البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

الناس ليسوا جبناء كما نتصور ولايجب أن نحملهم مسؤوليات غيرهم

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 242
 محور:  تفكيك منظومة فرنسا

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


مازلت أرى العديد يلوم الناس لسكوتهم وسلبيتهم، ويستغرب كيف لايتحركون ضد الظلم وارتفاع الاسعار والانقلاب وغيره

كنت كتبت من قبل حول أن هذا التصور الذي يحمل الناس أصل المسؤولية غير سليم، ماذا تنتظرون من الناس، أن يخرجوا للشوارع وأن يسقطوا الانقلاب ويفعلوا كذا وكذا (*)
هذا لايقع ولن يقع بهذه الطريقة ولم يقع مرة في التاريخ، وحتى التحركات التلقائية عقب زيادات الأسعار وغيرها التي سجلها التاريخ في بعض البلدان، فسرعان ما تندثر وتمتص فاعليتها

الناس تتحرك من خلال تنظيم بطريقة ما وبتوجيه أفراد قدوات يجمعون طاقات الرفض ويكثفونها ثم يوجهونها في مسارات واحدات معينة، فيقع الفعل الجماعي للناس الذي ينتهي بإحداث التغيير والثورة

الناس تكمن قوتها في تجمعها وليس في مستوى أفرادها
الناس ليسوا جبناء عكس مايقال عنهم، لكنهم لم يوجهوا للأمر اللازم لتفعيل جرأتهم

ثم إن الناس لا تدرك الظلم الواقع عليهم، لأن وجود الظلم لايعني بالضرورة بداهة إدراكه، وماتدركه أنت لايعني بالضرورة أن غيرك يدركه بنفس درجة الوضوح والفهم(1)

الناس كجموع هم مادة الفعل الجماعي، لكن تفعيل طاقاتهم يقع على مسؤولية من له القدرة على التأثير فيهم

إذن المسؤولية على السلبية التي تغيّب إدراك الناس بالظلم الواقع عليهم وتمنع تحركهم، توجد لدى طرفين:
- من يعمل على تشتيت وعي الناس بحقيقة الواقع ويسعى لمغالطاتهم
- من له قدرات تنظيمية لتحريك الناس ولايستعمل تلك الامكانيات

1- الطرف الأول هم منظومات التشكيل الذهني التي تغذي تصورات الناس ومعاني المفاهيم لديهم، إنها أدوات التعليم والتثقيف والاعلام، هذه هي الوسائل التي تغيب إدراك الناس بالحقيقة من خلال قصفهم ذهنيا بما يفتت فهمهم ويشوش إدراكهم
إذن المسؤول الأول عن سلبية الناس هي منظومات التشكيل الذهني

2 - الطرف الثاني هي التنظيمات والتشكيلات التي ينتمي لها الجموع وهي عموما الأحزاب والمنظمات والتنظيمات، هذه الكيانات لها إمكانية لتجميع الناس وتحريكهم، أي لها القدرة على تكثيف طاقات الرفض، وحينما تمتنع هذه التشكيلات على تأدية تلك الأدوار، فهي إذن متواطئة بطريقة ما للمحافظة على الواقع وتكريسه

إذن المسؤول الثاني عن سلبية الناس هي الكيانات الجماهيرية من أحزاب وتنظيمات ومنظمات

بالتالي لوم الناس وتحميلهم مسؤولية الواقع تصور لاينظر للأسباب الحقيقية لسلبيتهم، فهو تناول فاسد، وسبب هذا القصور التعامل مع الواقع بمحورية الفرد، بينما الصواب هو وجوب التعامل مع الواقع بمحورية المنظومات والكيانات

وقد وضحت في أكثر من مقال سابقا، أن الواقع الحديث لايصح فيه الفهم من زاوية التأثير فيه بمحورية الفرد، وأن هذا وإن كان صحيحا قديما لكنه الآن لم يعد سليما، لأن الفرد الحديث أصبح هو ذاته موضوع تحكم ذهني وإخضاع منذ نشأته من طرف التعليم والتثقيف والاعلام، فلا يعقل أن ننتظر منه مالا يستطيع التأثير فيه وتغييره

--------
(*) سيتساءل بعضهم كيف كتبت من قبل تلوم الناس إذ يكتبون بتسطيح ويساهمون في نشر التفاهات كأنهم لم يدخلوا مدرسة وتنزع عنهم اللوم هذه المرة
الجواب أن ما لمتهم فيه يتعلق بمساحتهم الخاصة أي في مستوى استيعابهم للأحداث وما يصدر منهم من مواقف كالكتابة والآراء عموما، فهذه مساحة يتحملون فيها المسؤولية

أما ما أتحدث فيه في هذا المقال فهو دورهم المحتمل في مساحة تغيير الواقع، وهذا موضوع آخر


(1) ينظر بغرض تعميق فهم هذه الفكرة لمقال: مالذي يؤثر في الفرد، الفعل أم إدراكه للفعل: في فهم عجزنا عن التغيير

https://myportail.com/articles_myportail_facebook.php?id=10742


*************
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود
الرابط على فايسبوك
. الناس ليسوا جبناء كما نتصور ولايجب أن نحملهم مسؤوليات غيرهم


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 13-05-2023  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء