فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 572 محور: إسلام العقيدة
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لم أكن أعتقد أنه يوجد من يأخذ بجدية هذا الكلام المتصنّع، حتى اعترضني أحدهم يقول أنه ألف كتابا يتحدث عن النساء اللاتي تصدين للمشروع الظلامي دفاعا عن النمط الإجتماعي للتونسيين
مايكاد يعرفه الكل حد اليقين أن هذا التركيب الركيك، حشو ايديولوجي لاقيمة له إلا في مستوى توظيفه لإشعال المعارك المناصرة للمركزية الغربية ومفاهيمها لدى منتسبيها هؤلاء الضحايا التائهين من التونسيين
هذا تركيب مصطلحي تبدأ معانيه وفاعليته وتنتهي لدى من يستعمله وقود معارك تخاض في أدوات التشكيل الذهني من التعليم والتثقيف والاعلام، أي تلك المساحات التي يتحكم فيها منتسبو منظومة فرنسا من هؤلاء الذين يتخذون تسميات متنوعة كاليساريين والليبيراليين والقوميين، لكنهم يشتركون في ما يكابدونه بصمت من هذا التّيه وكره الذات الذي يمزقهم، والهمّ المسرف في التعلق بالآخر المغالب العقدي ومشاريعه الفكرية وذروتها مركزيتة العقدية الغربية ومجالها المفاهيمي ومصطلحاتها
---------
النمط الاجتماعي للتونسيين الحقيقي هو هذا الذي تكوّن لديهم منذ أكثر من ألف سنة فأَلِفوه وأَلِفَهم، وليس هذا الذي طرأ عليهم في غفلة منهم منذ بضعة عقود فأظلّهم وأضلّهم ويراد جعله نمطهم بحِيَل ومغالطات تستعمل لذلك الغرض
النمط الاجتماعي للتونسيين الحقيقي هو هذا الذي وَقَر لديهم فاطمأنوا إليه واتخذوه عن طواعية ضابطا لحياتهم كلها شهودها وغيبها، إن فرحوا كان سلوكهم السعيد كما يقول لايجاوزونه لغير ذلك، وإن ابتأسوا كان سلوكهم الحزين لايتعدى مايوجب نمطهم ذلك، وليس هذا الذي اقتحم عليهم حياتهم من دون إذن منهم فاقتلعهم وأرهبهم وشردهم من المعاني الراقية التي عرفوها وأُشربوها منذ مئات السنين
النمط الاجتماعي للتونسيين الحقيقي هو هذا الذي يقول به الإسلام ونظّمه الإسلام وسمح به الاسلام، وليس هذا الذي وفد مع المحتل الفرنسي، الذي يدعو للإلحاق بالغرب ومركزيته العقدية المغالبة
وإذا كان التونسيون سيدعون للإنتصار لنمطهم المجتمعي، فإنهم سيتحركون ضد هؤلاء المتعلقين بمشاريع الفرنسي الساعين للترويج له بيننا، سيتحركون ضد الذين يرتزقون من الدفاع عن لغة فرنسا والعاملين على اعلائها بيننا، ومن الترويج لعلوية فرنسا وثقافتها والمركزية الغربية عموما بيننا
أما التونسيات فإنهن إن تحركن فسيتحركن ضد من أراد بهن السوء فحولهن لسلع تختزلن في أجسادهن، سيتحركن ضد رافعي لواء منظومة عقدية وثقافية صيرتهن في شقاء دائم من بعد أن كرههن في الأسرة وفي معاني الزواح وجعله صراعا أبديا ومنازعات لاتنتهي، وزين لهن الانحرافات وجرأهن على العفاف وكرههن في فضيلته، فانتهى بهن لشقاء متصل من دون زواج ومن دون أسرة ومن دون سعادة، فخسرن الدنيا والآخرة
يمكن أن نقرّ لهؤلاء الغرباء من بيننا قدراتهم في المغالطات واصطناع المصطلحات الطنانة، ولكن عليهم أن يعرفوا أنهم غرباء وأن تخفيهم لن يطول إلا بقدر غفوة النائم، وإنما هو نهار سيطل لامحالة وسيعلم هؤلاء أن لا مكان لهم بيننا