لايصح التأثير في الواقع من خلال الأوهام: نموذج معاوية وابن سبأ
فوزي مسعود - تونس المشاهدات: 472 محور: إسلام العقيدة
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لعلكم قرأتم تلك الكتابات التي تقول في ما معناه أنه لو لم يكن معاوية ابن أبي سفيان موجودا فإن جماعة السبئية كانوا سيؤسسون امبراطورية يهودية تمتد من اليمن حتى الشام ثم مصر، ولما وجدت حضارة الإسلام التي نعرفها
وهم لايكتفون بهذا الكلام وإنما يبنون عليه نتيجة تقول بأهمية معاوية نسبة لهذه الفرضية، لأنه منع تلك الامبراطورية التابعة لجماعة عبد الله بن سبأ، أي وقع افتراض خطر أي أمر مجهول متوهم، ثم وقع بناء وتقرير نتيجة عليه في الواقع تقول بأهمية معاوية بسبب هذا الخطر الذي منعه، رغم أنه لم يوجد حقيقة
ومثل هذا يوجد كثيرا في واقعنا، فيقول أحدهم لو لم يوجد فلان ذلك الشخصية الفذة كذا وكذا في علمه أو في حكمته، لفعل الاعداء كذا وكذا، ويبنون على ضوء هذا الافتراض المجهول المتوهم نتيجة معلومة في الواقع
إذن هنا يتم تغيير الواقع اعتمادا على وهم، أي تغيير معلوم بمجهول
الأصل أننا في أنشطتنا نعتمد على معلوم لإيجاد حل لمجهول، أما العكس فلايصح، وهو أحد أنواع المصادرات التي تعطي نتيجة فاسدة
ولو جاز اعتماد الأوهام للتأثير في الواقع، لجاز لنا افتراض أن ابن سبأ هذا أسلم وحسن إسلامه وقوّى جيوش المسلمين، ويمكن أن نتوهم أيضا أن معاوية لاعتباره قريشيا أخذه الحنين لنزعته العرقية العربية فتواطأ مع اليهود وانقلبوا على الاسلام وألغوه
ولو قبلنا وهمكم حول الزعيم، لجاز توهم أن تلك الشخصية تواطأت مع العدو وسلمت له وخانت وتبين أنها كانت مجندة مخابراتيا
هي كلها فرضيات ممكنة ما دمنا لا نعتمد على غير الوهم، فليس بأوهامكم بأولى من هذه الأوهام
لذلك لايصح اعتماد المجاهيل لتقرير المعلوم
------
فوزي مسعود
#فوزي_مسعود