد أورد كلينهم في الكافي باباً بعنوان : (( أن الأئمة يعلمون ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم شيء ))، وغيرها الكثير مما ورد في حقهم من صفات وأساطير، أليست فعلاً هذه الأوصاف هي نفسها صفات أولاد الإله الكسرويون !؟.
وبعد أن ادعوا العصمة للائمة زعموا أن الإمام الثاني عشر قد غاب في السرداب، فاختفت الأئمة المعصومين ونقلت الولاية إلى نائبه ليعود الأمر من جديد إلى فرس، وأعطوه العصمة التي أعطوها للائمة وهو ما عرف في عقيدتهم باسم ولاية الفقيه التي يدين بها الرافضة في العالم اجمع، ومعناها طاعة ولي الأمر وهو الآن ( علي الخامنئي ) ثم من بعده إلى زمن ظهور مهدي الشيعة طاعة مطلقة، دون اعتراض عليه فيما أمر ونهى، ولا يجوز رد حكم الولي الفقيه أو الجدال فيه !! ويسمى الولي الفقيه بالمرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، أو نائب صاحب الزمان، وتعد ولاية الفقيه المنصب السياسي الأول للشيعة في العالم كله.
وقد وضح حسن نصر الله هذا المفهوم بقوله : (( الفقيه هو ولي الأمر زمن الغيبة، وحدود مسئوليته اكبر واخطر من كل الناس، نحن ملزمون بإتباع الولي الفقيه ولا يجوز مخالفته فـ ( ولاية الفقيه ) كولاية النبي صلى الله واله والإمام المعصوم، وولاية النبي والإمام المعصوم واجبة، لذلك فإن ( ولاية الفقيه ) واجبة، والذي يرد على الولي الفقيه حكمه، فإنه يرد على الله وعلى أهل البيت ( ع ) )) من كتاب الإسلاميون في مجتمع متعدد للدكتور مسعود الهي ص 322، فهل من يحمل هكذا عقيدة يمكن أن يكون غير ديكتاتور !؟.
وبقيت هذه الفرقة الخبيثة وراء كل فتنة كانت تلم باركان الدولة الإسلامية، فما من مصيبة إلا وورائها هذه الفرقة الحاقدة على الإسلام بدأ ً بالفتن التي أفضت إلى قتل الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان – رضي الله عنه – ومن ثم تخاذلهم عن نصرة حق الخليفة الراشد علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – الذي ملهم وسئمهم كما جاء هذا في كتابه نهج البلاغة : " استنفرتكم للجهاد فلم تنفروا، وأسمعتكم فلم تسمعوا، ودعوتكم سراً وجهراً فلم تستجيبوا، ونصحت لكم فلم تقبلوا... لوددت والله أن معاوية صارفتي بكم صرف الدينار بالدرهم، فأخذ مني عشرة منكم وأعطاني رجلاً منهم " نهج البلاغة ص 224، ونقضهم الميثاق الذي أخذوه على أنفسهم لنصرة حفيد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فتركوه يموت شهيداً وحيداً هو ونفر قليل من آل بيت رسول الله على يد جيش الفاسق الفاجر ابن مرجانه، ودعا عليهم الحسين رضي الله عنه بعد أن خذلوه وأصبحوا في جيش ابن مرجانة : " اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً واجعلهم طرائق قدداً، ولا ترضي الولاة عنهم أبداً، فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا "، ومروراً بسقوط بغداد على يد التتار ومساعدتهم في قتل خليفة الإسلام واستباحة دماء المسلمين، ولا زال تآمرهم قائماً – وسيبقى إلى يوم القيامة – فما ارتكبوه من جرائم على يد حزب أمل وحزب الله بحق الفلسطينيين وأهل السنة، ومساعدتهم قوات الاحتلال في دخول العراق وأفغانستان، وما جرى في البقيع والبحرين، ومحاولتهم العبث بأمن اليمن لهو اكبر دليل على شرور هؤلاء المفسدون في الأرض.
وما يجري الآن في إيران من مهازل تدعى انتخابات، فهي ليست سوى مسرحية تحاول من خلالها أن تغير قشورها من أجل تغير النظرة الديكتاتورية والتي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من عقيدة أبناء الإله، ومن أجل خداع الكثير من العرب الذين يعيشون تحت ظل أنظمة فاشية قمعية، وأما في الحقيقة فإن الأمور والسياسة الإيرانية مرتبطة بيد الكسروي خامنئي ولي الفقيه – ابن الإله – الذي يتحكم بأمور الدولة صغيرها وكبيرها، وما منصب الرئاسة إلا منصب سياسي وسياسي فقط لا أكثر ولا اقل، حاله في هذا حال الخليفة العباسي الذي كان مجرد منصب لدى سيطرة البويهيين على بغداد فالكلمة والأمر كان بيدهم، وللخليفة الاسم فقط ولم يكن له من الملك إلا الكرسي الذي يجلس عليه.
ورغم كل هذا التبجح بالحرية والشفافية فإن الديكتاتور " كسرخامنئي " لم يفلح في تغيير طبيعته، وتم التلاعب في الانتخابات وإخراج من يريد رغماً عن إرادة الشعب الإيراني الساعي للتحرر من قبضة هذا الكسرى، وتم له اختيار الرئيس الذي يريد لكي يتابع ما هم شارعون في تحقيقه من نشر ولاية الفقيه والقول بعصمة الأئمة وسب صحابة رسول الله في البلاد الإسلامية جميعها.
ولكن الذي يبشر بنذر خير هو موقف المرشح الموسوي وجموعه التي خرجت منددة بهذا التزوير ومعترضة على نتائج هذه المهازل ومطالبة بإلغائها، وليؤكد أن هناك شريحة كبيرة من الشعب الإيراني رافضة لهذه الولاية التي لم تجر تصرفاتها وحماقاتها إلا مزيداً من الكره والمقت للإيرانيين من قبل الشعوب الإسلامية، وأن هذه العقيدة غير مرغوب بها بين طيف كبير من الشعب الإيراني، وليس أدل من هذا سوى الشعارات واللافتات التي يحملها هؤلاء الغاضبون " الموت للديكتاتورية، والموت للديكتاتوريون "، فهل ستستطيع هذه الجموع الغاضبة أن تزيل من الأذهان الصورة المقيتة التي طبعت في الأذهان عن هؤلاء المفسدون في الأرض، أم أن قدر الشعب الإيراني أن يبقى مدى حياته مطية لهؤلاء الكسرويون أولاد الإله !؟.
--------------
وقع التصرف الطفيف في العنوان الأصلي
مشرف موقع بوابتي
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
17-06-2009 / 00:59:46 حمامي
أخي النعيمي
السلام عليكم
أخي النعيمي اعذرني إن كانت مداخلتي قصيرة في كل مرة فربما كان هذا سبباً في حجب مقصدي عليك.
نعم من الفرس من يتشرف به كل مسلم وسلمان الفارسي خير دليل لذلك.
مبدئيا و إمتثالاً للحديث الشريف : لا فرق بين اعجمي و لا عربي ألا بالتقوى
وجب علينا عدم تناول أي موضوع إلا وقد حيدنا مسألة العرق وفي ذلك تصديق لقول النبي صلى الله عليه وسلم وهل نبغي غير ذلك؟
أما مسألة أنهم هم عرقيون فهذا شأنهم وهذا يذمهم ولا ينبغي الرد عليهم بالمثل إلا اللهم لتقيم عليهم الحجة وتبين لهم حجم خطئهم وقد تكون قصدت المعنى الأخير، هذا ما فهمت على الأقل والله أعلم .
16-06-2009 / 11:40:43 احمد النعيمي
الاخ العزيز حمامي ..
نحن لا نستخدم العرق اخي الكريم .. ولكننا نقول الحقيقة التي هم يستخدمونها ويفتخرون بها ..
اليس هم الذين يقولون عن الخليج العربي .. الخليج الفارسي !؟ والا لو كنا حقيقة فخورون بالاسلام لقالوا عنه انه الخليج الاسلامي
اليس هم كذلك الذين يمنعون العرب في الاهواز وفي بلوشستان من ان يتسموا بغير الاسم الفارسي !!
حتى بات الواحد منهم يتسمى ياسمين واحد فارسي في الشارع .. واخر عربي في البيت !! وفي البيت فقط !!
ولذلك نحن لم نتحدث الا عن حقيقتهم .. ونوضح حقيقة خطرهم وحقدهم على الاسلام !!
وانا هنا لا اقصد العنصر الفارسي ولكن اقصد الفرس الرافضة ، الذين يستملوا امور الدولة في ايران ، والمتعصبين لفارسيتهم !!
فمن الفرس اخوة لنا صهرهم الاسلام ببوتقته ..
وهذبهم فاحسن تهذيبهم .. ورباهم فاحسن تربيتهم .. ومن هؤلاء الامام ابا حنيفة رحمه الله تعالى .. والكثير غيره ..
فشتان بين هؤلاء المدعين الذين يسبون صحابة رسول الله ليل نهار .. وشتان بين الامام الاعظم ابا حنيفة والفرس الصادقين الذين خدموا الاسلام اكثر من العرب انفسهم
وانظر اخي الكريم كيف يسب احمدي نجاد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
السلام عليكم اخ النعيمي .. لا شكّ انّ النظام الايراني يلعب دورا قذرا في العراق
نحاربه .. و نكتب عنه .. و نعرّيه .. و هذا ابسط حقوقنا في الدفاع عن بوابة الوطن الشرقيّة .. التي هي تحت الاحتلال الأمريكي .. و لكن أن نخلط حقائق التاريخ بحقائق التحريض على " الشعب الايراني " و نزوّر في المعلومات ، و فكرة بسيطة تنسف اركان مقالتك من اساسها ، و تجعلها تهوي كقطع الدومينو .. و هي انّ المذهب الشيعي اصبح المذهب الرئيسي لإيران في الفترة بين ١٥٠٠ م - ١٧٩٧ م اي حين بزوغ دور الدولة العثمانيّة " السنيّة " و التي وقفت في وجه طموحات الدولة " الصفويّة " في ايران .. اي انّ ايران قبل هذه الفترة كانت سنيّة .. و ما قام به الصفويون هو تثبيت اركان المذهب الشيعي في وجه " المدّ العثماني " و إنّ من قام بهذا الأمر رجال دين شيعة عرب قدموا الى ايران من جبل عامل في لبنان ، و من القطيف في جزيرة العرب ، و من جزيرة البحرين .. و بالتالي فإنّّ ما تفضلت به من فلتة تاريخيّة عن دور ابنة كسرى في نشوء فكرة الأئمة المعصومين مردود على ما قلت في مقالتك فهذه الفكرة هي في صلب " المذهب الشيعي " و ليست طارئة عليه بتشيع الناس في ايران .
١ - انّ من قام بقتل الامام " عثمان رضي الله عنه " هم الغوغاء القادمون لعرض مطالبهم من مصر .. و وقتها لم تكن بذور المذهب الشيعي قد ظهرت الى الوجود
٢ - عندما تتحدث عن ولاية الفقيه .. لا تتحدث عنها بهكذا تبسيط .. فهي قد كتب بها آلاف الكتب .. و عندما تزوج " الملك فاروق " ملك مصر المحروسة اخت شاه ايران ، و تزوجت اخت الملك فاروق شاه ايران .. كان هناك ازهر به علماء لم يتحدثوا عن فتن الشيعة في كل مكان
٣ - عندما تتحدث عن الفلسطينيين بلبنان .. لا تختصر الأمر بكل بساطة بالشكل التالي " فما ارتكبوه من جرائم على يد حزب أمل وحزب الله بحق الفلسطينيين وأهل السنة " لأنّ فيه الكثير من عدم فهم حقيقة الصراع السياسي في لبنان ، و دور مراكز القوى .. و الفلسطينيين استقدموا الى لبنان " بعد مجازر ايلول الأسود " التي قام بها جيش الأردن التي كان ملكها " هاشمي - سنّي - حجازي " و هذه تسكت عنها " لدواعي حال المقال " .. و تنسى انّ ادخال الفلسطينيين الى لبنان كان بقصدين " توطينهم في وطن بديل " ، و تكثير عدد السنّة في وجه " التمدد المسيحي الماروني " و عندما خرج الفلسطينيون " بتواطؤ عربي - صهيوني " من لبنان .. كان حزب الله لم يظهر الى الوجود بعد
٤ - ولكن الذي يبشر بنذر خير هو موقف المرشح الموسوي وجموعه التي خرجت منددة بهذا التزوير ومعترضة على نتائج هذه المهازل ومطالبة بإلغائها " و لا ادري ما الخيرية هنا .. فهل اذا ندد " موسوي بالانتخابات " يكون غير شيعي .. و غير مؤمن بولاية الفقيه .. و غير ايراني .. و غير صفوي .. ما هذه الهرطقة يا أخ نعيمي .. اليس نجاد .. و موسوي .. و رفسنجاني ... ووو .. هم ابناء مدرسة ولاية الفقيه التي تحدثت عنها بكل " قرف ، و اسمئزاز " .. مالذي سيغيره موسوي في توجهات النظام .. اصلا خاتمة مقالتك تقتل كل مقالتك .. اتق الله بنا .. فمن يقرأك ليس غبيّا .. و ليس بحاجة الى دروس مزورة في التاريخ .. و قد مللنا ممن يكتبون ، و لا يدققون .. ارحمونا ليرحمكم الله
15-06-2009 / 22:38:52 حمامي
تعديل الأخطاء الكتابية :
لا تعتمد على العرق في نقدك فهذا من دعاوى الجاهلية مع رفضي للشيعة طبعاً.
مشكورين!
15-06-2009 / 21:34:04 حمامي
لا تعتمد على العرق في نقدك فهذا من دعوة الجاهلية مع رفضه للشيعة طبعاً
17-06-2009 / 00:59:46 حمامي