أحمد النعيمي
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 9158 Ahmeed_asd@hotmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
مع بداية الحرب التي شنتها قوات الظلم والعدوان الأمريكية على العراق بحجة أسلحة الدمار الشامل المزعومة، والتي قامت بها متحدية الشرعية الكاذبة بما يسمى " مجلس الأمن " اقصد " مجلس العدوان والإثم " وكانت نتيجتها سقوط بغداد بيد مغول العصر.
فكان القادم إلى بغداد يرى طوال الطريق إليها الدبابات العراقية محرقة على جوانبه وكأنها علب كرتونية، وأعلن المحتلون أن الشعب العراقي قد استقبل هولاكو بوش جنكيزخان المجرم السفاح بالورود في واحدة من سلسلة جرائمهم وأكاذيبهم، ونسي هذا السفاح جرائمه وجرائم سلفه الذين قتلوا ملايين الهنود الحمر وتم دفن أكثر من ثلاثين مليون منهم تحت مدينة واشنطن، وضربت قنابلهم النووية على مدن اليابان وقتل الملايين في فيتنام والصومال والعراق وأفغانستان، فما دخلوا بلدا إلا اظهروا فيه البغي والفساد.
ومرت الأيام ومضت سراعاً ولم يكد يمضي على هذا الاحتلال البغيض قريب السنة، إلا وعادت الدبابات والآليات المحرقة تنتشر من جديد على جوانب الطرق ولكنها هذه المرة كانت آليات الغزاة ومدرعاتهم.. وقد سطر هذه البطولة أبطال العراق الشرفاء من القائم غرباً إلى بغداد جنوبها وشمالها واشتركت كل مدن العراق الغربية والوسطى والشمالية في تسطير هذه الملحمة، وكان نصر بحق وقتها اشترك فيه الجميع، وبلغ الذل والهوان والخوف بقوات الاحتلال مبلغه حتى أنه بات يروا في سيارتهم وهم يرفعون الأعلام البيضاء خلال تجوالهم هناك.
واجتمعت دول الإلحاد والكفر وجميع أذنابهم وعملائهم واشتركت المخابرات الأمريكية واليهودية والإيرانية جنباً إلى جنب للقضاء على شرارة المقاومة في العراق وخصوصاً تلك الدولة التي نشأت في الفلوجة.. وأعلن الرئيس الليبي وقتها محرضاً على تلك الدولة التي ولدت في الفلوجة قائلاً : " إن العالم العربي كله محتل إلا الفلوجة ".. وحصلت أخطاء عديدة وكثيرة، وداخل الغرور البعض وظنوا أنهم صنعوا النصر لوحدهم وجاءت الهزيمة كما حصل مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وصحابته يوم حنين الذين أعجبتهم كثرتهم فما أغنت عنهم من الله شيئاً وضاقت عليهم الأرض بما رحبت ثم ولوا مدبرين، وكان لتجمع قوات المجاهدين وتمركزهم بشكل علني في المدينة دور في الهزيمة بدل اللجوء إلى حرب العصابات وذلك كما حصل في مدينة حماة التي قصفها النظام السوري في ثمانينات القران الماضي وقتل أكثر من 30 ألفاً من أهلها، وبهذا العدوان على الفلوجة التي اختار أهلها المقاومة ضد الاحتلال كان أن أقدم الاحتلال على ارتكاب أبشع المجازر التي شهدها القرن الجديد بحق أهل البلد المحتل، وقتل الشيوخ والنساء والأطفال في مجازر تقشعر منها الأبدان.. وكانت ماسي هناك.
وبعد هذه المجازر التي افتعلها المحتلون والقتلة المجرمون قاموا بشراء ذمم أناس باعوا دينهم ودنياهم بعرض من الدنيا قليل ووقفوا إلى صف المحتل ضد أبناء بلدهم وإخوتهم في الدين، وتم تقليص المقاومة بشكل كبير التي كانت تشكل قوة ساحقة للاحتلال في الأنبار سابقاً، ورغم كل هذه المؤامرات والضغوط والأحداث فان المقاومة بقيت راسخة جذورها قوية بإيمانها وصمودها مستفيدة من تجاربها ومصححة من أخطائها، وما زالت ولله الحمد تكيل الضربات تلو الضربات إلى المحتلون وأذنابهم وباءت محاولات الطابور الخامس وأسيادهم بالخذلان. وكان آخر هذه المواقف المشرفة توديع هولاكو بوش بحذاء كاد يعصف بجمجمته النتنة لولا أن انحنى له كأي حيوان قذر. ووضح للعالم اجمع كذبتهم في أن شعب العراق قد استقبلهم بالورود وأي وداع هذا وأي مهانة أن يودعك احدهم بحذاء، اقصد بفردتي حذاء.
وها هي الأحداث تتكرر من جديد والجرائم نفسها حصلت في غزة هاشم التي قامت بها قوات الاحتلال اليهودية المجرمة بحق أبناء البلد المحتل وذلك كما فعل في الفلوجة من قبلها، هدمت الجوامع على رؤوس المصلين وقتل الأطفال والنساء والشيوخ ونزلت بالمسلمين جريمة جديدة تضاف إلى سجلات جرائم الاحتلال البغيض.. فانتبهوا أيها الأبطال فإنكم على ثغر من ثغور الإسلام، ثغر من ثغور العزة والكرامة.. وأمل الشعوب – بعد الله – على صبركم وجهادكم.. أنتم وإخوتنا المرابطين على ثغور العز في كل مكان يقاتلون فيه أعداء الله ورسوله.
وانتبهوا أيها المقاتلون الأبطال في غزة، وخذوا حذركم فإن هذه المرحلة القادمة اشد خطراً من مرحلة القصف والشهداء والجرحى، فهي مرحلة يتآمر عليكم بها الخونة من بعض حكومات العمالة في رام الله والقاهرة وعمان والرياض، شانهم في هذا شأن صحوات الخيانة والغدر في العراق.. كما كان شانهم من قبلها وحاولوا أن يدخلوا غزة هاشم على ظهور دبابات الاحتلال اليهودي. شأن جلبي الذي دخل بغداد على ظهور دبابات الاحتلال الأمريكية ومن معه من الخونة والعملاء.
في الوقت الذي كشفت لكم الأحداث التي مرت بكم من التمحيص والزلزلة عن الوجه الكاذب لمن يدعون بأنهم دول مقاومة وممانعة، وقد رأيناهم جميعاً يترقبون أن تقضي دولة اليهود على جهادكم فلم يحركوا ساكناً.
ثم رأيناهم يهرعون إلى قمة قطر الطارئة وصرخوا كعادتهم بأصواتهم القبيحة المقرفة التي بتنا نكرههم من خلالها ونكره أصواتهم المنكرة، لأننا لم نسمع منهم طوال وجودهم سوى هذه الأصوات المنكرة والكلمات الرنانة الخاوية الجوفاء، وبالخلاصة فإننا لم نسمع منهم سوى الجعجعة ولم ولن نرى طحناً أبداً، وإن كان لهم بطولات فبطولاتهم لم تكن سوى حقد يصب فقط على شعوبهم المسكينة كما هو حاصل الآن في الأهواز والعراق وكما حصل في حماة والمدن السورية والمخيمات الفلسطينية في لبنان سابقاً.
وقد سالت نفسي هذا السؤال ؛ لماذا كانت قمة قطر الطارئة وتلتها بأيام القمة الأخرى في الكويت !؟ ولم تكن قمة واحدة فقط !؟ ففي الوقت الذي صرح فيه القطري بأنه جمد العلاقات مع اليهود وأغلق المكتب التجاري وطرد الدبلوماسيين من بلده، كان أحد مسئولي اليهود يعلق على هذا الموقف : " لن يجرؤ الشيخ حمد على إغلاق المكتب أو طرد دبلوماسينا خارج قطر " والغريب كذلك أننا لم نسمع رد فعل يهودي بطرد الممثل القطري لدى اليهود، كما وحصل مع السفير الفنزويلي الذي أعيد إلى بلاده بعد الموقف الرائع والشجاع من الرئيس الفنزويلي تشافيز الذي قام بطرد السفير اليهودي من بلاده وطالب بتقديم قادتهم كمجرمي حرب.. فهل فعلاً قامت قطر بتجميد العلاقات !؟ أم أن أراضيها لم تعد مقراً تنطلق منه طائرات العدوان الأمريكي لتقصف الدول الإسلامية كيفما شاءت !؟
وكذلك كان الموقف الآخر لنعامة سوريا الذي صرح بعد قمة قطر بأنه سيذهب إلى الكويت ويسلم شارة القمة لرئيس الكويت ويخرج دون أن يلتقي تلك الانظمة المنبطحة.
وعلمت بعدها أن ما حصل في هذه القمة الأولى لم يكن سوى مسرحية هزلية، كان الهدف منها إعادة القناع المزيف الذي سقط عن وجوه دول المقاومة والممانعة وأظهر وجوههم القبيحة وأوضح للعالم جلياً أنهم وإن أعلنوا المقاومة كشعار في الظاهر إلا أنهم اشد عمالة من تلك الأنظمة التي جاهرت بعمالتها بشكل علني وبكل وقاحة، وأن هذه الفبركة لم تكن إلا لإعادة تحسين هذا الوجه مجدداً وإجراء عمليات تجميلية له، حتى وإن بدى هذا الوجه مشوهاً بالرغم من تلك المحاولات اليائسة لإعادة ترميمه، وذلك لان الله تعهد بأن يقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق.. فلله الحمد الذي أحق الحق وأبطل الباطل.
وبالفعل فقد أعادت القمة الثانية الأمور إلى نصابها وعاد المدعون بالثورية إلى ما كانوا عليه والتقوا الخونة وتصافحوا جميعاً واتفقوا على نفس الهدف، الذين هم ماضون فيه جميعاً إلا وهو القضاء على الإسلام وأهله ونزع هذا الدين من صدور عباد الله المخلصين ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، وكأن الكلام في ليل قطر محاه نهار الكويت.
وما هذه التصرفات التي عهدناها من حكامنا إلا الاستخفاف نفسه بعقولنا وشعوبنا المسكينة المغلوبة على أمرها التي بات حالها كحال بني إسرائيل مع فرعون مصر كما وصفهم الله تعالى (( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ )) الزخرف 54، فلم يعد بيد تلك الشعوب البائسة سوى هذه التنفيسات الباهتة التي لم تعد تخيف أحداً، ولم تحقق على أرض الواقع غير الأوهام.
فاحذروا أيها المقاومون والمجاهدون في غزة والعراق وأفغانستان والصومال والشيشان وفي كل بلد مسلم، فانتم أمل الأمة وأمل الشعوب المسكينة وانتبهوا فإن المؤامرات تحاك ضدكم من كل جانب من أجل استئصال شأفة الجهاد والقتال.
وحذاري أيها المجاهدون من فتح من كتائب الأقصى الأبطال.. أن يؤتى الإسلام من قبلكم، فانتفضوا على هذه القيادات التي لطخت قتالكم وجهادكم وشوهت تضحياتكم ومواقفكم البطولية، وسجلوا موقف شرف يكتب بماء الذهب، وأزيلوا هؤلاء الخونة الذين أسفروا عن وجوههم الخائنة بكل وقاحة وبدون خجل أو حياء، فلم يهتز لهم ضمير ولا ثارت لديهم كرامة عندما قتل إخوتهم على أرض غزة.. ولكن رأيناهم يرجفون في المدينة كأي طابور خامس ويطلقون الشائعات المغرضة الهادفة إلى تشويه المجاهدين الذين هزموا اليهود بثباتهم وصبرهم وقوة إيمانهم، وقد فضح الله اكاذيبهم وفضحهم مسئول " الانروا " في غزة الذي أكد أن السرقات التي حصلت ليس للمجاهدين علاقة بها، وتمت كلمت ربك الحسنى على أهل غزة بما صبروا ودمر الله ما كان يصنع يهود ونصارى وأذنابهم وما كانوا يعرشون.. فحذاري يا أهل غزة أن تعيد الأيام سيرتها..
والعاقبة للمتقين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين