فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 416 محور: إسلام العقيدة
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الحشود من التّبع لاتساوي في الفعل قيمة فرد رسالي واحد، واذكر إن أردت آلاف بل ملايين الأتباع والجموع هل أغنت شيئا عن زعمائها حين سجنهم وعن أحزابها حين تفكيكها (تذكر الحركات الاسلامية بالباكستان وببنغلاديش ومصر)، لأنهم كالصوف المنفوش الموهم بالقوة ولا قوة لهم
الفرد التابع يقيّم الواقع من خلال عاطفته ويكون نظره عادة سطحيا وسلوكياته تتمحور حول الحماسة والتحشيد والسبّ ومحورية الأشخاص، كما أنه يتعلق عادة بالمفاهيم أي بظاهر الألفاظ
بينما الفرد الرسالي يقيّم الواقع من خلال عقله ويكون نظره عادة عميقا وسلوكياته مبررة ويقصد بها إنتاج الفعل المؤثر
يتعلق عادة بمعاني المفاهيم، أي أنه يغوص في تفاصيل ما تحت الظاهر من الواقع
الأتباع يعوّل عليهم في التحركات الجماهيرية الحماسية الدعائية التي يؤمنها الزعماء محترفو الحديث المغالط والخطب الرنانة، ولايعوّل عليهم بالمقابل في تغيير الواقع، لأنهم كالقش ظاهرهم منتفخ سريعو الإشتعال والانطفاء
فالفرد التابع لايقوم بالفعل الذي يغير وإنما يوهم بالفعل ولا ينجزه فيبقى تحركه دائما في الهوامش والسطح لايغير واقعا ولايؤثر فيه
لذلك الأتباع لاقيمة لعددهم لأنهم لايفعلون فكثرتهم وقلتهم سواء
بالمقابل الرساليون لايصلحون عادة لخدمة الزعماء ولا يعوّل عليهم كحشود لأنهم يرفضون أن يكونوا مجرد خدم لغيرهم حتى وإن كانوا قادة فإنهم يتعاملون معهم أنهم شركاء في الفعل لا في وَهْم الفعل
الرساليون هم من يغير الواقع لأنهم يتعاملون مع أسسه العميقة ولأنهم يتحركون لما تحت السطح ويستهدفون الهياكل المؤثرة المحركة
لذلك الرسالي هو من يُنْبذ فيعادى لموقفه وهو من يُكاد له لموقفه الرافض للزعماء ولسادة الواقع، والرساليون هم من يسجن وهم من يستشهد
الفاعلية وعدمها لا تعلق لها بالحكم المعياري، أي أن ما كنت أقوله يصح في الرسالي الجيد معياريا والفاسد معياريا
فقدوات السوء ممن يسمون فنانين، فاعلون ورساليون لانهم يؤثرون بأفعالهم لا يغير من هذه الحقيقة كون فعلهم سيئا معياريا، لأنه سيكون في نفس الوقت جيدا معياريا لدى آخرين
كما أن أتباع المشائخ والزعماء الاسلاميين مثلهم مثل أتباع فنان أو راقصة من حيث غياب الفاعلية وتفاهتهم
---------
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود