أحمد النعيمي
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6959 Ahmeed_asd@hotmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
استعان الخائن الملك الصالح إسماعيل بالصليبين ضد إخوته وأبناء جلدته من المسلمين وسلمهم بعضاً من قلاع المسلمين ومدنهم.. وزودهم بالأسلحة وفتح لهم أبواب دمشق يأخذون منها ما شاءوا من أسلحة ومتاع وزاد مقابل أن يتنصروا له من أخيه الصالح أيوب في مصر.. ووقفت بوجهه دمشق قاطبة وعلى رأسهم سلطان العلماء العز بن عبد السلام الذين أعلن أن لا ولاية لخائن وقطع الخطبة له وختمها بقوله : " اللهم ابرم لهذه الأمة إبرام رشد تعز في أولياءك وتذل فيه أعدائك ويعمل فيه بطاعتك وينهى فيه عن معصيتك " وسُجن الشيخ الجليل بعد موقفه هذا إلى أن تمكن الملك الصالح أيوب الذي استعان بالخوارزمية من الإيقاع بالصليبين وأعوانهم من خونة المسلمين وفك قيد هذا الشيخ الجليل وأعاده إلى مصر معززاً مكرماً، ورد الله كيد الخونة وأسيادهم إلى نحرهم ونصر المسلمين المجاهدين عليهم.
وها هو الآن عباس دايتون يعيد الكرة من جديد والدور الخياني نفسه بعد أن اسقط عن وجهه برقع الحياء فما عاد يهمه قيل عنه خائن أم غيره، ورفع أعلام الخيانة عالياً وبكل وقاحة، وجعل من نفسه مركوباً وأسلم قياده لأسياده من يهود ونصارى يفعلون به ما شاءوا، فبعد فضيحته في المزاد الذي إقامته دولة الاحتلال اليهودية في مدينة " هرتسيليا " الذي أقيم بداية شهر كانون الأول من العام المنصرم والتي كشفت فيه الغطاء عن الهدايا الكثيرة التي أرسلها الزعماء العرب إلى تلك الدولة المسخ، وأعلنت حينها عن بعض الأسماء وكان من ضمن الذين أعلنت عنهم الخائن عباس وهديته كانت عبارة عن طقم من الذهب الفاخر والثمين قدم لرئيسة الكنيست " داليا ايتسك " وتدخلت مخابرات الدولة المسخ وقامت بإزالة الشعارات الأخرى عن الهدايا المقدمة لكي لا ينكشف أمر باقي الخونة العرب.
إلى هذه الخيانة الأخيرة والجريمة النكراء التي ذهب ضحيتها شهيدين كبيرين من كبار قادة المقاومة الإسلامية، وذلك في حملة جديدة بدأ بتنفيذها فور عودته من اللقاء الذي جمعه مع الرئيس الأمريكي متعهداً لهم بمتابعة ومواصلة دوره الخياني وتأكيد ولائه لهم والقضاء على كل مجاهد ومقاوم، وحاولت جماعة عباس دايتون أن تضع في أذهاننا صوراً كاذبة ً عن حقيقة ما جرى وتوهمنا بأنهم تعرضوا للاعتداء من قبل هذين البطلين ولكن ولله الحمد جاءت الرواية الرسمية من قبل " المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان " مؤكدة ً أن قوات عباس قد حاصرت منزل الشهيدين السمان وياسين وأن الاشتباكات بدأت بعد أن قامت قوات الخيانة بقتل المساعد محمد ياسين، ناسفة ً بهذا مزاعم الخونة من أن المجاهدَين قد هاجما دورية ً لجهاز الأمن الوقائي، وأنهما قاما بإطلاق النار.
وهذه هي سنة أهل الباطل والزيغ والضلال في كل زمان ومكان من تدبير المؤامرات وإلصاقها بغير أهلها الذين لا هم لهم إلا محاربة أهل الحق والإيمان والذين لا تجدهم إلا متحدين مجتمعين محاولين إطفاء نور الله تعالى ومنع الفتية الذين امنوا بربهم وازدادوا هدىً من تبليغ رسالة ربهم إلى العالم اجمع، كما فعل سلفهم سلف السوء بأصحاب الأخدود.. وكما يفعل أشباههم من الخونة من ملاحقة إخوتنا في باكستان الذين تطاردهم نيران الحقد والغدر وتجمعت عليهم قوى الشر في العالم اجمع ولكنهم أبوا أن يسلموا قيادهم إلا لله الواحد القهار فطوردوا وحوربوا في كل مكان وفي فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال والشيشان – لهم الله تعالى وهو ناصرهم لا شك في هذا الوعد – وبقوا صامدين على الحق رغم من خذلهم وتخلى عنهم، وانطبق على أهل الضلال والباطل قول الله عز وجل : " وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ، وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ، الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ، إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ، إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ " البروج 7 – 11.
ولا ادري أي شيء سيستفيده هؤلاء الخونة الذين اتخذوا من أعداء الله ورسوله والمؤمنين أولياء، وأي بيوت تلك التي ابتنوا لأنفسهم، وفيهم يقول الله عز وجل : " مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ " العنكبوت 41، وليعلم هؤلاء الذين اتخذوا من أعداء الله وليجة أن بيوتهم واهية كبيت العنكبوت وأن الله لهم بالمرصاد وإنما يُملي لهم ليزدادوا إثما ورجساً إلى رجسهم وأن بطشه بهم شديد، وتلك هي سنة الله في عباده وفي الذين خلوا من قبل، يقول تعالى : " قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، قُلْ جَاء الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ " سبأ 48 – 49.
وبالفعل فقد جاءت الروايات لتؤكد كذبهم كما وقد تكفل الله بكشفها من قبل ومن بعد فله الحمد تعالى، ولتؤكد من جديد كذب الرواية التي حاكها شياطين الإنس والخونة والمفسدين في الأرض، وأتباع كل ناعق، ولتؤكد وبشكل قاطع الوجه القبيح لهؤلاء الخونة الذين سيحاسبهم الله والزمان والشعب والوطن وكل شريف، كما وفـُعل بسلفهم السابق سلف السوء الصالح إسماعيل وغيرهم من الخونة الذين باتت تضرب بهم أقبح الأمثلة في الخيانة والغدر والتواطؤ وتحيق بهم أبشع النهايات وأسوءها، فإلى كل شريف من الذين غرر بهم نقول لهم أن يعلنوا موقفهم وبكل شجاعة من رفضهم لهؤلاء الخونة، ووقوفهم مع أبناء شعوبهم المجاهدة الساعية لنيل حريتها واستقلالها، وإلا فإن التاريخ لن يرحمهم وسيبقون ملعونين أينما ثقفوا وأينما حلوا وارتحلوا، فهل من مدّكر !؟