دجال إبراهيم - الجزائر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8045
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أليس ذلك بهجران؟
ونحن على أبواب توديع هذا الشهر الكريم يجدر بنا أن نقف وقفة تأمل أمام آية كريمة نزلت في شأن هذا الشهر العظيم قوله سبحانه ۩ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان۩
هل نحن نستشعر قيمة هذا القرآن في قلوبنا مقارنة مع ما يشغلها من أمور الحياة ولعلها الطامة الكبرى إن قلنا أنه عند السواد الأعظم من المسلمين لا يعدو أن يكون بمثابة آيات يتبرك بها في المناسبات والمآثم وكأنه أنزل على الأموات دون الأحياء ولا فائدة ترجى منه خاصة وأن حال المسلمين يدعو إلى الحيرة وهم قد نسوا قول الله تعالى ۩ ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وألئك لهم عذاب عظيم ۩
غفلة أم إصرار؟
لو تأملنا هذه الآية الكريمة ۩ ألم يان للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون ۩ نجد قلوبنا أشد قسوة من الحجارة و أنفسنا في إعراض عن كلام خالقنا وإقبال على الدنيا وكأننا لأجلها خلقنا ۩ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ۩، وفي آية أخرى: ۩ أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ۩، وقد علمنا علم اليقين أن لله الآخرة والأولى فالإشكال إذا يكمن في عدم تدبرنا لكلام الخالق عز وجل: ۩ أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ۩، وفي هذه ما يغني عن هذا الإعراض ۩ ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون ۩
ضعف إيمان أم تضييع للوقت؟
لا شك أن كل واحد منا يرغب أن يكون ممن قال المولى في شأنهم ۩ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون ۩ وقوله أيضا في آية أخرى ۩ الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ۩ وكل من سعى في طلب الراحة والطمأنينة في غير كلام الله مضيع لوقته لا محالة ولو نظرنا إلى حال شبابنا اليوم نجد أن معظمهم مولع بأغاني الراب وما شابهها وأفضلهم طريقة يجلس أمام التلفاز الساعات الطوال يتابع أفلاما مدبلجة لا تبقي في الأخلاق ولا تذر فهل هذا شأن المؤمن الغيور على دينه ۩ كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون المنكر وتؤمنون بالله ۩
ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر
لا زلنا في العشر الأواخر من رمضان وهي فرصة للتوبة والإنابة إلى الله ۩ سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاءهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين ۩.
إن خالقنا أعلم بأنفسنا منا وهو يرشدنا في العديد من الآيات إلى الرجوع لكتابه العزيز للحصول على شفاء القلوب وراحة النفوس ۩ يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ۩ ويقول أيضا ۩ أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون۩ ويقول أيضا ۩ وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ۩