أحمد النعيمي
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8267
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يعتبر النائب الدايني واحداً من الشخصيات القليلة التي سخرت نفسها للكشف عن الجرائم التي ترتكبها الحكومة التي جاءت على ظهور الدبابات الأمريكية بحق أبناء الشعب العراقي وبيان مدى التعاون الإيراني الأمريكي على أرض العراق، فكان فلمه الوثائقي " فرق الموت العراقية " الذي أخرجه بمساعدة صحفية بريطانية عام 2006م عرض خلاله وثائق تدين أعضاء كبار في حكومة المحتل بالإشراف المباشر على فرق الموت التي استهدفت السنة تحديداً.
وكان الدايني أول عضو برلماني يتحدث أمام الكونجرس الأمريكي عن الأوضاع الأمنية في العراق سنة 2007م، ثم عاد ليحذر مجدداً سنة 2008م أن إيران باتت تسيطر على 70 % من أراضي العراق، وقال : " هناك علاقة خفية بين إيران وأمريكيا وأن هناك اتفاق إيراني يهودي، وأن هناك خلايا إيرانية نائمة في كل الأقطار العربية وأن طهران خصصت مبلغ 100 مليار $ لتمويل هذه الخلايا ". ثم يتابع مضيفاً : " إن العراق يعيش معركة حقيقية على الأرض بين طرفين أولهما الأمريكان ومن جاء معهم على ظهور الدبابات من الموجودون في الحكم الآن يضاف إلى هذا الجانب الخط الإيراني المسيطر على كل شيء في العراق حالياً، والطرف الثاني هم الشعب العراقي ".
وقال الدايني : " إن المعلومات التي لديه حول حجم النفوذ الإيراني في العراق حالياً ليست تكهنات بل موثقة بالمستندات والدلال، ولا يخفى على أحد التدخل الإيراني في العراق فنحن لا نتحدث عن شبح فأنا ابن محافظة ديالا التي ترتبط بشريط حدودي مع إيران طوله أكثر من 600كم وفي هذه المحافظة تم إلقاء القبض على 11 ألف إيراني وتم تحويلهم من خلال الأمريكان إلى الأجهزة الأمنية العراقية، ولكن للأسف فإن وزارة الداخلية اخفت الملفات ولم نجد أي وثيقة تتعلق بهذه المجموعات، فقبل احتلال العراق كان هناك 32 مليشيا مدربةً وجاهزةً تعيش في إيران وينفق عليها ببذخ من أجل هذا اليوم، ولدينا وثيقة رسمية صادرة بأسماء المليشيات منها قوات بدر التي يرأسها أبو الحسن العامري المتهم بقتل عشرات الآلاف من العراقيين وصدر ضده حكم من الأمريكان في 25 أكتوبر 2006م أيضاً هناك المسئول عن قوات بدر ضابط إيراني برتبة لواء من الحرس الثوري يدعى نجف حمدي، وهناك مليشيات يد الله وثأر الله ومليشيات المؤتمر الوطني التابعة لأحمد جلبي وهناك مليشيا حزب الدعوة وكتاب القصاص الموجودة في لجنة ما يسمى باجتثاث البعث، ولدينا وثائق ومستندات بالجرائم التي ارتكبتها تلك المليشيات ".
ويبين الدايني الدور الإيراني الأمريكي في هذه الجرائم ومحاولة إقصاء الدور العربي، فيقول : " في بداية احتلال العراق كان هناك إصرار أمريكي إيراني على إلغاء أي دور عربي في العراق، ولذلك كان يتم اغتيال البعثات الدبلوماسية عن طريق الفرق الإيرانية المعروفة، وقد رضخت الدول العربية ووقفت موقف المتفرج، وكان هدف إبعادهم هو أن يفعلوا ما يريدون بدون أن يكتشف أمرهم ".
ووثق الدايني التعذيب الذي يتعرض له السنة على يد الأجهزة الأمنية الشيعية من أجل نزع الاعترافات منهم بشكل قسري وغير إنساني بالإضافة إلى الاعتقالات التعسفية ؛ قائلاً : " قمت بزيارة للسجون كأحد أعضاء لجنة زارت العديد من السجون، خاصة سجن محافظة ديالا الذي وجدت فيه أكثر من 130 معتقلاً لا تسعهم الزنازين، ومضى على اعتقالهم أكثر من سنتين بدون أوامر قضائية وتعرضت حالات عديدة منهم للتعذيب والاغتصاب، وقد اشتكى لنا الشيخ نافع الدهلجي وهو أمام وخطيب معتقل بأنهم اغتصبوه أمام زوجته وابنه وأهله بعد أن جاءوا بهم إلى السجن وطلبوا منه الاعتراف بجرائم قتل وإلا يتم اغتصاب عرضه وشرفه أمامه ولم يسلم حتى بعد الاعترافات القسرية وقد تم توثيق تلك الحالة طبياً، وهناك انتهاكات خطيرة في السجون حيث فُقد نزلاء وصل عددهم إلى 24 ألف سجين عراقي جميعهم اختفوا من السجون، وهناك أكثر من مليون عراقي تم قتلهم في عهد الجعفري وعلاوي والمالكي وأكثر من 90 ألف عراقي في السجون المحلية وسجون الاحتلال ".
ونتيجة لهذه المواقف التي وقفها هذا الإنسان النبيل التي فضحت الجرائم التي ترتكب في حق الشعب العراقي كان أن تعرض للعديد من محاولات الاغتيال، وكان آخر هذه المؤامرات والمسرحيات إعلان الحكومة العراقية وعلى لسان اللواء قاسم عطا المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد عن تورط الدايني بتفجير استهدف مجلس النواب في نيسان 2007م وأدى إلى مقتل ثمانية أشخاص من بينهم نائب وجرح أكثر من عشرين شخصاً، وأعلن اللواء عطا أن مذكرة قضائية أرسلت إلى مجلس النواب لرفع الحصانة عن النائب الداني للتمكن من محاكمته واعتقاله، مؤكداً أنه بات ممنوعاً من السفر، وعرض اللواء عطا مشاهد اعترافات لاثنين من المعتقلين الأول رياض الدايني ابن شقيق النائب الدايني وعلاء خير الله المالكي مسئول حماية الدايني، يعترفون خلالها بعمليات قتل وبأوامر مباشرة من الدايني.
بينما نفى النائب الدايني هذه الاتهامات جملةً وتفصيلاً وأكد أن هذه الاعترافات انتزعت من أفراد حمايته بالقوة والإكراه بعد أن تم اعتقالهم، وأضاف : " كان واضحاً حجم التعذيب الذي تعرضوا له عندما عرضت صورهم على التلفزيون " ودعا المنظمات الدولية ووزارة حقوق الإنسان لزيارة أفراد حمايته وعرضهم على لجنة طبية محايدة وبشكل فوري.
وقد سبق تصريح اللواء عطا تصريح للدايني عن تشكيل جبهة عراقية مكونة من ثمانون نائباً من أجل حجب الثقة عن حكومة المالكي وتكوين حكومة جديدة وذلك كما صرح به إلى صحيفة الحقيقة الدولية، وأكد للصحيفة أن حكومة المالكي تستخدم الإرهاب السياسي ضد معارضيها من البرلمانين وتحديداً النواب المعارضين للتواجد الإيراني في العراق، مما اضطر أكثر من ثمانون برلمانياً عراقياً لمغادرة البلاد، وختم حديثة بأن هذا المشروع في مراحله الأخيرة وسيعلن عنه في الأيام القليلة القادمة !!
وما هذه المسرحيات المكشوفة والوقحة والجرائم التي ترتكب بحق المعتقلين من أجل أخذ الاعترافات القسرية منهم إلا دلالة على عدم إنسانية تلك الوحوش الغير أخلاقية وهذه المسألة ليست بجديدة علينا واسأل سجون الظلمة في بلادنا فإنها لو كانت ناطقة فإنها ستنطق بما شهدت من مجازر تقشعر لها الأبدان.. وليست جرائم سجن أبو غريب عنا ببعيد، وما نقله الدايني عن الشيخ نافع الدهلجي وتهديده بانتهاك عرضه من أجل الاعتراف أمر بات معروفاً للقاصي والداني، وقد نقل لي أحد أصدقائي الذي كان محتجزاً في سجون الاحتلال الأمريكي حادثة من حوادث الاعتراف القسري، فقال : " كان معهم سجين عربي الجنسية عمره 65 سنة، وهو تاجر تعرف على عراقي شيعي استدرجه إلى بغداد باسم التجارة، وبعدها دعاه إلى غداء ليسلمه هناك إلى القوات العراقية التي قامت بتعذيبه بشكل غير إنساني، ومن ضمن هذا التعذيب أنه كان يعلق عدة ساعات يومية من يديه بسلسلة إلى السقف، وتم إطلاق النار أمامه على شخص كان معتقل معه، من أجل أن يقوم بالتوقيع على أمور كانت معدةً مسبقاً، وتحت هذا الضغط والتعذيب خرج على التلفاز ليعترف بأمور لم يكن يتخيل فعلها حتى في منامه، ليسلم بعدها إلى القوات الأمريكية، ولا يزال قابعاً في السجن " .
ومن هذه الأمثلة على الاعترافات الوهمية الكثير، ولهو أمر غريب فعلاً أن يتمادى المجرمون بكل وقاحة في تدبير خططهم ومخططاتهم ويلصقون التهم بحق الأبرياء ويخرجون لنا من فترة وأخرى هؤلاء المعذبين الذين تأخذ منهم تلك الاعترافات قسراً محاولين إقناع الرأي العام بأكاذيبهم وكأننا نسينا أكذوبة زعيمهم بوش بما ادعاه وقتها من أسلحة دمار شاملة ليتبين كذب هذا التلفيق، وقد بينت جزءاً من هذه الأساليب التي تتبعها تلك الأنظمة القمعية في حق المعتقلين في مقالي " كريموف ديكتاتور تحت جناح الديمقراطية الأمريكية ".
كل هذا يجري وسط سكوت العالم المدعي للشرعية وأمام الدول التي تدعي الديمقراطية وتتبجح بالإنصاف، وسيبقى كل شريف ملاحقاً ومطارداً فالشرعية التي يرفعها السفاح بوش شرعية غاب البقاء فيها للأقوى فإما أن تسير معنا كما نريد أو أنك إرهابي شئت هذا أم أبيت، وتلصق بك التهم جزافاً وتبرئ ساحة المجرم الحقيقة، وتقاد إلى غياهب السجون أو إلى خشبات الإعدام، ويبقى المجرم الحقيقي يسرح ويمرح يصول ويجول ولا أحد يحاسبهم بما يرتكبون من جرائم ومجازر، ولا تشهر السكاكين إلا على الضحية المسكينة، الثور الإسلامي المراق دمه في كل مكان، فليهنئا كل مطبل لهذه الشرعية الكاذبة.
فهذا هو الزيدي ينتظر حكماً قريباً بالسجن من خمسة أعوام إلى 15 عاماً والآن الدايني.. وغداً كل شريف.. ليؤكد حقيقة الإرهاب السياسي التي تمارسه تلك الحكومة الطائفية وحقيقة التلفيقات والأكاذيب الرامية للإطاحة بكل سد يقف أمام المد الإيراني وذلك تحت عين وبصر الاحتلال الأمريكي، ولتوجه صفعة قاسية إلا الواهمين والحالمين بدولة الممانعة التي ترفع شعار الموت لليهود والموت للأمريكان، فأي موت وأي ممانعة يقصدون !؟ وأن ما يجري في العراق من جرائم ومذابح ينتظر كل بلد إسلامي إذا ما تم لهم هذا المخطط لا سمح الله، وأن هذه المشاهد ما زالت تعيد إلى أذهاننا حقيقة الانتخابات الزائفة والكاذبة التي جرت في عهد الاحتلال، مؤكدةً مجدداً أن فرق الموت القذرة لا زالت تعيث في أرض العراق فساداً، وأن تلك القوى نفسها هي التي تحكم البلد المحتل، وأن هذه الانتخابات الأخيرة ليست سوى مسرحية قذرة وأن الوجوه هي نفسها وأن الجرائم التي ترتكب بحق الشعب العراقي، هي.. هي.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: