فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 435 محور: المفكر التابع
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أريد أن أعرف من يصمم هذه المصطلحات ومن يصمم هذه الندوات التي تتحدث عن "الظاهرة الدينية" كل مرة، ومن يوافق عليها
مصطلح الظاهرة يحيل لمسار زمني، وهي هنا تعني التدين أي الدين الإسلامي في تعلق بالفعل البشري منزلا في الواقع
حينما يفعل ذلك (أي يتعامل مع التدين كظاهرة) يتعامل مع الدين المفترض أي الاسلام أنه منتج التدين، أنه هو الظاهرة وليس التدين
فالإسلام هو حقيقة الذي يراد فهمه كظاهرة وليس التدين، وهذا يعني عدم اعتراف بالإسلام في مستوياته العقدية الفكرية وإنما اختزاله في أبعاد الفعل البشري التاريخي الثقافي مثله مثل تدين القبائل البدائية
الإسلام يراد فهمه كفعل بشري أي تدين فقط ولكن الإسلام اكثر من التدين إنه منظومة فكرية فلسفية ضابطة للواقع مغالبة للمركزية الغربية، ومالتدين إلا تفريع ونموذج منه
لايتعامل مع الإسلام كمنظومة فكرية أي مستوى عقدي أعلى مولّد للافكار اي كمنظومة مركزية عقدية مفسرة للوجود مغالبة للمركزية الغربية
أي أن مايتناول كظواهر هي نماذج فكرية وفلسفية، لكن تناولها كظواهر بشرية ابتداء ينزع عنها بعدها العقدي والفلسفي الذي تتغذى منه ويصيرها لمسارات افعال بشرية اجتماعية وهو مايراد الايهام بجدارته وأنه المستوى الوحيد من الدين
أي هو تخفيض للفكرة الاسلامية من مستوى عقيدة وفكرة وفلسفة لمستوى ظاهرة اجتماعية كغيرها من ظواهر الواقع
وهذا التصور كله تفريع من النظرة المشتقة من المركزية الغربية المتعالية التي لاتعترف بالاسلام الا كظاهرة دينية مثلها مثل تدين القبائل بالادغال وغيرها
المركزية الغربية التي تغالبنا تصل لدرجة افتكاك جامعاتنا منا وتحولها لادوات اقناع بالتبعية لها ولمفاهيمها، وهذا اعلى درجات الالحاق الذهني للاسف وخلق الضحايا من بيننا
طيب لماذا لا يقع بحث البعد الفلسفي في كل تجارب التدين وسعيها لبناء نماذج من المركزية العقدية الاسلامية، فيكون اسم المخبر مثلا: "المركزية العقدية الاسلامية"، فيكون مخبرا مؤكدا لفكرة المركزية الاسلامية عبر التاريخ، وأن الاسلام ليس تجارب تدين فردي فقط، وإنما مشاريع عقدية ذات أسس فلسفية، عوض التأكيد على بُعد التدين الفردي من خلال استدعاء مصطلحي ظاهرة وتدين
مايقع الترويج له والاقناع بوجوده أي الظاهرة الدينية هو ما أسميه أنا إسلام الثقافة، وهو أدنى المستويات من الاسلام والتي لاقيمة لها في تغيير الواقع، انها مجرد أنشطة بشرية، مقارنة باسلام الهوية ثم بأعلى الدرجات وهو اسلام العقيدة أي المركزية الضابطة للواقع