احمد النعيمي
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8655
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كريموف ديكتاتور لم يسقط بعد .. ولن يسقط ما دام حيا
منذ مدة التقيت احد الإخوة الأزبكيين .. ودار حوار قصير بيننا ومن جملة ما ذكر عندما سألته كيف أحوال كريموف معكم .. فقال لي أنا لا ادعوه إسلام ولكن أقول الحاد .. وذكر لي من اضطهاد المسلمين ما تقشعر منه الأبدان ، ولان الوقت كان ضيقا فإنني لم استرسل معه في الحديث ..
ورجعت بي الذاكرة وأعادني كلام صديقي هذا إلى مقال كنت قد قرأته من زمن في مجلة الوطن ، نقلا عن صحيفة سويسرية كان عنوان المقال " صحيفة سويسرية إسلام كريموف اسم على غير مسمى " فقد وصفت صحيفة " لو تون السويسرية الناطقة بالفرنسية رئيس أوزبكستان إسلام كريموف بالدكتاتور ، وقالت انه " لا يحب الإسلام وان اسمه على غير مسمى ، يحمل اسما لا يليق به " وقال المحرر الرئيسي سيرج اندرلين : " إسلام كريموف لا علاقة له بالإسلام إلى حد انه منع المؤذنين من أداء الأذان من منارات الجوامع "
وأضاف " لقد مثل الإسلام في أوج المجد والازدهار لهذه الأمة ، وان بخارى وسمرقند كانت الشعلة المضيئة للإسلام وبوتقة لصهر الخلافات والفوارق ، لكن ربما إسلام لا يعرف هذا أو يشكك فيه " ويضيف " وهو يريد أن يجعل من أوزبكستان إقطاعية شخصية له ، إلى حد انه بدا من سنوات بوضع الآلاف من مناوئيه ، والبعض منهم لمجرد أنهم أطالوا لحاهم ، في سجن رهيب بالصحراء الأزبكية باسم كاراكالباك ، وهو عبارة عن كولاك حقيقي في الصحراء " نقلا عن مجلة الوطن العدد 1693 .
وقررت عندها أن اكتب عما يعانيه إخوتنا هناك – كان الله في عونهم وفي عون كل مظلوم اضطهد من هذا الأنظمة الفاشية .. الحاقدة على كل ما يمت إلى الإسلام بصلة – وان نفتح صفحة هذا الدكتاتور المخيف صاحب الجرائم القذرة ..
فانه لم يكد يخرج إخوتنا الأزبكيون – أحفاد الإمام البخاري والإمام الترمذي وكثير من علمائنا الأفاضل الذين أخرجتهم تلك البلاد الكريمة – من جحيم نار الشيوعية الإلحادية ، حتى دخلوا تحت نير دكتاتور حاقد اشد شراسة وأدهى .. فقد نشرت احد المواقع الالكترونية البريطانية المسمى parad.com سنة 2005 م قائمة بأطغى الرؤساء الدكتاتورين في العالم نقلا عن جريدة " الاندبندنت " البريطانية كذلك ، ووضعت المجلة الرئيس كريموف في المرتبة الخامسة من بين الرؤساء المستبدين الذين يقتلون ويذبحون شعوبهم وينتهكون حقوق الإنسان بلا حدود ..
فمن هذا الإنسان العديم الحس والضمير ؟؟ الذي وصل إلى كل هذه الحيوانية وفقدت الإنسانية في نظره كل معانيها وأصبح قتل الإنسان لديه كأنه يذبح أي حيوان وببرودة أعصاب مخيفة .. فنقول في عجالة سريعة عن تاريخه ..
ولد كريموف سنة 1938 م سفاحا من زواج غير شرعي – كما هو حال بعض من الأنظمة في عالمنا الإسلامي الذين ولدوا ولم يعرف آبائهم ثم بعدها وإذا بنا نراهم على سدة الحكم وعلى رأس هؤلاء أتاتورك القرن الماضي – وتبنته دار أيتام حكومية في مدينة سمرقند ، ويقال أن أصله يعود إلى رجل يهودي ، ويؤكد هذه الحقيقة " ليف ليوييف " رئيس اتحاد اليهود في الاتحاد السوفييتي السابق وكونجرس اليهود البخاريين العالمي : إن كريموف صديق حقيقيّ للشعب اليهودي، وإنه مثل أبيه نشأ في حي اليهود ، مضيفا : " قد عرفنا أنك صديق لنا فنحن أيضًا أصدقاء لك .. إن اليهود في أوزبكستان لم يشعروا بأنفسهم آمنين هكذا خلال الـ100 سنة الأخيرة " .
بل أن زوجته الثانية " تاتيانا أكباروفنا كاريموفا " التي تزوجها سنة 1966 م أمها من يهود طاجاكستان ، وقد ساعدته عبر أقربائها اليهود في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي من الوصول سنة 1989 م إلى أن يعين أمينا عاما للحزب الشيوعي بجمهورية أوزبكستان ، التي كانت تابعة لاتحاد السوفيتي وقتها .
وبعد أن استقلت عن الاتحاد السوفيتي ، تحول هوى كريموف إلى الاتجاه الأمريكي ، وأصبح مساعدا مهما لهم في المنطقة خصوصا بعد أن فتح من بلاده قاعدة لهم يتم من خلالها ضرب أفغانستان ، وكان في بداية فترة حكمه ولا زال ، يحيط نفسه ويختار كوادره من اليهود ، الذين أوصلوه إلى سدة الحكم ..
وعلى رأس هؤلاء " فلاديمير برونستين " المستشار الأعلى لكريموف ، الذي كان يقول في مجالسه الخاصة : " نحن ( اليهود U.H) لن نعطي سلطتنا بسهولة ، بل نحن مستعدون لإطلاق النار على كل أوزبكستان وأن تصبح فلسطين ثانية بدلاً من إعطاء السلطة للسكان الأصليين " كما نقل عثمان حق مظروف احد الكتاب الأوزبكين وقد ذكر قائمة بأسماء اليهود الذين يعملون حالياً في حكومة أوزبكستان وإداراتها الإقليمية وفي قطاع الاقتصاد وقطاع الأمن والشؤون الداخلية والمالية والأعمال .
وما يؤكد توثيق العلاقات اليهودية الكريموفية ، زيارة الأخير إلى الكيان الصهيوني سنة 1998 م ليتم الاتفاق على تطوير التعاون بين البلدين في شتى المجالات ..
وتم افتتاح فرع للوكالة اليهودية سحتوت في العاصمة الأزبكية طشقند لتنظيم هجرة اليهود الأوزبك إلى الكيان الصهيوني ، وافتتاح مركز ثقافي يهودي يعمل على نشر الثقافية اليهودية بين اليهود وغيرهم من مواطني أوزبكستان .
وبعد هذا الدعم اليهودي لكريموف استغل الحرب الأمريكية على الإرهاب ليزيد من قسوته وقمعه للإسلاميين في بلاده ، وقدم للقوات الأمريكية قاعدة بالقرب من حدود أفغانستان ليسهل لهم مهمتهم ..
وفي زيارته سنة 2002 م لأمريكا التقى بمائتي شخصية يهودية في فندق " بلازا " بنيويورك ، ليمنح من معهد " بئر هاغولاه " اليهودي جائزة " الشخصية الحكومية على النطاق الدولي " وتقديرا لخدماته للأمة اليهودية فقد كرم كذلك من رئيس الكونجرس اليهودي " ليف أفنيروفيتش ليفيف " الذي يعود أصله إلى طشقند وهو من الداعمين الأساسين لنظام كريموف .
وبعد عودته من بلاد الديمقراطية والحريات المزعومة ، محملا بكل هذه الأوسمة والميداليات تقديرا لجهوده في القضاء على أصحاب اللحى .. وأمام برلمان بلاده يؤكد دعم الأمريكان له فيقول : " عندما تصدرون حكما على جناية أو تهمة لا تخرجوا عن دائرة تحقيقات رئاسة الشؤون الداخلية وخدمة الأمن الوطني . واعلموا أن ورائي أمريكا وبوش ، فهم الذين يطالبون بهذه المذابح ! ولا تلتفتوا إلى انتقادات ذلك الفرنسي النتن .
لو كان الأمريكان ضد هذه المذابح لما قدموا لنا هذه المساعدات المالية السنوية ، ها هم قد خصصوا لنا مساعدة مالية جديدة قبل أيام قليلة لمكافحة ومحاربة المخدرات والإرهاب . وتذكروا دائما : أنني حينما كنت في رحلتي إلى أمريكا قدّم لي الأميركيون اليهود جائزة "الميدال" مقابل خدمتي وتضحياتي من أجل شعبي ووطني . وهذه الجائزة إنما أعطوني إياها من أجل تصفيتي وسحقي لأصحاب اللحى! "
ويقول مطمئنا لهم وداعيا لهم بالاستمرار في مجازرهم ضد كل مصل أو امراة محجبة : " وربما تجدون أن الأميركيون يصنفوننا ضمن قوائم المنتهكين لحقوق الإنسان والمتهمين بممارسة التعذيب ونحو ذلك. وهدف أمريكا من مثل هذا هو مجرد إظهار مراعاتها لقوانين الديمقراطية ، ولكنهم في الحقيقة أنهم يعطوننا الأموال، أفهمتم ؟؟! فأنتم استنتجوا بأنفسكم من هذه المعلومات وتحركوا وفقها " .
وقد شهدت البلاد سنة 2005 م اكبر مجزرة مروعة عرفها العالم وقتها بحق متظاهرين ، خرجوا مطالبين بالإصلاح السياسي ووقف الانتهاكات التي يرتكبها نظام العلماني كريموف بحق 90 % من الشعب المسلم الذين يعانون كافة إشكال الاضطهاد والعنف السياسي والتنكيل والاعتقالات وبدأت في مدينة انديجان وامتدت إلى مدينة فارسوا ، فكان أن تصدى لها هذه السفاح بكل أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة ، ليذهب ضحيتها المئات من القتلى المسلمين وسط تعتيم إعلامي ومنع جميع وسائل الإعلام العالمية من نقل تلك الأحداث ..
وأما بالنسبة للمساجين .. فان السجون الأزبكية تعج بكل إنسان يشتبه بأنه يحافظ على صلاته ، أو امرأة محتجبة .. وتمارس ضدهم أبشع أنواع التعذيب والاغتصاب ويعاملون معاملة حيوانية بعيدا عن الإنسانية ، ويبلغ تعداد المساجين هناك أكثر من ثلاثين ألفا ، ولكنه يبقى اقل كثيرا من عدد المساجين في سجون الاحتلال في عراقنا الجريح الذي بلغ عدد المساجين فيه أكثر من خمسين ألفا ، موزعة بين سجون قوات الاحتلال وسجون الحكومة الحاقدة على كل مسلم ..
وقد ورد في تقرير نشرته جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان الأزبكية بتاريخ 14 / 4 / 2002 م عن أحوال السجناء ما يلي :
" السجناء في معتقلات أوزبكستان قد حرموا من كافة حقوقهم الإنسانية ، أي أنهم حولوا إلى عبيد وليس لهم أي حق ، وحياة المسلمين فيها على وجه الخصوص صعبة جدا. فهم يعذبون باستمرار، والطعام الذي يقدم لهم رديء للغاية . والرعاية الصحية منعدمة تماما. بل ويتعمد في حقهم تعدية بعض الأمراض الفتاكة، كمرض السل والصفراء والإيدز ...
وترد إلى مكتب جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان في أوزبكستان تفاصيل كثيرة عن الذين أصيبوا بمثل هذه الأمراض من مستشفى طشقند للسجناء المرقم ۱٨/٦٤. وهذه التفاصيل يقدمها أهالي السجناء المصابين. وحالات الوفاة بمرض السل بين السجناء نسبتها عالية جدا. إذ إن عدد الذين يتوفون كل يوم بسبب هذا المرض الفتاك يصل إلى خمسة أشخاص. وقد قيدنا وفاة عشرة أشخاص في يوم واحد في المستشفى المذكور. وأما أحوال من لم يتوف منهم فتعيسة جدا. وكما يحكي أقرباء المصابين بمرارة عميقة وبكاء شديد - فإن السجناء يحضرون للقائهم في أوقات الزيارة محملين على العربات المخصصة. ولا يكاد أحد منهم ينطق بكلمة سليمة ، وقد أصبحوا هياكل عظمية من شدة الهزال، ومعظمهم على وشك الموت "
وقد حدث " يافنجي دياكونوف " – السجين السياسي السابق الصحفي وناشط حقوق الإنسان القائم على موقع " زونا اوز " المعني بجمع المعلومات عن المساجين والسجون في معتقلات أوزبكستان – عما يعانيه المسلمون في سجون هذا الطاغية ، فقال :
" إنني أؤكد على أنه يحدث وراء أقبية سجوننا أفظع الجرائم إزاء المساجين وحقوقهم، ويتم الاعتداء على حياة الإنسان وهو حقه الأول والرئيسي، لماذا أقول كذلك ؟ لأن حياة المحبوسين في سجوننا لا تساوى نقيرا ، إنني أقرأ كتب "صُولْجِي نِيكْسُون" ومؤلفات أخرى تحكي عن السجون والمعتقلات ، ولا أرى فارقا بين تلك المحابس الموصوفة في الكتب وبين سجوننا ، ولا سيما الآن نلاحظ أن الأوضاع في المعتقلات الأزبكية تتردى أكثر بالمقارنة مع عام 1998 ورسائل المساجين الحالية. واطلاعا على هذه الرسائل يخطر ببال الإنسان أن هناك ثمة "أشخاص" يهتمون أكثر بتردي الوضع في السجون بدلا عن تحسنه . فالمعتقلات تمتلئ أكثر فأكثر بالناس وتنقص المواد الغذائية ، أما السجناء فيتوفون بمرض بسيط يمكن علاجه..
إن الحبس في السجن هو بعينه تعذيب ، فيزج بـ10 أناس في زنزانة ، طولها وسعتها متران ، أو متر – يوجد زنازين مماثلة – ولا يعطون لهم طوال عدة أيام لا طعاما ولا شرابا ، ولا يسمحون حتى بالخروج إلى دورات المياه لقضاء الحاجة فكيف يسعنا أن نسمي هذه الحالات بغير تعذيب ؟؟! .
أما الوجبات المقدمة للمساجين – في سجن طشقند مثلا – فلا يأكلها حتى كلاب الحارسة لهم . ولو كان فيها لحم لسئمت منه الكلاب أيضا ، فإن طعام الكلاب أحسن من طعام المساجين ، وأنا على ذلك من الشاهدين.
أما الأمراض في السجون فأكثرها انتشارا السل أو التدرن الرئوي ، وكان المصابون بالسل – في زنزانتنا مثلا – يحبسون مع الأصحاء فلا مفر من ذلك لك . وإضافة إلى ذلك أن مستوى انتشار مرض الإيدز في السجون عال جدا ، وهذا المرض أخوف من السل وإن كان الأخير هو أسرع الأمراض انتشارا. كما وثمة هناك الأمراض الجلدية التناسلية واللواط ، ولا ينكر ذلك أحد..
بالطبع أن الحكومة بشخصية الإدارة العامة لتنفيذ العقوبة ترفض ذلك بتاتا وإذا أصغي إليها فإن سجون بلادنا كأنها جنةُ الأرض ، ولا هناك أية مشكلة وأن كل شيء على ما يرام ، كأن الحياة هناك أحسن من الحرية . أما في الواقع فشيء آخر تماما ، وإذا أرادت لجنة (دولية) أن تقْدِمَ إلى سجن لدراسة الوضع فيه فإن إدارة السجن تلم بذلك مسبقا وتسعى لترتيب السجن ، فتنقل المرضى ومن في حالة صحية خطيرة إلى مكان آخر تفريغا للزنازين ، أما نقلهم من سجن إلى سجن فذلك موضوع آخر.. ويودَع في مقصورة واحدة بقطار الركاب ما بين 10 و15 سجينا وحتى إلى 20 محبوسا ولا يعطى لهم طعام ولا شراب ويُرد مطلبهم في الخروج إلى دورات المياه ، بضرب على رؤوسهم ، مما يضطر السجناء إلى قضاء حاجتهم في الحزم وما شابه ذلك ، ومن الصعب أن أصف ذلك كله بالقول "
وأما خلاصة تقرير منظمة " هيلسنكي ووتش " العالمية المتخصصة في الدفاع عن حقوق الإنسان .. أوضح الحقيقة التي من اجل يسجن المسلمون ويعذبون ويضطهدون .. بقولها " كل من لم يرجع عن دينه أو أبى عن الاعتذار إلى الرئيس كريموف أولم يترك الصلاة والقيام بالشرائع الإسلامية أو طالب باحترام حقوقه الإنسانية فجزاؤه وحكمه غير الرسمي هو الإعدام ! "
إذن المقصود من هذا كله هو محاولة ثني المسلمين عن دينهم ، ولكن خابوا وخسروا باذن الله ، فان الله متم نور باذن الله وناصر دينه .. يقول تعالى ..
(( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً )) النور 55 .
فكان الله بعونكم إخوتي الأوزبك .. وقلوبنا والله تدعوا الله لكم ليل نهار أن يفرج عنكم وعنا هذا الكابوس ، وان يريحكم ويريح كل مسلم من هذا الأنظمة التي لا هم لها إلا القضاء على كل ما يمت إلا الإسلام بصلة .. فصبرا آل ياسر فان موعدكم الجنة أن شاء الله ..
وماذا بعد .. فبعد كل هذا الدموية والأعمال الإجرامية والقتل والتدمير والتهجير والسجون والتعذيب .. أعيد انتخاب هذا الدكتاتور سنة 2007 في دورة ثالثة مدتها سبعة سنوات جديدة من الظلم والقمع .. وما دام حيا فانه سيبقى يعيد انتخاب نفسه وسيحصل على النتيجة نفسها 98 % إن لم يكن أكثر ، ولا ادري أن كان لديه ولد أم لا فانه سيبدأ بتجهيزه ليكون ولي العهد من بعده !! ..
وآخر ما تعرض له المسلمون على يد هذا الجلاد .. في هذا العام نورد خبرين احدهما اعتقالات عشوائية ، حيث كانت تدور بداية هذا العام محاكمة لأكثر من أربعة عشر إسلاميا ، ولا تهمة لهم سوى أنهم من المحافظين على صلاتهم ، سبحان الله !! ..
وكما ذكرت إذاعة " أوربا الحرة " فإن أحد المحاكَمين شابٌّ مسلمٌ يدعى "خودا يار بن منصور إسحقوف" ، اعتقلته السلطات في الخامس من سبتمبر من العام الماضي بعد أن رجع من روسيا حيث كان قد سافر وبقي هناك أكثر من سنة يعمل لكسب قوت يومه وإعاشة أهله ، واستمرت هيئة التحقيق تُعِد تقارير التهم والافتراءات بحقه طوال الأشهر الماضية ، ولا يشك المراقبون بأنه قد مورس بحقه تعذيبا جسميا ونفسيا لإجباره على الاعتراف والإفادة بما يملي عليه المحقّقون الحكوميون ، لأن هذا من عادتهم المتأصلة فيهم ولا يمكن أن يكفوا أيديهم عن ضرب وتحقير السجناء ما داموا على قيد الحياة " .
وفي توضيح للإذاعة قال الشيخ منصور والد الشاب : " ولدي ليس مجرماً أبداً، لم يرتكب أية جريمة ، عيبه الوحيد أنه يحافظ على الصلاة ، وعائلتنا كلها محافظة على الصلاة ولله الحمد ، حتى والديّ محافظان على الصلاة ، وأنا أبلغ من العمر 45 عاماً ، وقد عوّدتُ أولادي كلهم على الصلاة، فإقامة الصلاة ليست جريمة، فلماذا يطاردون دائماً الشباب المحافظين على الصلاة ؟؟ " نقلا عن أوزبكستان المسلمة .
وأما كونك تصلي أو انك أطلت لحيتك ، فهي تهمة مباشرة كفيلة أن تلصق بك التطرف والإرهاب .. وهذا ما عبرت عنه الناشطة الحقوقية " محبوبة قاسموفا " حين تساءلت: " لماذا لا تستهدف الاعتقالات في الغالب إلا المصلين المتدينين؟ فإذا كان الالتزام بأداء الصلاة جرمًا فلتعلن الحكومة هذا على الملأ ولتصدر مرسومًا بأن الصلاة ممنوعة في أوزبكستان " .
بل أن أمر الاعتراف تحت التعذيب ، تمارسه كل الحكومات الدكتاتورية وما رأيناه ونراه من خروج بعض المعتقلين على القنوات العراقية التابعة للحكومة العراقية العميلة .. ما هو إلا نموذج للكذب الواضح وما يعترفون به لا يمت إلى الواقع بصلة وإنما اعترفوا بهذا تحت الضرب والتهديد بالقتل واستخدام أسلاك الكهرباء .. وليس هذا إلا لتشويه المقاومة العراقية الساعية إلى إنهاء الاحتلال الواقع على عراقنا الجريح . حتى أن كثير من التفجيرات التي تحصل هناك ، تقوم بها القوات الأمريكية من خلال عملائها الذين يقومون بوضع أقراص ليزرية في أماكن محددة في داخل سيارة أو أي شيء ما ، وتنزل بعدها الصورايخ من الطائرات لتدمر الموقع ، أو العمليات التي يقوم بها عملاء إيران كما اعترفت بهذا الدور التخريبي القوات الأمريكية في أكثر من مناسبة . ثم تلصق بعدها في ظهر المقاومة .. من اجل تشويهها ، وإبعاد الرأي العام من التعاطف معها ..
فالتهم جاهزة ومباشرة وواضحة بزعمهم .. إلقاء بظهر الإسلاميين ، ففي إيران مثلا كلما قاموا بتصفية احد علماء السنة أو اعتقالهم وهدم مدارسهم .. فان التهمة السهلة الوقحة أنهم يروجون للفكر السلفي المتطرف ..
وأما الجريمة الأخرى التي حصلت بحق إخواننا الأوزبك .. فقد قامت قوات هذا الجزار بارتكاب مذبحة جديدة تجاه السجناء المسلمين والسجناء السياسيين في السجن المرقم بـ (УЯ 64/46) الواقع بقرب مدينة "نوفوئي" وسط أوزبكستان .
وقال أحد أقرباء المسجونين في ذلك السجن بأن السلطات الحكومية قتلت في هذه العملية العشرات من السجناء ومعظمهم من السجناء "الإسلاميين"، وأن أهالي الضحايا أصيبوا بذهول وصدمة شديدة ، وأن السلطات تحاول إخفاء هذه الجريمة النكراء والتكتم عليها كما هي عادتها دائما . نقلا عن أوزبكستان المسلمة .
وكل هذا الذي حصل ويحصل .. سواء في أوزبكستان والعراق والصومال والشيشان وأفغانستان .. وقتل الإسلاميين فيها لم يحدث إلا بمباركة الدولة التي تزعم أنها تسعى إلى نشر الديمقراطية .. ووالله ليس هذه الديمقراطية المزعومة إلا ديمقراطية رعاة بقر وحسب ..
فان هذه الدولة الكاذبة .. التي تدعي نشر الحرية ، فان أكياس حريتها في العراق قد سقطت على رؤوس مليون ونصف فقتلتهم .. بينما ما تبقي ما أكياس وضع في داخلها شعب العراق في سجون أبو غريب والمطار وبوكا .. وأحيطت المدن والقرى وخصوصا في الأنبار بأحجار الحرية الكونكريتية وأصبح أهل المدن أسرى داخل بلدهم حتى وان لم يدخلوا إلى غياهب السجون ..
ولقد سمعنا جميعا البارحة عن الجريمة التي ذهب ضحيتها أهل بيت في الموصل ، فبعد أن تعرض احد الأرتال الأمريكية إلى تفجير استهدف إحدى دورياتهم ، قام رعاة البقر ، بدخول اقرب منزل للانفجار وفتحوا نيرانهم بطريقة همجية بربرية وقتلوا كل من في المنزل , فقتل خمسة رجال وثلاثة نساء وثلاثة أطفال ولم ينج من أهل البيت إلا طفلتين صغيرتين واحدة في الثالثة .. والأخرى في السنة الأولى من عمرها .. وأخذتا إلى دار الأيتام هناك ..
ومن المؤكد أن هؤلاء الأطفال والنساء قد دخلوا أيضا في عداد الأرهابين والمتطرفين !! وكم حدث أشباه هذه المذابح في مدن العراق ، فتقصف البيوت وتدمر فوق رؤوس أهلها وتقتل النساء والأطفال ثم يزعمون بان هؤلاء إرهابيون !!! أي ديمقراطية لعينة تلك ، وأي تبجح باسم الحريات ، بئست تلك الحرية وخاب دعاتها وخسروا ..
أليس الكلام في الديمقراطية ونشر الحرية . كذبة كبرى ؟؟ وان الحقيقة هي أن الديمقراطية صنو للدكتاتورية وحامية لها ومدافعة عنها ، بل هي اشد خطرا . والى أولئك الذين ليس لهم هم إلا الحديث عن الحريات المزعومة والبكاء عليها ، أما آن لهم أن يروا هذه الحريات المزعومة على حقيقتها ؟؟ أم أن الأموال التي يقبضونها قد أنستهم دماء إخوانهم التي تذهب هدرا في كل مكان ، بينما يتباكي العالم اجمعه وعلى رأسهم هؤلاء المتباكين على هذه الديمقراطية اللعينة ، على حذاء يفقد من قدم يهودي أو نصراني ، أما نحن فلا بواكي لنا !!
ولكن لا بد من نهاية لهذا الواقع المرير .. ولا بد أن الله سيدفع عن المسلمين هذا الباطل وينصر عباده الموحدين ، ومهما طال ليل الظالمين .. فان وعد الله قريب ، انه لا يخلف الميعاد .
------------------
فيديو عما يعانيه إخوتنا في أوزبكستان
http://video.google.com/videoplay?docid=-3082946982240565163
-------------------
المراجع :
_ موقع أوزبكستان الإسلامية .
_ مجلة الوطن العدد 1693 .
_ حكومة أوزبكستان والغرام اليهودي ، عمرو توفيق ، مفكرة الإسلام .
_ كريموف وأوزبكستان.. السنوات الأربع عشرة العجاف ، معمر الخليل ، موقع المسلم