ليس لعبدة الأصنام أن يعطونا دروسا: المبتئسون من حال عدنان ابراهيم
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 245 محور: المفكر التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
مرّ أمامي مقال طويل مكتنزا بكائيات لأحدهم يرثي حال عدنان ابراهيم، وهو كما يقول يعزي نفسه ويبتئس لحال شيخه الذي كان من تلاميذه وأنه كان ينافح عنه وأنه تشرف بذكره في كتبه (أي أن صاحبنا هذا ألف كتبا) وأن شيخه عدنان ابراهيم قدم له بعض كتبه
وصاحبنا هذا استفاق أخيرا وتأكد من عثرات شيخه عدنان ابراهيم، وهو يطيل الحديث عن هذا الموضوع
-------
الحقيقة هذا الشخص لم يستفق بفعل وعي وتفكّر ذاتي وإنما صَدْمة الارتطام بالحائط هي التي أجبرته على كتابة ما كتب، وقد بقي كما قال هو ذاته يدافع عن مواقف شيخه عدنان إلى أن لم يعد مجال للدفاع
لو كان صاحب وعي ذاتي لما كان عليه أن يدور حول عدنان ولا غير عدنان من هؤلاء المرتزقين من معارف الإسلام
المستفيقون متأخرا أمثال هذا الكاتب، هم في الحقيقة الخطر الذي يجب التحوّط منهم، وهم لايمكن ان يُعدّوا أصحاب وعي، ولايجب أن يتوقف عند اعتذاراتهم المتأخرة، وإنما هذا الشخص مازال في داخله تابعا للغير عابد صنم، لكن صنمه تكسر ولم يعد صالحا للاستعمال لذلك تخلى عنه
بالمقابل هو لم يتخلّ عن القابلية الذهنية لديه للتبعية للغير وعن فكرة جدارة اتخاذ الغير من المشتغلين بالمعارف الإسلامية ممن يسمى علماء، قدوات
علينا أن نحذر من أمثال هؤلاء، لأن الخلل التصوري الذي جعله يتخذ عدنان وغيره أصناما خلل منهجي أصيل، يمكن أن ينتج انحرافات أخرى
بعض الأسس التصورية لتلك الانحرافات التي تروح للأصنام وتروج لأفضلية المعارف عن الفكر وتنتهي لتكريس الواقع، هي:
- اعتبار المعارف هي محور الفاعلية وليس الفكر، وينتج عن هذا التصور تفضيل الناس حسب مدى تمكنهم من حفظ القرآن وعموم معارف الإسلام، عوض مدى قدراتهم الفكرية ومساءلة تأسيسات الواقع
- اعتبار المشتغلين بالمعارف قدوات بناء على فرضية غير مثبتة تقول أن العالم بالعلم عامل به، أي أن العالم بمعارف الاسلام تقي لا تجري عليه الانحرافات، وكل هذا تصورات فاسدة لأن معارف الإسلام في ذاتها مجرد معارف محايدة، والتمكن منها لايعني العمل بها، وكم من "عالم" لايعمل بعلمه، بل أكثر هؤلاء يوظفون علمهم للإبعاد عن الاسلام وخدمة سادة الواقع
هذه كلها انحرافات تصورية تنتهي لشيوع الصنميات ومن هناك الحفاظ على الواقع في أسسه الفكرية التي لم نصممها ولم نوجدها وإنما أوجدها الغربي الذي حكمنا من خلال منتسبيه، والتي تدور في أفق المركزية الغربية، مما لا يتناوله حديث أصحاب المعارف فقيرو الفكر