يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أكد قدورة فارس رئيس نادي الاسير بأن القوانين الدولية واتفاقية الطفل، قد منحت الطفل حقوقاً اساسية، ولايسمح المساس بها تحت أي ظرف من الظروف، أهمها عدم حرمان الطفل من حريته، وعدم التعرض للإعتقال العشوائي، واذا كان ولابد من الإعتقال فليكن الملاذ الأخير، مع وجوب معاملتهم معاملة حسنة واحتجازهم في أماكن نظيفة وصحية وذات تهوية مناسبة، تكفل لهم حياة انسانية وتتوفر فيها كافة حقوقهم من مأكل وملبس وتعليم ورعاية صحية وتوفر لهم أدوات الترفيه والتسلية، وآليات الإتصال الدورية بالأهل ..الخ وليكن هذا الإعتقال لأقصر فترة ممكنة.
واضاف بأن سلطات الإحتلال تضرب كل تلك الإتفاقيات والنصوص بعرض الحائط، ولايمر يوم واحد إلا وتعتقل خلاله عدد من الأطفال، ولاتفرق في معاملتها ما بين الطفل المعتقل او الشاب والشيخ، وأن جميع الأطفال يتعرضون أثناء اعتقالهم للضرب والتنكيل والإهانة، فيما ان قرابة 93 % تعرضوا لصنوف مختلفة ولأكثر من شكل من التعذيب الجسدي والنفسي والتي هي أكثر قسوة خلال التحقيق معهم.
ويشير قدورة بأن هذه المعطيات تؤكد بأن سلطات الإحتلال تتعمد استهداف الأطفال ضمن اعتقالاتها وممارسة الضغط عليهم والزج بهم في سجونها لفترات متفاوتة لتصل أحياناً لعشرات السنين والمؤبد احياناً أخرى، بهدف تحطيم طفولتهم والقضاء على مستقبلهم والتأثير السلبي على الطفولة الفلسطينية عموماً.
مبيناً بأن من اعتقلوا وهم اطفال وامضوا سنوات في سجون الإحتلال، تأثروا بطبيعة الحال بالبيئة التي قضوا فيها سنوات طفولتهم، وواجهوا بعد خروجهم من السجن صعوبات جمة في التأقلم والتكيف مع العالم الخارجي ومع آبائهم وباقي أفراد الأسرة ً، وأدت بالكثيرين منهم الى الميل الى ممارسة سلوك عنيف كالسلوك الذي تعايش معه داخل السجن، أو الميل للعنف والانتقام ممن عذبوه في طفولته وبعضهم عاد واعتقل من جديد.
اوضح بأن الأطفال الأسرى وبجانب ما يتعرضون له من انتهاكات متواصلة لاتعد ولاتحصى لحقوقهم الأساسية، فان جهاز المخابرات الإسرائيلي يبتدع بين الفينة والأخرى اساليب جديدة للإيقاع بهم في " شرك العمالة " والضغط عليهم وابتزازهم لتجنديهم بهدف العمل لصالحه، وفي شهادات كثيرة يتعرضون للتحرش الجنسي وللتهديد باغتصابهم أو اجبارهم على التعري والتقاط بعض الصور، كوسيلة لإنتزاع اعترافات ولو كاذبة يُحاكم عليها قانون الإحتلال أو قبولهم التعامل مع المخابرات، وللأسف الشديد كثير من الأطفال كانوا ضحايا لذلك .
ويؤكد قدورة أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية لا تتوانى عن استخدام أنجع الوسائل لتجنيد الأطفال واسقاطهم في مستنقع الخيانة والعمالة المرفوضة طبعاً بل والمنبوذة من قبل المجتمع الفلسطيني.
وفي هذا السياق ناشد فارس كافة الفصائل الفلسطينية ووسائل الإعلام المختلفة لاسيما الحزبية منها الى التركيز على الجانب التعبوي الإرشادي للأطفال، وتثقيفهم حول كيفية مواجهتهم لما قد يتعرضون له أثناء الإعتقال بما في ذلك كيفية تجاوزهم لمحاولات ايقاعهم في " دنس العمالة ".
وطالب المؤسسات الدولية لاسيما تلك المختصة بشؤون الأطفال وحقوق الإنسان بالتدخل لاجبار " اسرائيل " على احترام الإتفاقيات والنصوص المتعلقة بحقوق الأطفال، وضمان عودة الأطفال الفلسطينيين إلى مقاعدهم الدراسية بدلاً من بقائهم في زنازين الاعتقال، صوناً لطفولتهم وحفاظاً على مستقبلهم المهدد بالضياع.
-----------------
وقع التصرف في العنوان الاصلي للمقال، كما وردنا
مشرف موقع بوابتي
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: