البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

فاقد القيمة الذاتية يسعى لاستعارتها من الغير

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 182
 محور:  الفرد التابع

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


أذكر مرة أن أحدهم من الشخصيات المعروفة علق بصفحتي على مقال لي، وكان تعليقا بسيطا يخلو من عمق، رغم ذلك سرعان ما لاحظت تتالي التفاعلات مع ذلك التعليق من دون غيره، فتضخم ذلك التعليق بالتفاعلات بشكل غريب

تفسير ذلك أن التفاعلات تلك لم تكن ذات دافع موضوعي أي بسبب معنى التعليق وأهميته، وإنما هناك دافع آخر هو السبب المرجح، إنها الحاجة الذاتية للتقرب من تلك الشخصية والوصال بها حتى عن طريق التفاعل الافتراضي

حينما نتوسع يمكننا أن نجد نفس السلوك لدى الذين يتدافعون على أحد الفنانين بغرض أخذ الصور معه أو يترجونه أن يترك لهم امضاءه، بل إننا نلاحظ نفس السلوك لدى أتباع الأحزاب حينما يتزاحمون لأخذ الصور مع زعيمهم

ماهي دلالة هذا السلوك

الناس يمكن تقسيمهم نسبة لفهم القيمة الذاتية لأشخاصهم لصنفين
1- منهم من يرى القيمة الذاتية نتيجة مسار من الإنجازات في الواقع، فالأفعال الجيدة تراكم قيمة شخصية جيدة والفعل السيىء يكوّن صيتا سيىئا للشخصية، وعلى ضوئها تبنى القيمة الفردية
في هذه الحالة القيم وجوبا ذات شرطين: فعل بشري ثم هي مسار زمني، أي لايمكن لقيمتك أن تبنيها إلا أنت ولا يمكن فعل ذلك لحظيا في تلك اللحظة وإنما يلزم مسار زمني
هذا النوع من الأفراد يفهم أن له قيمة ذاتية بفعل انجازاته وهو ليس في حاجة للغير لبناء قيمته

2- منهم من يرى أن القيمة الشخصية لايلزمها تتابع زمني كما لا يلزم أن تكون ذات تكوين وإنشاء ذاتي
هذا التصور ينظر للقيمة الفردية في مستواها ما بعد الحلول في الفرد، فهو لايرى داعيا للنظر لمسارها قبل وصولها للفرد، ولسان حاله يقول ما دخلك أنت ومايهمك في القيمة كيف تكونت أو كم استغرقت من زمن أو من أوجدها أول مرة
هذا التصور يفهم القيمة أنها كتلة كمية شبه مادية كأنها خزان

ينتج عن هذا التصور للقيمة الذاتية، أنه يمكن نقل القيمة من الغير ويمكن القيام بذلك لحظيا، وهذا يعني أنه يمكن نقل القيمة من الغير بالاستعارة والتقرب والشراء والمبادلة

وهذا هو الفهم الذي يحرك من يتقرب من الرموز، حيث يريد أولئك فاقدو القيمة الذاتية في مستواها الاولي، أخذ بعض من القيمة من فائضها لدى تلك القدوة الفنان أو الشخصية أو الزعيم، لأنه لديهم بمثابة خزان يعج بالقيمة، فالتقرب منه يمكن أن يزودك ببعض من تلك الاعتبارية
كما يمكن أن تشتري القيمة بالمال وهو مايفهمه الكثير، ويمكن أن تستعيرها بالألقاب

في هذه الحالة الثانية من فهم القيمة الذاتية، نحن في وضعية حولت المعنى الاعتباري للقيمة اللامادية للشخصية في أصلها، لمعنى مادي يباع ويشترى ويتبادل، وخطر تحول القيمة الذاتية للنوع الثاني من الفهم، أن ذلك ينعكس على مجمل السلوكيات البشرية مما ذكرت بعض نماذجها أول المقال
وتلك السلوكيات بعض مظاهر الفرد التابع النموذج المفضل لأدوات التشكيل والإخضاع الذهني، لأن هذا الصنف من الأفراد منعدمي القيمة الشخصية، لايملكون المقومات الذاتية لتقييم الواقع فضلا أن يرفضوه، لذلك يمثلون أهدافا سهلة لدى أدوات التوجيه لغياب المقاومة لديهم

--------------
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود

الرابط على فايسبوك
. فاقد القيمة الذاتية يسعى لاستعارتها من الغير


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 28-07-2023  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء