البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تونس: التنازع على ما بعد قيس سعيد

كاتب المقال نور الدين العلوي - تونس   
 المشاهدات: 1498



كأني أسمع صوت الورثة يصطرعون على ميراث ثقيل، فقد توفي صاحب الملك وهم من بعده يختصمون؛ كل يريد الخير لنفسه باستباق البقية. سقط قيس سعيد في نفوس معارضيه، حتى أنهم غير مستعجلين على دفنه. تجري الآن معركة حامية بين الباقين بعد قيس على ما سيبقي قيس في البلد قابلا للقسمة. متى مات؟ لقد ولد ميتا، وما من أحد آمن بما قال أو قد يقول، فلغوه "فأشوش"، والقوم من بعده موقنون بوجود مغنم حقيق بالصراع.

توجد معضلة تربك صراع الورثة؛ أحد الورثة صنف ابنا غير شرعي للدولة، لكن وجوده المادي في الشارع وفي العقول يحقق له قسطا من الميراث وافرا. فكيف تتم قسمة بحرمانه وهو عنصر ثابت وملك حق الإرث دون بطاقة نسب من بقية الورثة؟ إنه حزب النهضة باق ويتمدد في الأزمة حتى أنه يستطيع ملء الشارع بالرجال والنساء، وهو لقوته الثابتة يطاول مطمئنا إلى أن قسطه في الإرث غير قابل للغمط.

سبب التردد في الحسم هو كيفية تقاسم البلد ومنافعه (ومواقع النفوذ فيه) بعد قيس سعيد دون فسح مكان للنهضة بين قوى المستقبل. هذا جوهر المعركة الدائرة الآن في تونس، أما قيس سعيد فقد سقط من الغربال.. سأحاول تبسيط الفكرة هنا.

الورثة يختصمون

ظهرت زعيمة الفاشية في الشارع وقالت عن الرئيس ما لم يقله فيه ألد خصومه، فهو الرجل الصفر في العقل وفي إنتاج الأفكار وفي تدبير أمر الدولة. في تونس هناك قناعة ثابتة بأن الفاشية والرئيس يقتسمان الأدوار، فهي التي رذلت البرلمان وهو الذي حماها في مشروعها ثم اتخذ عملها ذريعة ليغلق البرلمان (كانت آخر شكواه إلى وزير الخارجية الأمريكية بأن البرلمان سال فيه الدم). قادت المظاهرات تحت حمايته بالحرس الرئاسي، وسهّل لها عقد الاجتماعات الشعبية تحت حماية الأمن، حتى أنه لم يحرمها استعمال وحدة صوتية كافية لإسماع صوتها من القصبة حيث حكومته، بينما منع مظاهرة يوم 14 تشرين الثاني/ نوفمبر من استعمال كل آلة متاحة لإسماع الآلاف صوت قيادتهم.

لكن خطاب الفاشية نقض المعاهدة بما جعلنا نستنتج بسهولة أن العقد بينهما قد فسخ أو هو في طريق الفسخ، والمعركة الآن على جمهور قيس عندما يختفي قيس (النقاش لم يعد في احتمال اختفائه فالفاشية تتصرف على أنه انتهى). لا بد لجمهوره من مستنقع يصب فيه، والفاشية تحسب هذا الجمهور في صفها بعده، فهو جمهور متنمر معاد لبقية الطيف السياسي وخاصة معاد للنهضة؛ الرقم الصعب الذي لم يروضه قيس.

أرى الفاشية قد حسمت أمرها وتخلت عن دعم المنقلب، وترى نفسها وريثة شرعية للدولة وهي تريد أسلابه/ فلوله في حزبها قبل أن يتشتتوا بين أدعياء كثر؛ ينتظرون بدورهم بعض الفيء.

النقابة والحزام اليساري يجلس بين الكرسيين

يصدر عن النقابة تصريحان متناقضان؛ أحدهما يعلن التفاوض مع حكومة بودن (أي الرئيس الذي يتظاهر بعدم رؤية النقابة في الساحة)، وآخر يشعر الرئيس بين عبارات الأسف والتذمر أنه غير راض عما يجري، ولكن (إذا منحت النقابة مكاسب فستدافع عن الانقلاب) تحسن النقابة الجلوس بين كرسي الولاء والطاعة وعرض المساعدة، وكرسي الابتزاز والتهديد بالتصعيد. وهي هناك الآن لا هي مع المعارضة فتنصرها في الشارع ولا مع الرئيس فتنزل لنصرته. ولسان حالها يقول إن اختيار الشارع سيكون نصرة للنهضة، وخيار الرئيس سيكون قطيعة مع الخائبين من الرئيس وإعلان الموقف الآن فيه خسارات، ولكن التردد إزاء نصرة الرئيس صراحة لم يعد محل شك في النقابة، ووجب التأخر خطوتين في انتظار الآتي. وهو نفس الموقف مع ابن علي حتى يوم 13 كانون الثاني/ يناير 2011، وخطاب البلكونة للأمين العام الذي ساند ابن علي حتى ليلة الرابع عشر ليصبح يوم 15 قائد الثورة.

لا أجد في موقف النقابة ما يدل على إيمان حقيقي بقدرة قيس سعيد على الاستمرار في الحكم.. إنهم في النقابة يخططون لتقاسم الغنيمة (دون دفع ثمن إسقاطه)، ولكن "اللعنة" النهضوية لا تزال في المشهد لذلك، فإن بعض الانتظار مفيد؛ عسى أن يشن قيس حربا استئصالية.. سلوك الرئيس غير القابل للتوقع هو الذي يؤجل حسم الموقف.

بقية ما يسمى بالطيف الديمقراطي يعدل موقفه على موقف النقابة، فلا وجود لهم في الشارع إلا بالنقابة، وحتى التراجعات اللفظية التي صدرت عن بعض أفواه حركة الشعب أو عنتريات محمد عبو وزوجته تصب في اتجاه عدم المزايدة على النقابة، فكل مكونات هذا الطيف لا يمكنها إنزال ألف رأس في الشارع.

ليس في الجيش أو الأمن نسخة أخرى من ابن علي

من يتولى بعد قيس وكيف سيفعل مع النهضة (التي لا تموت)؟ القيادة العسكرية التي اختفت خلف قيس سعيد وتظاهرت بالحياد لا تملك شجاعة ابن علي، لذلك لن تقدم نفسها للحكم (تراجع البرهان في السودان زاد في جبن كل عسكري جبان)، علما أن ابن علي عبر مسيرته المهنية في الجيش والأمن كان قد ملك معرفة بدواخل الدولة وكيفية السيطرة على السياسيين الموالين والمعارضين له، فضلا عن اختراقه للأجهزة الصلبة. القيادة الحالية ولو وصفتنا بالجهل نعرف أنها تجهل ما علم ابن علي، فضلا على أن معركة الخوصصة الاقتصادية ومعركة تصفية الإسلاميين في الطريق، والتي وُظف ابن علي لإنجازها، قد انتهت ولم يعد هناك ما يخوصص إلا تراب البلد.

وإذا تجرأت فستكون في جرأتها نهايتها؛ لا لأن الجمهور سيخرج عليها (الجمهور الواسع ما زال يعيش بصورة رومانسية للمؤسسة العسكرية)، بل لأنها ستجد نفسها في الحفرة الاقتصادية والاجتماعية التي وقع فيها قيس سعيد. وما من عاقل يرمي بنفسه في أزمة مماثلة، فالقوة العسكرية يمكن أن تخمد صوتا إلى حين، لكنها لن توجد له الخبز الكافي ليواصل الصمت. الخبز معضلة قيس، ولكنها ستكون معضلة من يتقدم بعده.

إذن من يكون بعد قيس؟

الأكيد أن الجميع متيقنون من نهايتهم القريبة (هناك اختلاف طفيف في تقدير يوم السقوط)، ولذلك فإن صراعاتهم الآنية تتجه إلى الفوز بأكبر مغنم سياسي بعده. لكن تظل العقدة في المنشار.. النهضة حاضرة لأخذ قسطها الوافر بحكم أن الانقلاب لم يفلح في تفتيتها وضربها (وقد كان ذلك مطلب أنصار الانقلاب)، كحل الحزب وسجن قياداته على طريقة ابن علي، وهو غاية المنى، وهو ما لم يتم، ويعتبر ذلك رفدا لقوة الحزب الذي نجا من مسؤولية الحكم ويستعد لترميم صفوفه.

لقد طرح الجميع السؤال: كيف نكون بعد قيس سعيد دون النهضة؟ وكانت الإجابة محل اتفاق: النهضة لا تزال في المشهد. يروج الإعلام المعادي للحزب منذ الأزل أن الحزب انتهى وتفكك، ولكن الإلحاح على الفكرة يدل على عكسها. فلو اندثر الحزب كما يزعم الإعلام لحُلت كل عقد النخبة؛ الاستئصالي منها والمهادن المناور.

في المشهد النهضة التي حافظت على قدر كبير من تماسكها رغم استقالة المائة (وهو الحدث الأبرز في الأشهر الأخيرة)، وتستعد بدورها لأخذ قسطها من إرث قيس. وقد استعرضت قوتها الفعلية في الشارع، بل لديها أمل إضافي في أن جزءا من النخبة السياسية قد عدل موقفه ونسق معها الحراك في الشارع، وهناك حديث متفائل جدا عن ميلاد الكتلة التاريخية (لا آخذه بجدية كافية).

في كل الحالات تبدو النهضة على يقين مثل غيرها بنهاية قيس وإجراءاته الاستثنائية، لكنها تسير الهوينى منتظرة أن تعصف به الأزمة الاقتصادية والاجتماعية فيكون الثمن من غير لحمها الحي. وهي في انتظار سقوطه تنتظر أيضا أن يفقد بقية المنتظرين الأمل في قدرتهم دونها، فيأتونها للتنسيق في ما بعده. وهذه حسابات الحرث ولا قدرة لنا في هذه اللحظة على توقع حساب البيدر، واليقين أن قد سقط قيس، والمناورات الآن تتعلق بالمرحلة الموالية، وفي يد كل طرف آلته الحاسبة وإنّا مع المنتظرين. يقين آخر لا يتسرب إليه الشك: بعد قيس لن تنتهي معارك الاستئصال التي استنزفت البلد.

-----------
وقع تغيير طفيف في العنوان الاصلي للمقال
محرر موقع بوابتي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إنقلاب قيس سعيد، تونس، الإنقلاب في تونس، إتحاد الشغل، حركة النهضة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 24-11-2021   المصدر: عربي 21

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمود فاروق سيد شعبان، محمد علي العقربي، مراد قميزة، مجدى داود، حسن الطرابلسي، ماهر عدنان قنديل، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - مصطفى فهمي، د- محمود علي عريقات، د- محمد رحال، علي الكاش، د. أحمد محمد سليمان، أحمد الحباسي، محمد العيادي، سفيان عبد الكافي، الهادي المثلوثي، د - محمد بنيعيش، د - صالح المازقي، عزيز العرباوي، عمار غيلوفي، عبد الله الفقير، سامح لطف الله، عراق المطيري، عبد الغني مزوز، حاتم الصولي، أشرف إبراهيم حجاج، د - محمد بن موسى الشريف ، فتحي الزغل، د. عبد الآله المالكي، رضا الدبّابي، كريم فارق، سليمان أحمد أبو ستة، د. كاظم عبد الحسين عباس ، رشيد السيد أحمد، عبد الرزاق قيراط ، أحمد ملحم، إسراء أبو رمان، مصطفي زهران، صباح الموسوي ، محمود طرشوبي، د. خالد الطراولي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، أحمد النعيمي، فتحـي قاره بيبـان، محمد الطرابلسي، سيد السباعي، سامر أبو رمان ، د - الضاوي خوالدية، الهيثم زعفان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محرر "بوابتي"، صفاء العراقي، أ.د. مصطفى رجب، مصطفى منيغ، منجي باكير، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سعود السبعاني، صلاح المختار، سلوى المغربي، إيمى الأشقر، محمد أحمد عزوز، تونسي، صفاء العربي، خالد الجاف ، رافد العزاوي، طلال قسومي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، خبَّاب بن مروان الحمد، د - عادل رضا، رافع القارصي، المولدي الفرجاني، كريم السليتي، وائل بنجدو، صالح النعامي ، محمد الياسين، عواطف منصور، محمد يحي، يزيد بن الحسين، عبد الله زيدان، أحمد بوادي، د - المنجي الكعبي، محمد عمر غرس الله، د. صلاح عودة الله ، إياد محمود حسين ، طارق خفاجي، صلاح الحريري، الناصر الرقيق، د- هاني ابوالفتوح، علي عبد العال، د.محمد فتحي عبد العال، العادل السمعلي، بيلسان قيصر، د - شاكر الحوكي ، د. عادل محمد عايش الأسطل، ضحى عبد الرحمن، حميدة الطيلوش، د. أحمد بشير، محمد اسعد بيوض التميمي، فهمي شراب، عبد العزيز كحيل، جاسم الرصيف، حسني إبراهيم عبد العظيم، حسن عثمان، يحيي البوليني، محمود سلطان، فتحي العابد، سلام الشماع، نادية سعد، رمضان حينوني، ياسين أحمد، فوزي مسعود ، محمد شمام ، أنس الشابي، عمر غازي، د- جابر قميحة، أبو سمية، د. طارق عبد الحليم، المولدي اليوسفي، د. ضرغام عبد الله الدباغ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز