البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

بين حقائق القرآن وتلاعب الإعلام.. الساحة الحقيقية لصراعنا مع اليهود

كاتب المقال ياسر الشهري   
 المشاهدات: 6927



في إحدى القنوات الحكومية العربية، بدأ خبر عن غزة بجملة تشد "الجمهور الواعي" وتظهر حسن النية! (خمسة شهداء في غزة إثر قصف إسرائيلي) وفي أثناء المشهد (السريع) المؤلم عرضت دماء وصراخ وفزع وتشييع للشهداء، ثم قبل نهاية المشهد (المفزع)؛ تسللت الكاميرا –بعض المشاهدين ينسى أن خلف الكاميرا من يوجهها حيث يشاء!- إلى تجمع للعزاء، وتحديداً إلى امرأة كبيرة، كانت تبكي وتغطي وجهها بيديها، ثم كشفت عن وجهها وقالت: (حسبي الله على حماس، حسبي الله على حماس)! وانتهى المشهد (السريع) على ذلك، وانتقل المذيع بشكل أسرع! إلى مأساة أخرى... في (العراق!).

ليفهم المغزى من ذلك؛ لعلنا نتذكر كيف واجهت وسائل الإعلام اليهودية -والمتعاطفة معهم- الصورة المؤثرة لـ(مقتل محمد الدرة)، التي أثارت الرأي العام العالمي، فتم ترويج فكرة: (أن الفلسطينيين يسوقون أطفالهم إلى أماكن تبادل النيران بهدف الدعاية!، ومن ثم؛ تستغلها وسائل الدعاية والإعلام المغرضة ضد اليهود)، واستشهدوا على صحة تفسيرهم لذلك الحدث المؤثر؛ بما قامت به الجالية العربية والإسلامية في الغرب من جهد لكسب التعاطف الواسع مع تلك الصورة.

إن الملاحظ من تغطيات ومعالجات وسائل الإعلام العربية الحكومية للأحداث الأخيرة في (غزة المحتلة؟!)؛ أنها تدعو إلى تبني مواقف سلبية ضد حماس والجهاد، وبمعنى أصح ضد أي صوت للمقاومة، فهل يُعقل أن تكون السياسات الإعلامية العربية تستهدف إخماد مشاعر الكراهية ضد اليهود المحتلين المعتدين؟ وهل يُعقل أن يكون هذا مطلبا من مطالب اليهود وحلفائهم للرضا عن الحكومات العربية؟ وهل يُعقل أن هناك تشويها خفيا لصورة حماس؟

للإجابة عن هذه الأسئلة –الثلاثة- مجتمعة؛ يمكن أن يُعتمد على مقياس دقيق يستطيع كل متابع للإعلام العربي أن يحاكمه في ضوء هذا المقياس، وهو: (مقارنة صورة اليهود في وسائل الإعلام العربي مع صورتهم في كتاب الله (الحق المبين)، والتأمل في ملامح الصورتين، وذلك أن صورتهم في القرآن صورة حقيقية لا تقبل التعقيب ولا الجدل حول مكوناتها).

هذه بعض من ملامح صورتهم الحقيقية التي يجب أن تكون مادة لإعلام المسلمين، والتي تتمحور حول علاقة اليهود السيئة مع الخالق سبحانه وتعالى، الذين قال عنهم سبحانه: (ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون) وأنهم (سماعون للكذب أكالون للسحت) وقال عنهم (أوكلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم) و(كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين) (ويقتلون النبيين بغير حق).

أما علاقتهم مع المؤمنين فتتحدد ملامحها في آيات تتلى إلى قيام الساعة وإن تجاهلها الإعلام، ومنها قوله تعالى: (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا)، وقوله (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير). وقوله سبحانه (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا).
إن عرض الإعلام لهذه الآيات في حملات إعلامية سيعمل على تكوين معرفة حقيقية بصفاتهم وطبائعهم، ومن شأن ذلك أن يؤثر تأثيرا كبيرا على مسيرة الصراع معهم، حيث سيشكل بإذن الله ضغطاً كبيرا عليهم، نتيجة معرفتهم بمكانة القوة البشرية في إدارة الصراع، وهو ما يتوافق مع القاعدة القرآنية العظيمة في سورة الأنفال التي تحدد طريقة التعامل مع هذه النوعية من البشر–كما ذكرها المفسرون- حيث قامت على كشف صفات اليهود، ثم الأمر الصريح بإعداد القوة، ثم يلي ذلك امتلاك القوة.

يقول "أفريام أنبار" مدير سابق لمعهد بيغن - السادات للدراسات الإستراتيجية بجامعة "بار ايلان" في مقالة نشرتها صحيفة "الجيروزالم بوست": (إن الحروب لا تكسب في ساحات المعارك، بل تكسب أيضا بالكلمة) وتقول "ياهوديت أورباح" رئيس قسم الصحافة والاتصال في الجامعة نفسها؛ عن دور التلفزيون في الصراع: (إن شاشات التلفزيون أصبحت بلا شك ساحة المعارك الرئيسية، والحرب التلفزيونية هي ساحة المعركة، فالصورة أبلغ من ألف كلمة..). وهذا يعني أن اليهود يمكن أن يعملوا على تحييد الإعلام العربي عن ساحة الصراع.

إن المشهد (المدروس) -الذي ذُكر في البداية- واحد من المشاهد الكثيرة التي يستخدمها الإعلام العربي الحكومي للتعبير عن مواقف الحكومات من الصراع الإسلامي اليهودي، والاستجابة للضغوطات العالمية التي تمارسها المؤسسات الدولية بضغط من المجموعات اليهودية، والإعلام اليهودي، ولكن هل سيقود هذا إلى سلام مع اليهود؟!.
لقد آمنَ الدكتور "دانئيل بار طال" بأن الصراع "العربي الإسرائيلي" –وبمعنى أصح الإسلامي اليهودي- هو أحد أبرز الصراعات الأكثر خطورة عالمياً أو "غير الخاضعة للسيطرة"، والتي تتميز بطولها وعنفها وشمولتها، حيث يعتقد طرفا الصراع أنه ليس بالإمكان حله نتيجة للتناقض الكامن بين أهداف الطرفين، فيطورا بنية تحتية نفسية اجتماعية من المعتقدات والمواقف والمشاعر حول الصراع وجوانبه المختلفة.

وكان هذا خلاصة ما توصل إليه دانئيل -المختص في علم النفس السياسي والمحاضر في جامعة تل أبيب، والذي يعتبر أحد أبرز الباحثين في مجال بحث الصراعات وحلها، وقد شغل منصب رئيس "الجمعية الدولية لعلم النفس السياسي"- في كتابه: العيش مع الصراع (تحليل نفسي اجتماعي للمجتمع اليهودي في إسرائيل) وأعتقد أنه لم ينقل ذلك من القرآن الكريم!.

إن تحييد الإعلام العربي عن الصراع الإسلامي اليهودي يعني تجريد العرب من القوة الإعلامية، ويعني مزيدا من الضعف في التفاوض أو الحوار مع اليهود. كما أن خسارة "الطرف العربي" لصوت "الشعوب المسلمة" المتعطشة للانتقام من الجرائم اليهودية في حق المسلمين تعني؛ خسارة قوة ضغط كبيرة يمكن أن تعزز من صدق اليهود في طلب السلم.
والإعلام في مجتمعاتنا العربية والإسلامية ليس مزاحما في صنع القرار كما تستخدمه جماعات الضغط في المجتمعات الغربية وغيرها، وإنما هو مساعد في تهيئة البيئة لقبول القرار والموقف السياسي حيال القضايا الشائكة وغيرها. وقضية فلسطين أبرز القضايا التي عانت المجتمعات الإسلامية والعربية من تضليل حولها، لأن الإعلام العربي لا ينطلق من فراغ، وإنما هو مجسد للإطار السياسي الفاعل في بيئته، فما العمل؟.

المطلوب، أن تدرك الجماهير أنه ليس من السلام في شيء أن تتجاهل وسائل الإعلام العربي؛ الطبيعة التي جُبل عليها اليهود، وأهم المؤثرات في نفسية التجمُع اليهودي، خاصة وأن البنية التحتية لهذا الصراع تغذي سلوك الطرفين وتذكيه، فالقرآن الكريم يكشف في مئات الآيات عن صفات وأخلاق اليهود، ويبين لنا من خلالها طبيعتهم الشريرة، وأخلاقهم الهابطة الفاسدة، ويصف لنا الأسلوب الأمثل في التعامل معهم.

ثم؛ أن تدرك هذه الجماهير أن الحكم على حماس وأخواتها في فلسطين يجب أن يقوم على معلومات صحيحة، من مصادر موثوقة، وهو ما لا تملكه القنوات العربية الحكومية، ولا المقربة من الحكومات. وليس من حق وسائل الإعلام أن تعمل على فصل ما نعتقده ونؤمن به عن واقعنا الاجتماعي، وليس من حقها أن تغض الطرف -في محاولاتها لإقناع الجماهير بالسلام المبتور والظالم- عن أهداف الدولة الصهيونية وأطماعها، أو أن تحسن صورة اليهود في أذهاننا وتقول لنا غير ما يقوله لنا الذي خلقهم وخلقنا!.
وخلاصة ذلك؛ أن هناك عملا منظما يتم في وسائل إعلام عربية –هذه الأيام- بشكل علني -وبغير حياء- يصور الصهاينة على أنهم ضحية، ويعمل في الوقت ذاته على نزع شرعية (حماس)، ويصورها في صورة العدو للفلسطينيين، ويمحو إنسانيتها، وهذا لا يعني أن حماس ستخسر غايتها إذا فقدت جماهيريتها، إنما يعني أن الجماهير ستفقد الحماسة لقضايا أمتها، وربما تبنت مواقف تحاسب عليها أمام الله.


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 10-09-2008   almoslim.net

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /htdocs/public/www/actualites-news-web-2-0.php on line 785

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
فتحي العابد، محمد أحمد عزوز، أحمد بوادي، د - محمد بن موسى الشريف ، د. عبد الآله المالكي، د- محمود علي عريقات، الناصر الرقيق، عمر غازي، أحمد النعيمي، رافد العزاوي، ياسين أحمد، كريم فارق، الهيثم زعفان، محمد شمام ، أحمد الحباسي، خبَّاب بن مروان الحمد، مصطفي زهران، يزيد بن الحسين، طلال قسومي، صفاء العراقي، محمد العيادي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، كريم السليتي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، علي عبد العال، حميدة الطيلوش، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رافع القارصي، سفيان عبد الكافي، محمد يحي، سيد السباعي، محمود سلطان، جاسم الرصيف، مراد قميزة، صلاح الحريري، د - عادل رضا، د - صالح المازقي، رشيد السيد أحمد، د. عادل محمد عايش الأسطل، أشرف إبراهيم حجاج، تونسي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عمار غيلوفي، سليمان أحمد أبو ستة، فتحـي قاره بيبـان، د - محمد بنيعيش، د. صلاح عودة الله ، د. أحمد بشير، عبد الرزاق قيراط ، ماهر عدنان قنديل، رضا الدبّابي، رحاب اسعد بيوض التميمي، عراق المطيري، حسن عثمان، علي الكاش، صباح الموسوي ، عبد الغني مزوز، د- محمد رحال، د. طارق عبد الحليم، محمد الطرابلسي، أحمد ملحم، صالح النعامي ، د - المنجي الكعبي، أنس الشابي، د - شاكر الحوكي ، منجي باكير، عواطف منصور، صفاء العربي، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد اسعد بيوض التميمي، ضحى عبد الرحمن، حسني إبراهيم عبد العظيم، مجدى داود، مصطفى منيغ، د- جابر قميحة، سعود السبعاني، محمود طرشوبي، صلاح المختار، سلوى المغربي، عبد الله الفقير، محمد عمر غرس الله، د.محمد فتحي عبد العال، فهمي شراب، محمود فاروق سيد شعبان، فوزي مسعود ، أ.د. مصطفى رجب، سامح لطف الله، سامر أبو رمان ، إيمى الأشقر، فتحي الزغل، أبو سمية، خالد الجاف ، د. خالد الطراولي ، د- هاني ابوالفتوح، العادل السمعلي، محرر "بوابتي"، الهادي المثلوثي، د. أحمد محمد سليمان، المولدي الفرجاني، إياد محمود حسين ، نادية سعد، عزيز العرباوي، وائل بنجدو، عبد الله زيدان، رمضان حينوني، د - الضاوي خوالدية، سلام الشماع، حسن الطرابلسي، يحيي البوليني، د - مصطفى فهمي، حاتم الصولي، محمد الياسين، إسراء أبو رمان،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة