الشيطان من محبي أمير المؤمنين علي – رضي الله عنه –
أحمد النعيمي
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 9690 Ahmeed_asd@hotmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لم أكن أتخيل في يوم من الأيام أو خطر ببالي أن يكون الشيطان محباً لرجل مؤمن فما بالك إذا كان مؤمناً ومن آل بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فما جاءنا من الآيات القرآنية جميعها تدعو الإنسان إلى التزام أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه وتحذر من الشيطان وغوايته وعدم إتباع خطواته واجتناب طرقه، يقول عز وجل : (( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً )) الكهف 50 .
وأكد الله عز وجل أن الله ولي للذين امنوا وأن الذين كفروا أولياء للشيطان، فقال عز وجل : " (( اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )) البقرة 257، وبين الله عز وجل أن الناس حزبين لا ثالث لهما فإما أن يكونوا من حزب الله تعالى ويتبعون ما أمر به ويجتنبون ما نهى عنه (( لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )) المجادلة22 .. وإما أن يكونوا من الحزب الآخر حزب الشيطان الذي اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون فقال عز وجل : (( اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ )) المجادلة ..
بينما المتتبع للروايات والأساطير التي نقلها رواة الرافضة المدلسين من أصحاب الأهواء والمذاهب الفاسدة أبناء سبأ اليهودي الذين قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل وزعموا كذباً أنها من أقوال آل بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يجد فيها العجيب والغريب والمتناقض، ومن هذه الروايات :
روى الصدوق عن علي أنه قال « عدوت خلف ذلك اللعين (يعني إبليس) حتى لحقته وصرعته إلى الأرض وجلست على صدره !! ووضعت يدي على حلقه لأخنقه! فقال لا تفعل يا أبا الحسن فإني من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم، والله يا علي أني لأحبك جداً وما أبغضك أحد إلاّ شاركت أباه في أمه فصار ولد زنا فضحكت وخلّيت سبيله » ( عيون أخبار الرضا1/77 بحار الأنوار27/149 و39/174 و60/245 الأنوار النعمانية2/168 للجزائري ) نقلاً عن كتاب التكفير عند الرافضة 1 / 19 .
وما أثارني حقيقة أن يبلغ الاستخفاف بهؤلاء الرافضة مبلغه فيسخرون من آيات الله ويستهزئون بها ويستخفون بالإمام علي – رضي الله عنه – ويفترون على لسانه الكذب والأحاديث الملفقة ثم يزعمون بعد كل هذا أنهم أتباع له .
فنرى كيف استخدم هؤلاء الحاقدون على الإسلام، أخس الأساليب وأسوءها فجعلوا من أمير المؤمنين علي – رضي الله عنه – المؤمن التقي النقي من الذين يحبهم الشيطان كما جعلوا منه جباناً من قبل عندما زعموا أن أبا بكر وعمر اغتصبوا منه الخلافة فسكت عن هذا جبناً، ونقلوا لنا أن علياً المؤمن – والعياذ بالله – قد أصبح من حزب الشيطان فأحبه الشيطان .. أو أن الشيطان قد أسلم وصار من حزب علي وأحبه !؟ ويبدوا أنه من خصائص الأئمة المعصومون أن الآيات القرآنية تفقد معناها فيهم ويصبح الشيطان محباً للإمام المعصوم، وتكذب الآيات القرآنية !!
نعم يتجرأ هؤلاء الكذبة على اتخاذهم آيات الله هزواً ولعباً، واستهزائهم بآل بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فهذا ليس مهماً بالنسبة لهم المهم أن يحاولوا القضاء على أركان الإسلام العظيم بأي شكل كان ويعلنوا كرههم للمسلمين ويبينوا بغضهم لصحابة رسول الله الذين قضوا على دولة فارس إلى ابد الآبدين، فماذا تتوقع من رواة أصحاب مذاهب فاسدة أن ينقلوا لنا غير هذا !؟ حتى وإن هدمت هذه الرواية، آيات القران وردتها وحتى إن جعلت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – من الذين لا يؤمنون وجعلت الشيطان له ولياً، المهم أن يبينوا حقدهم ويظهروا عداوتهم لرسول الله ويردوا الآيات التي نزل بها الروح الأمين على رسول الله، ويبينوا أن صحابة رسول الله الذي زعموا أنهم قد هضموا علياً حقه، ومن تبعهم وسار على ما ساروا عليه هم أولاد زني .
الله تعالى يقول لنا أنه ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور وان الذين كفروا أولياء للشيطان يخرجونهم من النور إلى الظلمات .. ثم يأتي هؤلاء الكذبة يقولون أن الشيطان يحب علي رضي الله تعالى عنه .. سبحان الله !؟
فهل يريدون أن يقولوا لنا أن علياً الذي أحبه الشيطان ليس من المؤمنين .. من المؤكد أنهم سيقولون أنهم لا يريدون أن يقولوا هذا ؟؟ فالنتيجة أنهم سيصلون إلى تكذيب قول الله عز وجل – والعياذ بالله – الذي قال لنا سبحانه : أن الشيطان لا يوالي ولا يحب إلا غير المؤمنين، وهم يريدوا أن يقولوا أن الشيطان يحب علي المؤمن !؟
فأي دين هذا بل أية مهازل وسخافات وأساطير ؟؟ كذبها هؤلاء الحاقدين على الإسلام من المجوس عبده النار، وتطاولوا على كتاب الله، وكذبوا آياته ؟؟ ليؤكد لنا هذا من جديد عدم محبتهم لآل بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وعدم احترامهم لهم، وإنما اتخذوهم شماعة ينفثوا من خلالهم حقدهم الدفين على الإسلام وكرههم لكل مسلم .
وما نقله كذلك الكليني في الكافي : " إن الناس كلهم أولاد بغايا ما خلا الشيعة "، كتاب الكافي ج 8 ص 285، وغيره الكثير من تلك الروايات التي تعتبر السني نجس ومشرك، وقد بين واحدٌ من أهل التشيع الذين هداهم الله إلى الحق المبين وترك ما كان عليه آباءه من ضلال واتبع ما جاء به محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم وهو صاحب كتاب " لله ثم للتاريخ " السيد حسين الموسوي، ذكر فيه كثير من الضلالات التي قام عليها هذا المذهب الفاسد، وبين مزاعم الشيعة في ادعائهم أنهم أتباع لآل بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بقوله : " إن من الشائع عندنا معاشر الشيعة اختصاصنا بأهل البيت، فالمذهب الشيعي كله قائم على محبة أهل البيت – حسب رأينا – إذ الولاء والبراءة من الصحابة وفي مقدمتهم الخلفاء الثلاثة وعائشة بنت أبي بكر بسبب الموقف من أهل البيت، والراسخ في عقول في عقول الشيعة جميعا صغيرهم وكبيرهم، عالمهم وجاهلهم، ذكرهم وأنثاهم، أن الصحابة ظلموا أهل البيت وسفكوا دمائهم واستباحوا حرماتهم .
وأن أهل السنة ناصبوا أهل البيت العداء ولذلك لا يتردد احدنا في تسميتهم بالنواصب، ونستذكر دائماً دم الحسين الشهيد عليه السلام، ولكن كتبنا المعتبرة عندنا تبين لنا الحقيقة، إذ تذكر لنا تذمر أهل البيت صلوات الله عليهم من شيعتهم، وتذكر لنا ما فعله الشيعة الأوائل بأهل البيت، وتذكر لنا من الذي سفك دماء أهل البيت عليهم السلام ومن الذي تسبب في مقتلهم واستباحة حرماتهم )) .
ثم يخلص بعد أن ذكر عدداً من النصوص إلا أن الشيعة هم قتلة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول : " وهذه النصوص تبين لنا من هم قتلة الحسين الحقيقيون، أنهم شيعته أهل الكوفة، أي أجدادنا، فلماذا نحمل أهل السنة مسؤولية قتل الحسين عليه السلام !؟ " نقلاً من كتاب لله ثم للتاريخ للسيد حسين الموسوي ص 14 – 15 .
وأما عن حقيقة العداء القائم في عقيدة الرافضة لأهل السنة، فيقول : " عندما نطالع كتبنا المعتبرة وأقوال فقهائنا ومجتهدينا نجد أن العدو الوحيد للشيعة هم أهل السنة، ولذا وصفوهم بأوصاف وسموهم بأسماء فسموهم " العامة " وسموهم " النواصب " وما زال الاعتقاد عند معاشر الشيعة أن لكل فرد من السنة ذيلاً في دبره، وإذا شتم أحدهم الآخر وأراد أن يغلظ له في الشتيمة قال له : " عظم سني في قبر أبيك " وذلك لنجاسة السني في نظرهم إلى درجة لو اغتسل ألف مرة لما طهر ولما ذهبت عنه نجاسته .
ما زلت اذكر أن والدي رحمه الله التقى رجلاً غريباً في احد أسواق المدينة، وكان والدي رحمه الله محباً للخير إلى حد بعيد، فجاء به إلى دارنا ليحل ضيفاً عندنا في تلك الليلة، فأكرمناه بما شاء الله تعالى، وجلسنا للسمر بعد العشاء، وكنت وقتها شابا في أول دراستي في الحوزة، ومن خلال حديثنا تبين أن الرجل سني المذهب ومن أطراف سامراء جاء إلى النجف لحاجة ما، بات الرجل تلك الليلة ولما أصبح أتينا بطعام الإفطار فتناول طعامه ثم هم بالرحيل فعرض عليه والدي رحمه الله مبلغاً من المال فلربما يحتاجه في سفره، شكر الرجل حسن ضيافتنا، فلما غادر أمر والدي بحرق الفراش الذي نام فيه، وتطهير الإناء الذي أكل فيه تطهيرا جيدا لاعتقاده بنجاسة السني، وهذا اعتقاد الشيعة جميعاً إذ أن فقهاءنا قرنوا السني بالكافر والمشرك والخنزير وجعلوه من الأعيان النجسة " ص 83 .
ثم يوضح الموسوي الخطط الخفية والأحقاد الدفينة لدى الرافضة وان مخططهم ليس اليهود ولا الأمريكان وإنما عدوهم هم أهل السنة وأهل السنة فقط، فيقول : " وفي جلسة خاصة مع الإمام الخميني قال لي : " سيد حسين آن الأوان لتنفيذ وصايا الأئمة صلوات الله عليهم سنسفك دماء النواصب نقتل أبنائهم ونستحيي نسائهم، ولن نترك أحداً منهم يفلت من العقاب وستكون أموالهم خالصة لشيعة أهل البيت، وسنمحو مكة والمدينة من وجه الأرض لأن هاتيتن المدينتين أصبحتا معقل الوهابيين، ولا بد أن تكون كربلاء أرض الله المباركة المقدسة، قبلة للناس في الصلاة وسنحقق بذلك حلم الأئمة عليهم السلام، لقد قامت دولتنا التي جاهدنا سنوات طويلة من أجل إقامتها، وما بقي إلا التنفيذ !؟ " لله ثم للتاريخ ص 91 – 92 .
وهذا يبين لنا بوضوح كذب إدعاء الرافضة وزيف شعاراتهم التي يرفعونها بالموت لليهود والموت للأمريكان وأن طريقهم باتجاه السعودية والبحرين وباقي دول الخليج والعالم الإسلامي جميعاً وليس تل أبيب كما يزعمون، ورغم كل هذه الحقائق والعقائد البينة لا زال كثير من الخلايا النائمة في بلادنا تطبل وتزمر لتلك الدولة الرافضية الخبيثة تريد أن تذهب بنا إلى أن الخلاف بيننا وبينهم خلاف مذهبي وليس عقدي، زاعمة ً في هذا أنها تريد أن تعمي الأبصار عن حقيقة هذه العقيدة الشاذة .
فإلى هؤلاء نقول اقرءوا ماذا يقول عنكم الرافضة وكيف ينظرون إليكم .. أم أنكم حقيقة بتم متفرسين تتبعون هذا المذهب، وتدورن في فلك تلك الأفكار وعندها فقط يرضى عندكم أسيادكم، فأعلنوها وعلى الملأ وقولوا أنكم بتم منهم وعلى مذهبهم بدل أن تضلوا عباد الله وتحسبوا أنفسكم على مذهب أهل السنة والجماعة، فأهل السنة والجماعة براءٌ من كل من ينتقص من قدر رسول الله وآل بيته – عليهم أفضل الصلاة والسلام – وهم براء من كل يسب صحابته – رضي الله عنهم – ويتهمهم ويتهم أولادهم وذريتهم بأنهم أبناء زنى .
ونقول إليكم أيتها الخلايا النائمة أنكم تنفذون للرافضة ما يريدون تحقيقه من مخططات عرفتم هذا أم لم تعرفوا، وأنكم ستكونون مشاركين في نقل قبلتنا إلى كربلاء إذا ما تملك الرافضة برقابنا !؟ فهل ترضون أن تكونوا أدوات لتنفيذ مخططات الرافضة فينا، هل ترضون هذا لأنفسكم فعلاً !؟
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: