يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الأمة المأزومة بدون شك تكون لغتها في أزمة، وما من شك في أن أمة تعيش في أحضان التجزأة والتفتيت تكون بخير، فالأمة العربية التي يختلف واقعها عن جوهرها، امة مصابة بداء العجز، وهذا الداء يقف في طريق الوحدة والتقدم، حيث لا تقدم ولا تنمية في ظل التجزأة، ولا أمن ولا أمان مع الكيانات القطرية المبعثرة في كل شيء .
اللغة العربية هي لغة حضارية، انجزت حضارة انسانية، وامتلكت ناصية بيان النظم، التي جاء بها كلام الله، وحديث نبيه ( صلعم )، وما انتجته عقول ابنائها في شتى العلوم والمعارف، فأكدت ان هذه الأمة ليست عالة، وانها لا تعيش في ظل الاستهلاك، لانها انتجت علما استفادت منه الانسانية جمعاء.
لا يمكن لأمة ان تتقدم بدون ان تعمل على ببيئة العلم، من خلال نقل العلوم والمعارف بلغتها الوطنية، عن طريق التعليم والترجمة في الاتجاهين منها واليها، واللغة العربية تملك الادوات التي تجعل منها لغة علم وحضارة، فمن استوعب لغة الخالق، يستطيع ان يستوعب لغة المخلوق، والارث الحضاري للأمة لا مثيل له في انجازات الأمم الأخرى .
امم وشعوب لا تملك تاريخا حضاريا كما تملك الأمة العربية، ولا هي في امكانيات العرب وقدراتهم، يصرّون على تدريس العلوم كالطب والهندسة والصيدلة بلغاتهم القومية، ونحن في سياساتنا التعليمية، نصر على استخدام اللغة الأجنبية ، لنعيش في كنف التبعية والذل والمهانة .
جامعاتنا على امتداد الوطن العربي في عداد الجامعات المتخلفة عن الجامعات في الدول المتقدمة في البحث العلمي، لانها لا تملك رؤيا سياسية في البحث العلمي، ولا هي تجيد وظائف الجامعة المنوطة بها، فكيف لمن لا يملك الارادة، ويفتقر الى الحرية ان ينجز ويتقدم ؟ .
العجز ليس في اللغة، بل فينا نحن الذين نهوى التبعية، ومعها الذل والمهانة، فاللغة بالامم التي تنطق بها، وعندما كانت الامة قوية فرضت لغتها، وهاهي امريكا تحاول جاهدة فرض العولمة ( الأمركة)، بحكم قوتها، على الرغم انها تعبير عن رأسمالية متوحشة، تهدف الى بقر بطون البشر، في وقت كانت حضارتنا انسانية، لم تخدش الامم والشعوب، التي وصلت اليهم رسالة السماء عن طريقنا، لا بل ان كثيرا من اسماء علماء المسلمين ممن لم تكن اصولهم عربية، لم يتمكنوا ان يبدعوا الا في ظل الثقافة العربية الاسلامية، ولولا هذه البيئة الثقافية لما ابدعوا .
اللغة مدماك من المداميك الأساسة في وحدة الأمة، وعلينا ان ننهض بلغتنا، ان كنا نؤمن بوحدتها وقيام دولتها، ولأننا أمة مستهدفة من الداخل والخارج، فان نضالنا يجب ان يكون بالاتجاهين، ضد اعداء الداخل واعداء الخارج، ضد الذين يدعون الى استخدام اللهجات المحلية، وضد الذين يتبنون عدم قدرة لغتنا استخدام العلوم والمعارف العلمية، علينا ان ننهض بالتعليم في جميع كليات جامعاتنا باللغة العربية، وعلينا أن ننهض بالترجمة من والى باللغة العربية .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: