البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبمقالات رأي وبحوثالاتصال بنا
 
 
   
 
 
 
 
تصفح باقي إدراجات محرر بوابتي
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك

الاهتمام بتركيا لدى أبناء التيار الإسلامي وحتمية التبعية

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس   
 المشاهدات: 319
 محور:  الفرد التابع

 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


مازلت أعتقد بخطأ هذا الإهتمام المسرف بتركيا لدى أبناء التيار الإسلامي واعتبارها قدوة والتغني بنجاحاتها

أرى أن سبب هذا الإهتمام لديهم ذو دوافع نفسية، فهو تفريع من هذا الانكسار المتواصل للمشروع الإسلامي بمختلف بقاعه بالعالم، وبسبب هذه المطاردة المتصلة والإخضاع الحاد والكره والذل الذي يلقاه أبناء التيار الاسلامي عموما، فيكون من أثر ذلك اعتبار أي بقعة لاتسومهم العذاب موئلا، لذلك يتغنى عموم الإسلاميين بالبلدان الاوروبية التي احتضنتهم ويغضون الطرف عن خطر التبعية لها من خلال تبني جنسياتها بل حتى القبول بالدوران في مركزيتها العقدية ومجالها المفاهيمي

ولما كانت تركيا بلدا مسلما ويقوده من يقول أن له انتماء اسلاميا، كان ذلك مدعاة للمفاخرة بها

فالهمّ بتركيا يقرب للتسلية النفسية والعزاء للمهزومين والهائمين على وجوهههم بين البلدان، أكثر منه قرارا موضوعيا رصينا، لأن تركيا لا علاقة لها بنصرة الاسلام ولا بنصرة المشروع الاسلامي، وإنما هي دولة ترعى مصالحها كسائر الدول، وحتى ما تروجه بإعلامها فهو توظيف لرصيدها التاريخي باعتباها كانت جغرافيا موطن آخر خلافة إسلامية تلقى التوقير لدى المسلمين، فتذهب بعيدا في المغالطة وتقوم بالنبش التاريخي باستدعاء رموز الاسلام العثمانيين لكسب التعاطف وتسقط ذلك على الحاضر لكي تلقى سمعة تركيا الحالية قبولا لدى المسلمين، ويكون من أثر ذلك الإقبال على سلعها والقبول بشركاتها والمساهمة في تكوين صورة رمزية إيجابية لتركيا الحديثة

التعلق بتركيا فيه مستوى ذو دلالة سيئة لا تبشر بخير، وهو أن الفرد الاسلامي التونسي يحمل بداخله قابلية التبيعة للغير، فهو لطول مدة الإخضاع والإلحاق بفرنسا اعتقد بلزوم الإلتصاق بجهة ما، لذلك يتصور أن المطلوب هو التخلص من التبعية لفرنسا ولابأس ان تكون تبعية لبلد مسلم ولتكن لتركيا المسلمة، وبسبب هذه العقلية الخاضعة التي وقع التطبيع معها لدى التونسيين، نشأت ومازالت تنشأ نوع من التبعيات للسعودية ولإيران كذلك

وهذا فساد في التصور، نحن علينا رفض التبعية لذاتها أي لأنها تبعية ولسنا نرفضها لأنها تبعية لفرنسا تحديدا، أي أننا نرفض التبعية من حيث أنها مفهوم وليس كمعنى ومفاضلات في درجاتها (1)

نحن علينا التفكير في بناء مشروع إقليمي يستعيد أمجاد تونس التاريخية الكبرى أو المغرب التاريخي الممتد لإسبانيا، مثلما تعمل تركيا الحديثة على استعادة أمجاد تركيا التاريخية وتعمل إيران على استعادة أمجاد إيران التاريخية، ويكون ذلك من خلال مشروع فكري وهو المركزية العقدية الاسلامية المغالبة للمركزية الغربية

-----------
(1) بغرض التعمق في الفرق بين المفهوم والمعنى، يمكن الرجوع لما كتبت في محور: مقالات في المعنى، بموقع بوابتي

***************
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود

الرابط على فايسبوك
الفرد التابع (39): الاهتمام بتركيا لدى أبناء التيار الإسلامي وحتمية التبعية


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فايسبوك،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 10-05-2023  


تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك
شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
مقالات فوزي مسعود على الفايسبوك حسب المحاور
اضغط على اسم المحور للإطلاع على مقالاته

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضات من طرفه أومن طرف "بوابتي"

كل من له ملاحظة حول مقالة, بإمكانه الإتصال بنا, ونحن ندرس كل الأراء