هل صحيح أن دراسة العلوم والتقنيات تجعل الفرد إرهابيا
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 237 محور: المفكر التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الجواب عن السؤال هو لا، لكن لنفصل الحديث في الموضوع
نحن ننظر من زاوية واحدة من المشكلة، لأنه يوجد صنف آخر يماثل هذا الصنف ممن جندهم الإرهاب، هم أولئك ممن لم يختص في العلوم والتقنيات ودرس بدلها الإنسانيات، فهؤلاء يمثلون أيضا خطرا
فإن هؤلاء الإمعات ممن درس الإنسانيات تحولوا لأتباع للمركزية الغربية التي جندتهم كما يجند أصحاب التنظيم الإرهابي الأفراد، وتحولوا لمروجين للانتماء للغربي من خلال المعارف الإنسانية التي يَدْرسونها ثم يدرّسونها
فنحن إذن ازاء صنفين من الإمعات التّبع ذوي قابلية التجنيد من الغير: ضحايا التجنيد الارهابي أولا وضحايا التجنيد المعرفي الغربي بجامعاتنا ثانيا
لكننا لاننتبه إلا للذي يحمل السلاح المادي ولاننتبه للذي يحمل السلاح العقدي الغربي المغالب
لاننتبه للذين استولوا على جامعاتنا يروجون بمنطق المنهزم المغلوب للمركزية الغربية وهم في الحقيقة أخطر علينا ممن حمل السلاح المادي
لاننتبه للضحايا من بيننا الذين يتخرجون كل عام من تلك المؤسسات الجامعية يملؤهم الحقد على هويتهم ومعبئين بكره ايديولوحي ضد المركزية الاسلامية
لاننتبه لتحول جامعاتنا بل ومعاهدنا الثانوية، بما تدرسه من محتويات إلحاقية معادية، لما يشبه الخلايا الارهابية الفكرية
لاننتبه لكون حالنا الآن التّابع المنهزم المحطّم فاقد الفعل الاقتصادي والعلمي والحضاري عموما منذ عقود، هو بفعل الإقتلاع والالحاق بالغرب وليس بفعل أولئك الأفراد الإرهابيين المتحمسين
إذن نحن نتعامل مع خطرين متأتين من الأفراد ذوي قابلية الخضوع الذهني للغير، لكننا ننظر فقط للخطر الأبسط ذي البعد المادي، وسبب ذلك أننا نقبع منذ عقود تحت تأثير المجال المفاهيمي للمركزية الغربية، فيراد لنا أن نصدق أن الخطر المتأتى من الإلحاق بالغرب ليس خطرا وأنه وضع سوي، لذلك يقع السكوت عن تحويل مؤسساتنا الجامعية والثقافية لمقرات ايديولوجية تشبه البؤر الحزبية
بينما هو خطر يقع في شراكه كل ضعيف الزاد الفكري من دارسي الانسانيات، مثلما يقع ضعيف الزاد الفكري من متعلمي التقنيات والعلوم ضحية للتجنيد الإرهابي